قديماً قالوا فى الأمثال لمن يتشدد فى أمر لا يتبعه أو يرغب فى ايقافه ، إنه ملكى أكثر من الملك .. هذه المقدمة يمكن أن نهديها إلى السادة المسئولين عن قطاع الطيران المصرى ، الذين يصدرون قرارات سريعة دون التريث أو دراستها جيداً قبل إصدارها ، ودون النظر للآثار التى تتركها أو التداعيات التى تصاحب هذه القرارات .
فلقد خرج علينا المسئولين بقطاع الطيران بتصريحات بأن وزير الطيران الفريق يونس المصرى ، قرر إيقاف نشاط البالون بالأقصر ،لأجل غير مسمى ، وهو أحد الأدوات الممتعة التى تمارس فى بلاد طيبة ويقبل عليها زوارها ،نتيجة سحب التيارلأحد البالونات خلف الجبال وهبوطه فى موقع آمن دون وقوع أية خسائر ، وبدلاً من معرفة السبب الحقيقى والعمل على تلافيه خاصة وأن هناك أكثر من 10 شركات تعمل فى مجال الرحلات الجوية بالبالونات ولم يحدث أى مخالفات منهم جميعاً .
إلا أن صدور القرار بهذا الشكل كان بمثابة صدمة ، فى ظل أن هذه البالونات لا تحصل على ترخيص بالعمل إلا بعد فحصها جيداً من قبل الأجهزة التابعة لوزارة الطيران المدنى وبالتالى تكون حاصلة على صلاحية الطيران فى سماء الأقصر بعد تنفيذها لكافة إشتراطات السلامة الجوية والأمن والأمان التى قررتها وزارة الطيران المدنى ، وأضر مصر والشركات العاملة فى هذا النوع من السياحة .
وكان يجب قبل إصدار هذا القرار المفاجئ ،بوقف العمل بشكل كامل لهذا النشاط ، وفى مثل هذه الحالة يتقرر إستبعاد هذا البالون فقط من الخدمة وإعادة فحصه، وكذلك التحقيق مع الشركة حالة أسناد مهمة قيادة المنطاد ” البالون ” لقائد غير مرخص له بالعمل أو غير ذلك ، وإستمرار العمل بباقى الشركات الأخرى التى يعمل لديها الكثيرين من الايدى العاملة وبالبلدى ” فاتحة بيوت لناس كثيرة “
وعلى مايبدو أن هناك بعض ممن نطلق عليهم ” حنبلية ” أو ” الفهلوية ” ممن يحملون صفة ” الجهلة ” أرادوا أن يثبتوا إنهم عل حق وقاموا برفع تقرير إلى وزير الطيران أكدوا فيه بضرورة وقف تحليق البالونات فى الأقصر لوجود خطر داهم على حياه ركابه وخاصة من السائحين الأجانب ، بدلاً من قيامهم بواجباتهم بإعادة الفحص الكامل المفاجئ لهذه البالونات للتأكد من عدم خلوها من أحد عوامل الأمان والسلامة الجوية ، وبالتالى يطبقون المثل المصرى الأصيل ” الباب اللى يجيلك من الريح ” البالون ” سده واستريح “، الأمر الذى وضع أصحاب البالونات يضربون أخماساً فى أسداساً نتيجة إلغاء الرحلات فجاءه وبالتالى أضاع بعض من هؤلاء الجهلة والحمقى الدولارات على مصر.
ولم يدرك هؤلاء الجهلة ملا توصوا إليه بوقف هذا النشاط ، وإستخدام وسائل الإعلام الغربية والأجنبية لهذا القرار لإستخدامه ذريعة ضد مصر وليؤكدوا فى منصاتهم الإعلامية أن سياحة البالون فى مصر أصبحت غير آمنة ، معتمدين فى ذلك على قرار وزارة الطيران بإيقاف تحليق البالون بالأقصر .
ولم يعى هؤلاء الأشاوس والجهابذه التأثير السلبى لهذا القرار ، بينما فى الدول المجاورة يطلقون البالونات فى سمائها ويعملون على الترويج لهاوترتكب فيها الكثير من الكوارث دون الإشارة إليها وفى مقدمتها تركيا التى بها ما يقرب من 100 بالون يطيرون يوميا بدون هذه الأوامر والمتعنتات الجاهلة.
فلماذا نوقف الشركات التسعة التى أثبت نجاحها فى تنظيم رحلات للبالونات دون مشاكل تذكر ، علماً بأن الطيار الذي هبط خلف الجبل لم يكن خطاؤه بل الريح التي وجهته الي هناك؟!!.
ولماذ إيقاف نشاط البالون بالكامل بالأقصر وتعطيل الناس ووقف أرزاقهم وحرمان الدولة من العملة الصعبة التي تدخل لنا يوميا ؟!!.
أرجو ألا يخرج علينا بعد قليل تصريح أو بيان من الوزارة يقول كلاماً أيضاً غير مدروس يزيد الطين بله، تحت دواعى إننا نقوم حالياً بالمراجعة الفنية للتأكد من تنفيذ الشركات المالكة للبالونات لإشتراطات السلامة الجوية وعناصر الامان بالبالونات ،وفرض المزيد من التعقيدات والتلكيكات لإنها بالمعنى البلدى أصبحت قديمة .. وشوفوا غيرها .
لذا أقترح أن يصدر وزير الطيران الفريق يونس المصرى ، قراراً بإنشاء لجنة تتبعه مباشرة ولتكن لجنة البالون ، تضم فى عضويتها بعض المسئولين ممن لديهم المعرفة التامة بتشغيل البالون من الوزارة أو سلطة الطيران المدنى ،بصفتها هى الجهه المسئوله عن المراجعه والتفتيش على اتباع اجراءات السلامه بالنسبه لتلك الشركات، ومن هيئة الأرصاد الجوية، ومعهم نخبة من أصحاب شركات البالون المتعلمين وأصحاب الخبرة لإدارة هذا النشاط تحت رعاية سلطة الطيران المدني بحيث تتولى هذه اللجنة إدارة هذا الملف بذكاء ، ودراسة نظم التشغيل الخاصة بالبالون الطائر وكيفية تطويرها مع الحفاظ على تحقيق أعلى معدلات الأمان وفقاً لتشريعات ومحددات سلطة الطيران المدني المصرى، خاصة وأن سياحة البالون ، أحد الأدوات السياحية التى تعيد لمدينة طيبة بريقها السياحى ، بعد سنوات كثيرة عُجاف مرت عليها خلال الفترة الماضية .
إنى أريد الإصلاح ما أستطعت .. وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه إنيب ، وعلى الله العلى القدير العظيم قصد السبيل .