تجربة متكررة للاسف يوميا مع كثير من السائحين وايام مريرة وصادمة مرت بها احد السائحات البولندية الجنسية والتى اعرفها منذ سنوات عند قدومها لمدينة الغردقة والتى تزورها باستمرار مع اسرتها واصدقائها كل شهرين تقريبا
فقد تم تفتشيها من رجال الجمارك بمطار الغردقة عند وصولها فجرا ووجدوا معها 100 قرص ترامادول وعند سؤالها اجابت بانها تاتى منذ اكثر من 17 عام ودائما لديها نفس نوع المسكن الطبى المصرح به والمتداول فى بولندا دون اى مشكله واقرت بانها سوف تمكث اسبوعين فى احد الفنادق وهذا المسكن لعلاج الام ظهرها المبرحه وانها لا تعرف بان هذا النوع على جدول الممنوعات او المخدرات فى مصر- وانها سوف تقوم باحضار شهاده طبية موثقة من المستشفى فى بولندا والتى اقرت ذلك النوع من العلاج بمعرفه زوجها بمجرد ان تعمل المستشفى صباحا-
وبالفعل ارسلوا اليها الشهاده الطبية – لكن للاسف جهلها بالقانون وبلائحة الممنوعات لم يشفع لها فتم عمل محضر لها بالمطار وتحويلها الى قسم الشرطة ومنه الى الحجز ثم عرضها فى اليوم الثالى مكبله اليدين الى النيابة والتى اقرت بكفاله وتحويلها الى الطب الشرعى ثم للمستشفى العام لاجراء اشاعة على ظهرها وهى مكبلة ايضا ثم انتظار تحريات الامن الوطنى قبل الافراج عنها
5 ليالى تقريبا قضتها سيدة الاعمال البولندية فى قسم الشرطة وهى فى حاله صدمة وذهول واستغراب بل وتمنت الموت لنفسها- والان هى فى بلدها تعالج عند دكتور امراض نفسيه وعصبيه حيث اصيبت بحاله من الهلاوس والرعب والاكتئاب جراء ما حدث لها
وبالطبع لن تاتى ابدا مطلقا لزيارة مصر ولا احد من عائلاتها او اصدقائها بعد ما حدث لها – وانا هنا لن الوم على رجال الجمارك او على الاجراءات القانونيه او على رجال الامن وغيرهم فهى فى عرف القانون المصرى مدانة
ولكن هنا اناشد انسانية وتفهم متخذى القرار حفاظا على سمعتنا السياحية ومن واقع دورهم فى دعم السياحه المستجلبة وتدفقات العملة الصعبة اليس كان من الافضل الاكتفاء بمصادرة تلك الاقراص وترحيلها مباشرة اذا كانت تمثل خطورة او السماح لها بالدخول بدلا من ما عاشته من كابوس مرعب يجعلها تندم اشد الندم على مجيئها للغردقة
ادعو مستشاريين وزاره السياحة فى الخارج بارسال تعليمات المطارات الخاصه بنا الى الوكلاء السياحيين وكبرى الشركات المصدره للسياحة ووضع بانرات تعريفيه باللغات فى كل المطارات المصرية لارشاد السائحين القادمين وتوعيتهم
اناشد غرفة شركات السياحة بدعوة ممثلى كل الشركات المستجلبة للسياحة وتعريفهم بخطوره ذلك الموضوع بدلا من القبض على عملاء شركاتهم وتعريضهم لقضايا نحن وهم فى غنى عنها
أهيب هيئة الطيران المدنى بعمل اجتماعات مع كبرى شركات الطيران التى تعمل فى مطاراتنا لتوعية عملاء شركاتهم بتلك الممنوعات او الاعلان عنها قبل تحرك الطائرات من المطارات الاخرى
وأشكر رجال الجمارك فى المطارات والموانى الذين تمكنوا من ضبط عشرات القضايا من هذا النوع وبنجاح منقطع النظير ان يوفقهم ويكلل جهودهم بالتوفيق فى ضرب مافيا عصابات تهريب الاثار المصرية التى نتفاجا يوميا بوجود الكثير من اثارنا معروضه للبيع فى مزادات فى كافة بلدان العالم.
أشرف سركيس
