السياحة في مصر في خطر شديد بالرغم من الجهود الضعيفة المبذولة (4)
اذا استمرت المنظومة فهكذا فانها ستؤثر قطعا على المرشد السياحى،لان مهنة الارشاد السياحى فى الاساس هى مهنة امن قومى ولا شك فى ذلك على الاطلاق،لان المرشد المصرى هو الادرى دون غيره بتاريخ بلده الحقيقى وانه يعتبر سفيرا معلوماتينا لمصر وايضا بنك متحرك للمعلومات فكيف بعد كل ذلك نضع هذه المهنة تحت يد ورحمة الاجنبى على سبيل المثال،كيف؟؟
– شركات مثل هذه عندما تؤثر فى القرار وتعطى للاجنبى الحق فى الشرح فماذا نسمى ذلك؟؟ بل تجد من يناصرها ويطلع قرار وزارى لشرطة السياحة والاثار باعطاء تصريح العمل للمندوب وليس للمرشد السياحى؟؟
هذه مفاجأة كبرى ودليل اخر على بداية اندثار مهنة الارشاد السياحى وهذا ما يعانى منه كل الزملاء فى شرم والغردقة مع ان اغلبهم يتحدثون اللغة الروسية والاوكرانية والتركية،مع ان مهنة الارشاد الان فيها معظم لغات العالم بل هناك مرشدون معهم الان اللغة الماليزية والاندونيسية والسواحلية الافريقية وما الى غير ذلك من لغات نادرة فى مصر ولم تكن معروفة من قبل فى السوق السياحى المصرى فى الارشاد
– ثم من ناحية اخرى نجد ان هذا (التورليدر) الاجنبى يصل مع زبائنه الى مناطق الاثار ويشرح فيها وهذا ما نجده فى (الاوفر داى) من شرم او الغردقة الى الاقصر مثلا او القاهرة.وحتى وان اخذ معه مرشد مصرى (سنيد مثلا) فى الاوتوبيس فعلى هذا المرشد الا يشتكى قط والا لن يذهب معهم فى اي رحلة اخرى وهكذا بدا بصورة جلية مرة اخرى موضوع (المرشد السايلنت = المرشد الصامت)
هذا الامر له مغزى خطير جدا جدا وخاصة فى هدم التاريخ المصرى بل هناك احدى التورليدارات هى فى الاصل ممرضة فى احدى مستشفيات موسكو ولا علاقة لها اصلا بالسياحة سوى جمالها فقط وتقوم بالشرح لزبائنها تاريخ مصر وخاصة فى مناطق سيناء وهل تنبه احد لماذا سيناء دون باقى مناطق مصر كلها؟؟ فهذا الامر جد خطير ولايمكن السكوت عنه مطلقا بعد الان لو حقا الدولة راغبة فى الجذب السياحى والمحافظة على كرامة المرشد السياحى وما الى غير ذلك.
ومما يدل على ان القانون في وادى والدولة في وادى أخر تماما هو ذلك القانون رقم 2 من قانون الارشاد السياحى رقم 121/83 والذى تنص فيه المادة بالنص ((لا يجوز ممارسة مهنة الإرشاد السياحي إلا لمن كان حاصلا على ترخيص بذلك من وزارة السياحة ومقيدًا بجدول نقابة المرشدين السياحيين وتبين اللائحة التنفيذية إجراءات تقديم طلب الترخيص وإصداره)) فهل الدولة هكذا المتمثلة في وزارة السياحة وشرطة السياحة والاثار تعمل على تنفيذ القانون ام تعمل على تنفيذ الهوى..هل علمتم الان لماذا مهنة الارشاد في خطر شديد وياليت قومى يعلمون.
وللحديث بقية مع المقال القادم وحكاية المرشد المظلوم
الكاتب
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى