الذكاء العاطفي (EQ) هو مطلب في المنزل ، والشركة ، والمجتمع ، والدولة ، والعالم بأسره ، لأهميته في هذه الفترة ، لضبط النفس، وتقليل الخسائر المادية والمعنوية عندما تمر البشرية بكليهما معًا. قد لا تمثل التكنولوجيا الجديدة وحدها المخرج من الازمات ولكن أيضًا استخدام الذكاء العاطفي (EQ) إلى جانبها. ان إنشاء قيادة متميزةيتطلب الذكاء العاطفي،اكثرمما يتطلبه من المهارات الأخرى. التحكم الذاتي والتواصل العادل مع الآخرين يحقق القوة والازدهار.تواجه قطاع السياحة، كغيره من القطاعات الأخرى، العديد من التحديات، ويحتاج إلى العديد من أساليب اتخاذ القرار لإيجاد الحل الأمثل للمشكلات. الهدف هو تطوير مهارات الذكاء العاطفي لدى القيادات السياحية العربية، الامر الذي يحقق التكامل السياحي مقابل المنافسة.
تمثل القيادة بالذكاء العاطفي نواة مرنة للتكامل في قطاع السياحة، مع نشر ثقافة الوفرة بدلاً من الندرة. ان الرؤية العاطفية هي القدرة على رؤية المشاعر الشخصية ومشاعر الآخرين لدعم التواصل. يمكن أن يؤثر القائد دون استخدام الذكاء العاطفي، ولكنه يكون اكثر فعالية خاصة في اوقات الازمات، باستخدام الذكاء العاطفي. وراء كل محنة تكون هناك منحة. المهم هو كيفية ادارة الازمة واستثمارها كفرصة بدلا من اعتبارها مشكلة وعبء.
EQ و IQ من المصطلحات التي يحدث بينها خلط وتستخدم بشكل خطأ مع بعضها البعض. ولكن ثمة فرق بين Eq و IQ. IQ”حاصل الذكاء” وهو درجة من رؤى الشخص النسبية. الحاصل العاطفي، المعروف باسم EQ، هو الوعيوالتحكمالذاتيمع الوعي بالآخرين وقيادتهم. لا قيود تقف امام القائد الذي يتجاوز التوقعات في كلا النطاقين.
يجب ادراك أهمية الذكاء العاطفي في القطاع السياحي وضمان اكتساب رجال السياحة المهارات المطلوبة. فقط إذا نجح مسؤولي السياحة في الحصول على مستويات أعلى من الوعي والتحكم الذاتي مع الوعي والتحكم الاجتماعي، فلسنا بحاجة الى المزيد من التطور التكنولوجي. فالروبوت يفتقر الى الذكاء العاطفي الإنساني وخلق علاقات شخصية. يحتاج القطاع السياحي العربي إلى العمل المشترك. الامر الذي يؤدي الى توفير المزيد من الفرص مع تحقيق التكامل السياحي العربي. تحقق منهجية الوفرة التكامل، مقابل الندرة التي تؤدي إلى منافسة حادة، خاصة في اوقات الازمات، مما يؤدي الى تحسين جودة الحياة. فهناك الكثير من الفرص، فرص للجميع، لا حاجة للمنافسة التي تنتج من فكرة الندرة. الندرة ليست في الفرص ولكن في الافكار. هناك بعض الذين ينظرون إلى العالم على أنه وفير وغير محدود، في حين أن البعض الآخر منشغل بالندرة وقلق ومتوتر بشكل دائم. لن ينجح القادة الذين لا يتكيفون مع التغييرات. أما القادة الذين يستجيبون للتغيير سوف يستمرون. القادة الناجحون هم أولئك الذين يتغيرون مع التغيير. اما القادة الذين يغيرون المواقف هم من سيقود العالم.
الذكاء العاطفي هو الأداة الفعالة لخلق عقلية الوفرة والقضاء على نظيرتها من الندرة، حيث يميل الأشخاص الذين لديهم ذكاء عاطفي أفضل، على عكس الذكاء البشري بمفهومه التقليدي، الى الموقف الإيجابي وكيفية تفسير واستخدام القيمة أوالامكانات المتاحة، وليس كيفية الحصول عليها. مع عقلية وفيرة، يتم خلق الفرص بدلاً من انتظارها. إذا انتهى الأمر، يمكن دائمًا إنتاج المزيد. لا يوجد بالفعل ندرة في العالم بأسره، بل الندرة في طريقة التفكير. ولا اجد افضل من يوم السياحة العربي، والذي يحمل في هذه السنة شعار (شمولية المقاصد العصرية)، لتحقيق التكامل السياحي العربي بين كافة بلدان الوطن العربي، خاصة في ظل المبادرة التي اطلقتها المنظمة العربية للسياحة لتنشيط السياحة العربية البينية تحت شعار “اجازتك بالعربي”. حيث أصبح التكامل والعمل السياحي العربي المشترك، ضرورة للحصول على حصة عادلة من السياحة العالمية. وهناك العديد من النماذج العالمية الناجحة في تحقيق التكامل السياحي، وليس افضل من تجربة الأمازون في القيادة السياحية باستخدام الذكاء العاطفي.
منظمة معاهدة التعاون بالأمازون (ACTO)
قررت الدول الأعضاء تنمية المسارات السياحية التالية باعتبارها الجولات المتكاملة لسياحة الأمازون:
- مسار الأمازون-الكاريبي (البرازيل-غويانا-سورنام)
يمثل أناقة منطقة البحر الكاريبي والثقافة النابضة بالحياة بالتزامن مع جمال الحياة البرية في منطقة الأمازون على طريق سياحي يشمل البرازيل ، غويانا ، وسورينام.
- مسار الأمازون-أنديز والمحيط الهادئ (البرازيل-بيرو).
تمتد هذه التجربة من البرازيل عبر بيرو وبوليفيا وإكوادور. يمزج المأكولات من الأمازون مع جبال الأنديز، كما يدمج عالم الجبال مع الجمال الاستوائي لأمازون، ومتنزهاته الواسعة، وثقافته.
- مسار الأمازون (البرازيل-كولومبيا-بيرو-إيكوادور-بوليفيا)
يهدف المسار إلى الاستفادة من جاذبية المزيج من خلال مياه نهر الامازون مع التعرف على حياة النهر والعادات. يمكن للمسافر رؤية المدن المعاصرة مثل ماناوس، والبقاء في المناطق المزدهرة مثل اكيتوس، والاستمتاع بالحياة في المناطق الريفية.
لدينا نماذج للبرامج السياحية العربية المتكاملة مثل اتفاقية التوأمة الاثرية (الاقصر-البترا) والتي ابرمت في نوفمبر2021 بين مصر والاردن لتحقيق التكامل السياحي في التدريب والتسويق والاستدامة اضافة الى التشريعات والحوكمة. هذا غير جهود المنظمة العربية للسياحة لتشجيع السياحة البينية على المستوى العربي، ولكننا مازلنا بحاجة الى المزيد من التكامل بديلاً للمنافسة. التكامل في كافة مراحل العملية السياحية من تخطيط وتنمية وتسويق وحوكمة للمقاصد العربية من المحيط الى الخليج اضافة الى التكامل الرقمي.
