تغيرت بعض السمات التي يتمتع بها مجتمعنا بعد دخولنا عصر النت والمجال السيبراني فأثرت علي ما كنا نتمتع به شهامة ونخوة وجدعنة ومحبة للخير لبعضنا البعض ..إلا من رحم ربي وظل مستمسكاً بما تربي عليه من قيم وفضائل وأخلاقيات .
وحيث أن الظروف القهرية الشديدة تظهر معادن البشر– فقدأوضحت الشدائد التي يمر بها العالم في الفترة الاخيرة منذ تفشي وباء الكورونا وبعدها نشبت الحرب الروسية – الأوكرانية ودخول حلف الناتو في الصراع بين الشرق والغرب مع تزامن ذلك مع زيادة الأستفزازات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ، كل هذا أثر علي الاقتصاد العالمي سلباً وبالتالي تأثرت معه إقتصادات دول العالم وخاصة الدول النامية والتي بلدنا إحداها مما أثر علي اقتصادنا ، خاصة ان بلدنا كانتتمر بمرحلة تنمية وتطوير شديدة الأهمية بعد مرورنا بسنين عجاف كادت تأخذنا إلي غيابات الجب والتخلف عن سباق التقدم والتطوير الذي يجري علي مستوي العالم، لولا أن نجانا الله وحفظ بلادنا من الدخول في حرب أهلية وتمزق وهلاك و دمار .
وأتذكر أنه في ستينات القرن الماضي تعرضنا لظروف صعبة جداً ولكن كانت تحكمنا الجدعنة والشهامة والتعاون في الخير لصالح بلدنا ، ولكن الأن أري أن الجشع أصبح سمة التجار في إستغلال الظروف التي تمر بها البلاد والتمادي في زيادة الأسعار بشكل غير طبيعي وغير أخلاقي وأصبح لكل سلعة ” مافيا ” تحكمها بإسلوب إستغلالي دون مراعاة لظروف عامة الشعب وغالبيتة من محدودي ومتوسطي الدخل ، أقول ذلك لأن الأسعار تتحرك كل ساعة للأعلي في كل السلع – هذا الجشع أدي إلي حالة من الهلع لدي المستهلكين الأغنياء منهم وبعض متوسطي الدخل يشترون بكميات كبيرة للتخزين خوفاً من نقص السلع بالأسواق مما يقلل المعروض وبالتالي يقوم التجار برفع السعر رغبة في المزيد من المكاسب (هذه الفئة من التجار يطلق عليهم اغنياء الحرب – نهازي الفرص ) .
سؤالي إلي من يهمهم الأمر في مجتمعنا — متي تعود إلينا ثوابتنا التي تم إختراقها وتغييرها من خلال النت والعالم السيبراني ووسائل التواصل الاجتماعي بمعرفة أعدائنا من الخارج ومن خلاياه النشطة والنائمة في الداخل.
السؤال موجه إلي النخبة من أهل مجتمعنا من مسئولين ومفكرين وعلماء ومثقفين وأدباء وأيضا باقي أفراد المجتمع سواء تجار أو مستهلكين أن يجتمعوا علي قلب رجل واحد حباً وعشقاً وذوباناً في نهر الوفاء والولاء والأنتماء لبلدنا الجميلة صاحبة الحضارات ومهدها وأرض الديانات ونورها –والتي كانت سلة الغلال التي لم تبخل بها علي العالم ، والتي هي وسطية العالم جغرافياً وسياسياً وتاريخياً – طلبا للعودة إلي ثوابتنا وأخلاقياتنا الجميلة التي هي أساسنا الراسخ أمام أي زلازل أو مصاعب أو عقبات أو كوارث طبيعية أو من صنع البشر التي تمر بنا و نجتازها بسلام آمنين إن شاء الله .