قانون السياحة الصحية أين وهل سيفي بالغرض ويفض الاشتباك؟ هل نحن بحاجة لقانون فقط ام للاستثمار في الإنسان ذاته قبل اصدار القوانين؟ السياحة للعلاج والاستشفاء ثروة اهمالها يستحق العقاب في بلد مثل مصر:
أصبح السفر من أجل الصحة والاستشفاء من أهم الأنماط السياحية للعوائد الاقتصادية التي يحققها على صناعة السياحة وعلى الوجهات السياحية والقطاع الصحي. ان نمط سياحة الصحة والاستشفاء من أكثر الأنماط السياحية القابلة للنمو والتطوير فيجب ان تولي الدولة اهتمامها وتركيزها على تنمية سياحة الصحة والاستشفاء من خلال عدد من المحاور بالعمل مع الشركاء في القطاعين العام والخاص لتوفير البيئة المناسبة وتطوير منتجاته وخدماته وبرامجه، بالإضافة إلى تطوير المواصفات والمعايير والإجراءات الخاصة ببرامج سياحة الصحة والاستشفاء في المستشفيات والمراكز الطبية وفي المنتجعات الصحية وأماكن الإقامة مما يساهم في تقديم منتجات وبرامج سياحية قيمة.
ولكن ما هي سياحة الصحة والاستشفاء؟ وهل يوجد في مصر مثل هذا النوع من السياحة؟
سياحة الصحة والاستشفاء هي السفر إلى مدينة أخرى بغرض الحصول على خدمات طبية أو استشفائية وهي تنقسم إلى قسمين:
أ-سياحة الصحة (العلاج) (Health Tourism): يقصد بها السفر لتلقي عناية طبية في منشئات متخصصة مع برامج سياحية مصاحبة.
ب-سياحة الاستشفاء (Wellness Tourism): هي سفر الأصحاء لمدن أخرى بهدف المحافظة على صحتهم البدنية والجمالية والنفسية من خلال الحصول على خدمات في منشئات متخصصة.
أهمية سياحة الصحة والاستشفاء:
سياحة الصحة والاستشفاء هي أحد أنماط السياحة الهامة ومصدر رئيسي للعملة الصعبة وتتميز سياحة الصحة والاستشفاء بمعدل الإنفاق المرتفع للسائح أثناء رحلته، بالإضافة إلى طول مدة الرحلة مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى، بالإضافة إلى مشاركة مرافقين للسائح في رحلته وارتباط الرحلة في كثير من الأحيان برحلات متابعة متعددة.
ومن هنا لا بد للدولة أن تهتم بتنمية هذا النمط للعوائد الاقتصادية التي يحققها للمناطق التي تقام فيها منتجعات الصحة والاستشفاء سواء أكانت مراكز طبية أم مراكز علاج طبيعي واستجمام.
أهميتها للسائح:
توفر برامج ومنتجات سياحة الصحة والاستشفاء يحقق الكثير من الفوائد على المستهدفين بها من المرضى أو الأصحاء. ومن تلك الفوائد الآتي:
الأسعار المناسبة: فبرامج سياحة الصحة والاستشفاء تتيح للمستفيد الحصول على الخدمات الطبية الاستشفائية بأسعار أقل من حيث إنها تجمع خدمات منتجات طبية واستشفائية وسياحية بسعر موحد ومخفض بالإضافة إلى قدرة المستفيد على انتقاء واختيار الخدمات بأسعار مناسبة من منشئات متعددة في مناطق مختلفة.
الجودة والنوعية: فيجب ان يحرص منظمو الرحلات السياحية على الاتفاق مع منشئات طبية واستشفائية حاصلة على شهادات جودة عالمية وتطبق مواصفات عالمية ومحلية لاهتمام وحرص تلك المنشآت على إثبات التزامها بالجودة
توفر أحدث التكنولوجيا الطبية في المراكز الطبية. حيث المنشآت الطبية التي تشارك في برامج سياحة الصحة والاستشفاء تحرص على توفير واستخدام التقنية الحديثة في خدماتها كما أنها تهتم بالمشاركة في سياحة الصحة والاستشفاء لتغطية الإمكانات الفائضة في تلك الخدمات التي تستخدم فيها تقنيات عالية.
الخدمات الشخصية: توفر برامج وخدمات شخصية خاصة من الجهات المشاركة في البرنامج أو القائمين فيها مع توفر أشخاص متفرغين في المنشآت المشاركة تكون مهمتهم تلبية احتياجات السائح، مما يسهم في زيادة جاذبية سياحة الصحة والاستشفاء واستمتاع السائح بها.
عدم الانتظار للحصول على موعد: فبرامج سياحة الصحة والاستشفاء تعمل على وصول المريض أو السائح إلى الخدمات التي يرغب بها بدون انتظار حيث تكون المواعيد محددة مسبقا وملتزم بها من قبل المنشآت كجزء من الاتفاق بينها وبين منظم الرحلات السياحية.
البرامج الترفيهية المصاحبة: توفر سياحة الصحة والاستشفاء الفرصة للسائح أو مرافقيه لزيارة المعالم السياحية في المنطقة التي تقع في المنشآت الطبية والاستمتاع برحلات وأنشطة سياحية ممتعة أثناء رحلته العلاجية والاستشفائية.
عوامل نجاح العروض السياحة الخاصة بسياحة الصحة والاستشفاء:
نجاح برامج وعروض سياحة الصحة والاستشفاء يتطلب اهتمام المنشأة الطبية والاستشفائية المشاركة فيها وعملها على تطبيق عدد من العوامل والمعايير منها؛ الآتي:
أن تكون تلك العروض ضمن برنامج سياحي متكامل يشمل بالإضافة إلى العلاج خدمات أخرى مثل السفر والإقامة والتنقلات والبرامج السياحية للمريض أو المرافقين.
العمل مع منظمي رحلات سياحية مرخص لهم من وزارة السياحة والصحة معا بعد انشاء لجنة او هيئة او غرفة للمنشآت السياحية الصحية (اقولها على سبيل المثال) لتولي إدارة وتسويق برنامج سياحة الصحة والاستشفاء للمنشأة.
وجود إدارة أو موظف مختص في المنشآت الطبية أو الاستشفائية لتولي مهمة إدارة البرنامج السياحي مع منظم الرحلات السياحية، والإشراف والتنسيق بين منظم الرحلات السياحية والمنشأة والمريض أو السائح المستفيد وإدارات وأقسام المنشآت المشاركة.
وجود موقع على الإنترنت عن المنشأة يوضح إمكانياتها وقدراتها واسعارها والخدمات التي توفرها للسائح. (وأؤكد هنا على الإعلان الواضح جدا عن الأسعار قدر الإمكان طبعا)
المشاركة مع منظم الرحلات والجهات الأخرى في تسويق البرامج السياحية من خلال المشاركة في المعارض والمناسبات المتخصصة.
وجود نظام للتقييم والمراقبة لتطوير الخدمات والبرامج السياحية.
وضع الاتفاقيات بين الجهات المشاركة في البرنامج ضمن عقود ملزمة لكل منها.
دور منظم الرحلات السياحية:
يؤدي منظم الرحلات السياحية دورا مهما ومحوريا في سياحة الصحة والاستشفاء حيث يقوم بعدد من الأدوار منها:
تصميم وتطوير وتسويق برامج سياحة الصحة والاستشفاء.
العمل مع المنشآت الطبية والصحية لتصميم برامج وخدمات سياحية جاذبة ومناسبة للأسواق المستهدفة.
دراسة ومعرفة احتياجات الأسواق المستهدفة.
العمل مع المنشآت الطبية لتطوير البرامج والخدمات المقدمة ورفع جودتها.
زيادة عدد الرحلات والبرامج الخاصة بسياحة الصحة والاستشفاء في البلاد.
زيادة استمتاع السائح وراحته أثناء رحلته من خلال الخدمات المختارة مسبقاَ والبرامج والأنشطة السياحية المصاحبة.
الوصول بخدمات المنشأة لأسواق ومناطق لا توجد فيها.
وضع جميع الخدمات التي يحتاجها السائح في منتج واحد يسهل تسويقه، ويكون أكثر جاذبية من تسويق منتجات وخدمات منفصلة.
هل نحن جاهزون للبدء اليوم؟
يحتاج الإجابة على هذا السؤال الي ان نسأل أنفسنا:
– هل قامت وزارة السياحة بالتنسيق مع وزارة الصحة والبيئة بتحديد أماكن الاستشفاء في كل انحاء البلاد بعد دراستها وتحليلها وتقييمها من خبراء وأطباء ومختصين عالميين وتطبيق معايير الجودة العالمية على تلك الأماكن حتى يتم تسويقها عالميا ولإبعاد المدعين وعلماء الفهلوة ؟
– هل تم عمل مسح شامل لتحديد الأماكن السياحية التي من الممكن ان تستقبل السائح للعلاج؟
– هل لدينا مصحات علاجية مقننه جاهزة الان لاستقبال السائح في النوعين السابق ذكرهما من أنواع السياحة العلاجية؟
– هل لدينا التعاون المقنن بين أماكن العلاج ومنظم الرحلات السياحية وتم تصميم البرامج السياحية العلاجية المحددة بأسعار صريحة وواضحة؟
– هل يوجد بروتوكول تعاون واضح بين وزارة الصحة ووزارة السياحة يحدد فيه أسلوب أمثل للتعاون بين الوزارتين
– هل تم انشاء قسم خاص بالسياحة العلاجية يحدد ضوابط وشروط المنشاة التي تعمل في مجال السياحة العلاجية وكيفية الترخيص لها بان تعمل في هذا المجال؟
– هل تم انشاء وحدة خاصة ضمت العاملين في المنشآت الطبية والعلاجية والمنتجعات الصحية وتتولي هذه الوحدة تدريب كل العاملين في هذا القطاع سواء سياحيا او صحيا وترخص لهم العمل في هذا المجال؟
– هل تم وضع كتيب يحدد اشتراطات المنشاة الطبية التي تعمل في مجال السياحة العلاجية (حتى لو قسم منها) فيجب تصميم باكج سياحي طبي كامل معلن الأسعار وانا هنا لا اتحدث عن أسعار العمليات الجراحية الكبرى طبعا بل عن أشياء مفهومة ومعروفة ومسبقة مثل تركيبات الاسنان وزراعة الشعر وعمليات التجميل بمختلف أنواعها وأسعار الكشف والفحص الدوري.
السؤال الان هل نحن جاهزون فعلا وكل مستشفياتنا وأماكن الاستشفاء بمصر تم تجهيزها وطبقت عليها معايير الجودة العالمية لاستقبال السائح القادم للعلاج هل نحن جاهزون؟
هل نعرف ما يسمي بتطبيق معايير الجودة في الوجهات السياحية؟ ارجوكم ليس عيبا ابدا ابدا ان نبدأ من اول السطر فهذا النوع من السياحة يعتمد فقط على السمعة والكلمة التسويقية (word of mouth) يعني بصراحة مصيبة لو جه شوية فهلوية سياحة وضربوا لنا السياحة العلاجية قبل ان تبدأ.
كمان انذار هااااام جدا لا تسمحوا لكل من هب ودب وفهلوية السياحة ان يعملوا في مجال السياحة العلاجية فبلادنا بكر وعذراء وبها أماكن لا بد ان يعمل بها وعليها محترفين وقبل كل ذلك نأتي بالخبراء ليطبقوا عليها معايير الجودة في الوجهات السياحية ووقتها لن يستطيع أحد ان يضرب لنا السياحة وما أقوله هنا ينطبق على كل البلدان العربية.
وخاصة ان لي تجربة شخصية حيث اشتكي لي صديق عربي من انه ذهب للقاهرة لعلاج أسنانه ولاحتياجه لبعض التركيبات ودفع مبلغا (في نظري غريب جدا) وطبعا سيرد البعض ويقولون لي ما تشوف دبي بكام ؟ عموما المشكلة لم تكن في السعر بالنسبة لصديقي العربي بل في انه بعض ان قام بتركيب ثلاثة تركيبات الواحدة تخطت الخمسة عشر ألف جنيها في أحد المراكز بمدينة نصر فوجئ بآلام شديدة جدا لمدة شهر لم يستطع ان يتحملها فذهب الي طبيب مصري ببلده الخليجي فأخبره ان التركيبة تحتها جزء من الاسنان مكسور لم يتم ازالته بطريقة احترافية وأيضا العصب لم يتم سحبة بالكامل هذا ما سمعته منه وانا لست طبيبا فلم أرد ولكن كان سؤال السائح العربي لمن يشتكي؟ وكيف يحصل على حقه وهل يلجا للقضاء؟ ام لنقابة الأطباء ام لوزارة السياحة ام لوزارة الصحة ام لكل هؤلاء؟ وهل هو لديه الوقت ليفعل ذلك؟
الي معالي وزيرة السياحة المصرية:
أتمنى وضع ضوابط وشروط وتشريعات صارمة وواضحة ومحددة للتراخيص الخاصة بالمؤسسات والمستشفيات والشركات وحتى العاملين بقطاع السياحة العلاجية وتوحيد جهة الترخيص في شكل لجنة دائمة مشكلة من الجهات المعنية دون تعنت او بطء او تسويف طبعا وتوحيد الجهة التي يلجا اليها المتضرر بالتنسيق مع وزارة الصحة ونقابة الأطباء لتكون الضوابط صارمة وفي هذا الوقت بالذات اعتقد انه من السهل جدا ان
نوحد جهة الترخيص وان ندرب المتعاملين مع هذا النوع من السياحة بل والسعي فورا لوضع لضوابط وتشريعات محددة وواضحة لضبط السياحة العلاجية وتشمل وتغطي
وضع معايير الجودة واضحة تماما بالاستعانة بمن سبقونا في هذا المجال ثم وضع كل ما يحمي ويغطي البنود التالية:
1-المريض وحقوقه والتزاماته.
2-الاجراء الطبي ومتابعته ومضاعفاته ومخاطرة.
3-المنشاة او المستشفى وشروطها وتراخيصها.
4-العمال والمشرفين والممرضين وتأهيلهم.
5-الطبيب.
6-المؤسسة السياحية المختصة بتسويق برامج السياحة العلاجية والأفضل إصدار رخصة شركة سياحة علاجية مختلفة عن التراخيص الحالية.
7-شركات التامين المختصة بالتامين على هذا النوع من السائحين.
8-دور النقاهة والاستشفاء.
9-الرقابة على الأسعار.
10-الدعم والتوجيه والتدريب.
11-تحديد المقاصد السياحية الاستشفائية والعلاجية بدقة وعناية والاعلان عنها بأسلوب علمي.
12-تشكيل فريق واحد وموحد من الدولة به كل الجهات المختصة يحمي من يريد الاستثمار في هذا القطاع ويسهل اجراءاته ويضع القوانين المنظمة له وضوابطه في كراسة واحد واقترح ان يشكل هذا الفريق من وزارة السياحة – هيئة تنشيط السياحة – غرفة الفنادق – وزارة الاستثمار – نقابة الأطباء – نقابة الصيادلة-وزارة الصحة – نقابة الممرضين والممرضات – وزارة الطيران – وزارة الداخلية – القوات المسلحة (إدارة المستشفيات والنوادي).
السياحة العلاجية في مصر يجب ان تستثمر وتستغل افضل استغلال لكن باحتراف وبعلم فإنها يجب ان تبقى لتكون مصدرا للدخل القومي فهي سياحة لا تتأثر كثيرا بالعوامل التي تؤثر على سياحة الترفيه ولكن يجب ان تكون لها ضوابط من قبل الجهات المعنية ويجب ان تكون مطابقة لمعايير الجودة ومحكومة تماما ولا ستموت عند ولادتها.



