آثار ومصرياتأخبارمنوعات

“الدكتور محمد عبد المنعم صالح” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : ” الحفاظ على إستدامة الآثار ..وحمايتها من التصدع والإنهيار “

في يوم 26 فبراير، 2023 | بتوقيت 11:56 صباحًا

ورثنا عن أجدادنا القدماء  ثروة كبيرة من التراث الإنساني لا تقدر بثمن من معابد وتماثيل ومسلات ومقابر وتوابيت وأدوات مختلفة من الذهب لم يحظي بمثله بلد في العالم.

رغم ما تم نهبه سواء سرقة من المكتشفون الاجانب اوإهدائه بمعرفة حكومات تحت الإحتلال الأجنبي أو تهريبه بمعرفة مافيا الآثار.

ورغم هذا ففي كل يوم يتم إكتشاف المزيد سواء الفرعوني او البيزنطي والأغريقي بجانب ما لدينا من أثار مسيحية وإسلامية تزخر بها بلدنا.

كل هذه الثروة من التراث الإنساني هي مثار الجذب والإبهار لسياحة الآثار للبشر من كل بقاع العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا ..لذا فهي أحد أهم مصادر الدخل للعملات الصعبة لميزانية الدولة.

وحيث أننا الآن حكومة وشعبا كلنا نتحدث عن الإستدامة ومبادرة إتحضر للأخضر فقد وجدت الإعلام المرئي والمكتوب  والمسموع يشيد بحفلات موسيقية وأوبرالية ودفيليهات لبيوت الأزياء العالمية تقام في المعابد الأثرية مثل معبد الأقصر أو الكرنك أو معبد حتشبسوت في الأقصر وحفلات تتم في المتحف المصري الكبير.

مثل هذه الإحتفالات والمناسبات تتطلب تجهيزات متعددة سواء ثابتة أو متحركة سواء للإمداد بمولدات الكهرباء التي تعمل بالسولار ومعدات الإضاءة العالية والقوية ومعدات الصوت والميكروفونات ( مكبرات الصوت ) كذلك إقامة دورات المياه والحمامات المتحركة.

كل هذه الإجراءات لها تاثيراتها علي البيئة المحيطة التي قد تؤثر سلبا علي ثرواتنا من الأثار نتيجة الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من أجهزة التصوير

والشاشات التليفزيونية كما أن الأصوات والترددات العالية التي ينتج عنها إهتزازات وذبذبات سوف تؤثر سلبا علي ثرواتنا من الأثار و تراثنا الإنساني.

ليس هذا الأمر متعلق بالأجهزة والمعدات فقط بل قد يتعدي إلي حركة العمالة العادية العاملة في هذه النشاطات حيث أنهم ليس لديهم المهارات ولا ثقافة الإستدامة وغير مدربين علي كيفية الحفاظ علي البيئة.

حيث أن هناك أبحاث علمية تشيرإلي أن زيارة مثل هذه المناطق الأثرية تتطلب أعداد محددة وتجنب تكدس وتزاحم  الزائرين في مكان واحد بنفس الوقت .

الأمر ذاته يطبق علي المحميات الطبيعية للحفاظ عليها من الأندثار أو الدمار كتراث إنساني يجب الحفاظ عليه .

هناك حل لمثل هذه المناسبات والإحتفالات من خلال عمل ماكيتات بالحجم الطبيعي لأجزاء مميزة من هذه المعابد تجهز لهذه الأحتفالات يمكن إنشاؤها  في مناطق بعيدة .

أو يتم عمل هذه الماكيتات في محافظات متعددة يستفاد منها كمصدر دخل إضافي للمحافظة وتوفير وظائف لأبنائها  ويختار لها منطقة مناسبة متوفربها المرافق العامة والبنية التحتية وسهولة الوصول إليها بالمواصلات العامة والخاصة.

إن هذه الثروة من التراث الإنساني يجب أن يوضع لها من السياسات التي تحافظ عليها وعلي البيئة المحيطة لتحقق افضل إستثمار وإستدامة لهذه الثروة للأجيال الحالية والقادمة.

ولعل ما جاء في سورة الروم (الآية 41) في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس”  صدق الله العظيم .

ينبهنا إلي الحفاظ علي ثرواتنا ومواردنا ليست فقط الطبيعية بل وتراثنا الإنساني العظيم  تجنبا لتعرضها لأي مخاطر قد تؤثر عليها سلبا لا قدر الله.

إن الحفاظ علي البيئة وإستدامتها لنا وللأجيال القادمة أمر يجب أن يكون في بؤرة إهتمامنا جميعا حكومة تنفيذية وهيئات نيابية وتشريعية وشعبا متحضراً.

والله نسأل السداد والتوفيق لما فيه صالح بلدنا

كاتب المقال

الدكتور محمد عبد المنعم صالح 

Email :[email protected]

دكتوراه العلوم الطبية البيئية – جامعة عين شمس

خريج الكلية الحربية المصرية –الدفعة 25 اطباء –1974

ماجستير الميكروبيولوجيا الطبية والوبائيات –الأكاديمية الطبية العسكرية

استشاري صحة البيئة والميكروبيولوجيا الطبية

إستشارى تدريب صحة وسلامة الغذاء بغرفة المنشات الفندقية

إستشارى برنامج التوعية الصحية ضد كوفيد -19

إستشارى تدريب الإدارة البيئية للفنادق ( الفنادق الخضراء )

إستشارى التدريب علي التنافسية في القطاع السياحي ، تابع لمنظمة العمل الدولية

إستشارى التدريب في منظمة الفنادق والنزل الأمريكية ، سابقاً

إستشارى التدريب في كلية أدنبره “اسكتلندا” سابقاً

عضو جمعية الباجواش المصرية

عضو لجنة جودة التعليم وأخلاقيات البحث العلمي ، كلية السياحة والفنادق، جامعة المنصورة

عضو لجنة جودة التعليم في الرقابة علي الأغذية-كلية الطب البيطري،  جامعة بنها سابقاَ