آثار ومصرياتسياحة وسفرشئون مصريةمنوعات

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يكتب لـ” المحروسة نيوز”: لماذا لا يمكن ان يكون فرعون موسى رمسيس الثانى او ابنه مرينبتاح(2)

في يوم 27 يونيو، 2019 | بتوقيت 8:00 مساءً

لماذا لا يمكن ان يكون فرعون موسى رمسيس الثانى او ابنه مرينبتاح  (2)

النقطة الثالثة التي نتناولها في هذا المقال هو حدث هام يحدث في مصر لأول مرة ولاخر مرة بطول تاريخها وعرضه،وهذا الحديث هو مقابلة الفرعون لاهل البدو.

ثالثا مقابلة الفرعون لاهل البدو:ان مقابلة فرعون مصر لموسى وهارون قد سجلت فعلا فى التاريخ المصرى القديم ولكن بدون مسميات وهذا ما يؤكد من ناحية اخرى بان تلك الاحداث لم تكن فى عصر الدولة القديمة على الاطلاق،ولا حتى في عهد الملك رمسيس الثانى وابنه مرينبتاح.

وللذين يدعون بانه لا دين فى الاثر ولا اثر فى الدين نقول لهم بان هناك نصوص مصرية فيها شىء عجيب والتى ارجعها البعض الى عهد الملك سنوسرت الثالث والبعض الاخر لعهد ابنه الملك امنمحات الثالث والحدث والنص ههنا ((اجتمع فرعون مصر لاول مرة فى التاريخ مع رؤساء قبائل البدو الكنعانيين لامر جلل ولم يوافق الفرعون على مطالبهم وكان من العظماء الحاضرين وزراء عرشه والكاهن الاعلى فى مصر حم نتر = كاهن الاله واستعجبوا بشدة من مطالب البدو وخاصة شيخهم الذى يشك فيه الفرعون )

فلماذا لم يفسر لنا احدا حتى اليوم ما سر هذا الاجتماع الفرعونى الكبير مع البدو ولاول مرة واخر مرة فى التاريخ؟؟ ثم ما هى مطالب البدو التى لم يوافق عليها الفرعون؟؟ وكما تقص البردية حدث حوار وجدل بين الفرعون وهؤلاء البدو الكنعانيين وخاصة لشك الفرعون فى زعيمهم؟؟ فما راى المدعين الان بانه لا اثر فى الدين ولا دين فى الاثر؟؟ اكان يمكن ان نتوصل الى هذا الاجتهاد حول هذه البردية لولا ايات الله وكما جاءت فى القرأن الكريم؟؟ وفى اى شىء كان يشك الفرعون فى هذا الزعيم الكنعانى؟؟.

فالمدقق فى الحدث الجلل هذا وكما فى البردية والنص وخاصة فى اجتماع الفرعون مع الكنعانيين نجد نصا يقول ترجميا (اعلاء شان الهة الكنعانيين) فما معنى ذلك؟؟ ونقول هنا لمترجم هذه النصوص المصرية القديمة لماذا صيغة الجمع ههنا لانه فى النص الاصلى المصرى كلمة اعلاء شأن اله الكنعانيين.وهذا يعنى بان النص كتب اصلا بصيغة المفرد اى (أله) وليس بصيغة الجمع الهة.ويتضح من ذلك بان هؤلاء الكنعانيين او البدو رغبوا فى اجتماعهم مع الفرعون فى اعلاء شأن الههم وهو رب العالمين.

ونلاحظ من هذا النص التاريخى ظهور الغضب الجامح والحاد من الفرعون ضد هؤلاء البدو وخاصة زعيمهم ونهره بشدة،وفى حقيقة الامر فأن هذا الشيخ ما هو الا موسى ودعوته لفرعون مصر بالايمان بالاله الواحد،وهذه هى الحقيقة المؤكدة فى ذلك التاريخ والتى لا يرغب فى بحثها هؤلاء الاثاريين وخاصة من المسلمين ولا حول ولا قوة الا بالله رب العالمين.

ولما وجد موسى هذا العناد الشديد طلب منه مطلبا واحدا فقط وهو (ارسل معنا بنى اسرائيل ) وهذا ما يوضح كذلك ثورة الفرعون فى هذا الاجتماع.ونعود مرة اخرى الى النص الذى يشير الى اعلاء شأن اله الكنعانيين.ونجد لكل تلك المواقف نصا جميىل فى القرأن الكريم يوضح بصورة جلية ما لم يوضحه النص والاثر الفرعونى وهو قوله تعالى فى سورة الشعراء الايات 25-27 (قال لمن حوله الا تستمعون.قال ربكم ورب أباءكم الاولين.قال ان رسولكم الذى أرسل اليكم لمجنون)

وبما ان الفرعون اعتقد بغرور بانه فوق كل الالهة بل هو الاله الاعلى قام بتهديد موسى مباشرة وكما جاء فى سورة الشعراء الاية 29 (قال لئن اتخذت الها غيرى لاجعلنك من المسجونين) وهكذا وصل فرعون مصر الى قمة الغضب ولم يبق له سوى العناد والكفر والرغبة فى استخدام سلطانه بانزال العذاب الوانا على هؤلاء البدو وليكونوا عبرة لذويهم الاخرين من الكنعانيين.

وهنا السؤال التاريخى الهام لكل الباحثين والمتخصصين وهو:فى اى عصر من العصور تجرأ احدا وخاصة من البدو ان يناقش فرعون بهذه الشدة بدون خوف او جبن؟؟ ومن الذى تجرأ امام الفرعون باهانة الالهة المصرية وعلى راسها الفرعون نفسه الذى ادعى بانه الرب الاعلى؟؟.

ثم نأتى الى رسم غريب فى بردية ذلك الاجتماع التاريخى يشير الى يد و كذلك عصى تحولت الى ثعبان!! ثم دعوة الفرعون باستدعاء الكهنة السحرة.فهل من مجيب يا علماء التاريخ ويا أثرى العالم اجمع؟؟ وهكذا انتهى الاجتماع بتحدى كبير من الفرعون ضد البدو وهنا تذمر الكاهن الاعلى خاصة بعد انتشار الخبر فى البلاد والرغبة الشخصية منه بالتنكيل بالكنعانيين.ونجد لذك اشارة فى سورة الاعراف الاية 127 (وقال الملاء من قوم فرعون أتذر موسى ليفسدوا فى الارض ويذرك والهتك،قال سنقتل ابناءهم ونستحى نساءهم وانا فوقهم قاهرون) وهناك شيئا اخر ملفتا للنظر من واقع هذه البردية وهو يوم الزينة فتابعونا مع المقال القادم

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى

الباحث الاثارى احمد السنوسى يكتب : لماذا لا يمكن ان يكون فرعون موسى رمسيس الثانى او ابنه مرينبتاح؟ (1)