أخبارسياحة وسفرمنوعات

الخبير السياحى عادل شكرى يكتب لـ “المحروسة نيوز “سلسلة مقالات بعنوان “السياحة راحة” : “التنشيط والتفريط”!!

في يوم 15 يونيو، 2019 | بتوقيت 10:51 صباحًا

السياحة راحة

قديما قالوا في الأمثال الشعبيةالصراحة راحة، في أي شئ تفعله أو تعمله لو إتبعت مبدأ الصراحة نجح وإزدهر ، والعكس بالعكس ، وللأسف لم تزدهر السياحة منذ تسعينيات القرن الماضي ، عللنا وتعللنا بالعديد من الأسباب ولم نفكر في الصراحة مع أنفسنا ، نلف وندور حول الأسباب ولم نفكر في أن نصارح أنفسنا .

فلنتصارح ونجرب لعلنا نجد في …… “السياحةراحة

التنشيط والتفريط

ظهر علينا أحد المواقع المحترمة والتي تتابع أخبار قطاعي السياحة والطيران بخبر عجيب ، ألا وهو أن موقع هيئة التنشيط لم يحدث به أي إضافات أو تطويرات منذ أكثر من ستة شهور، وأعترف أني قررت عدم متابعة الموقع منذ أكثر من عام وتحديدا منذ أن نشر موقع الهيئة موضوعا عن شوب عصير القصب وفوائد شربه ، وهي واقعة حدثت بالفعل ولا مبالغة أو مغالاة بذكرها ، وأكدت مقاطعتي له عندما قررت السيدة الفاضلة الدكتورة وزيرة السياحة إطلاق حملة دعائية (لم تحقق شيئا) تكلفت 7 مليون دولار في كأس العالم بموسكو. ولكنني عند قراءة الخبر قررت إنهاء المقاطعة ودخلت علي الموقع متوقعا أن أري تميمة كأس الأمم الأفريقية تتصدر الصفحة وتشد إنتباه الزائر للموقعفلم أجدها! فتحت الفعاليات والمناسبات فوجدت الصورتين التاليتين بالعربية والإنجليزية ولا تعليق بعد الصور

 

الصور عاليه تم إلتقاطها من الهاتف المحمول يوم 9 يونيو 2019 ، موقعا به 14 لغة ، أخر إصدار له عن الفعاليات هو معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية Edex والذي أقيم في مصر يوم 3 ديسمبر2018 !!

لاأعرف ماهي دوافع الوزيرة الدكتورة ، ورئيس الهيئة المهندس في عدم الإهتمام بهذا الموقع وهما من أغرقانا تصريحات وإفادات ونصائح بأهمية الرقمنة وهيمنتها علي صناعة السياحة والتسويق ، لابد أن لهما أسبابا وجيهة لإهمال هذا الموقعالمتكلف مادياوعدم النظر فيه أو عليه ، لعل لهما نظرياتهما الخاصة في التسويق والتي نجهلها نحن أهل القطاع ولا ترقي لفهم هذه النظريات عقليتنا المتخلفة وخبراتنا المتواضعة .

كما لم أفهم من قبل بعض نظرياتهما التنشيطية والتسويقية التالية:

  • حملة الوزارة التي قامت بها الدكتورة الوزيرة في كأس العالم بروسيا والتي تكلفت 7 ملايين دولار ، كتبت وكتب زملاء كثيرون أكثر مني خبرة وعلما أنه لا طائل من مثل هذه الحملة لتسويق دولة سياحيا في مناسبة رياضية كبري ، وأن فعاليات المسابقات الرياضية يكون الرعاة فيها شركات عملاقة وليس دولا ولا وزارات ، ولكن إستمرت الدكتورة الوزيرة في حملتها والتي أتت علينا بما يطلق عليه Zero Business ، وأدعو الله أن يكون هناك أي فائدة ولو لاحقة لهذه الحملة تبرد قلوبنا بحجم أعمال محترم ، أو تبرد جيوبنا التي طار منها ما يزيد عن 125 مليون جنيه طيران العصفور الذي تفتح له باب القفص !
  • خرج علينا السيد المهندس رئيس هيئة تنشيط السياحة بفكرة عبقرية مع إنطلاق معرض الملتقيبدبي في 28 أبريل الماضي والذي إنتهت فعالياته بنهاية يوم 1 مايو 2019 ، خرج علينا الباشمهندس بحملةرمضانك عندنا، قبل حلول الشهر الكريم بخمسة أيام ، يريد سيادته أن يدعو عائلات السوق العربي لأخذ قرار السفر في شهر مايو الذي يسبق الإمتحانات في جميع المراحل الدراسية بالدول العربية وأن يستجيبوا للحملة التي وبصراحة لا أملك معلومات كافية عن تكاليفها ، ويسافروا إلي مصر . يا باشمهندس إذا كان العميل العادي الذي يرغب في شراء سخان أوليمبيك يأخذ وقتا للتفكير والمقارنة بينه وبين المنتجات الأخري في أسبوع علي الأقل ، فما بالك بأسرة مكونة من 3 أو 4 أفراد علي الأقل يأخذون القرار بالسفر والإنتقال والإقامة في بلد آخر لمدة أسبوع أو أقل أو أكثر؟
  • الأمم الأفريقية علي الأبواب ، ونحن نعرف بها منذ أشهر ، وهي مناسبة هبطت علينا من السماء ، ولكننا لا نعرف أن نستغل الفرص ، خرجت علينا الأخبار بعقد أبرمته وزارة السياحة مع الإتحاد الإفريقي لكرة القدم برعاية الدورة، وهو كلام جميلولكنه في الآخر كلاملم أسافر يوما إلي أي دولة أفريقية سوي ليبيا وتونس ، وصادف الأمر أن إلتقيت بصديقين يسافران وبكثرة لمعظم دول القارة السمراء بحكم عملهما ، وفي جلستنا المطولة سألتهما عن الحملة المصرية (والتي كنت أتوقعها مدوية) في الدول التي يزورونها ، فكانت الإجابة ….. لاشئ ، ولا حتي في المطارات ؟ ولا أي مطار ……… طيب حتي مطار نيروبي ؟ أيوه حتي مطار نيروبي ! ومطارنيروبي لمن لا يعرف هو المحطة الرئيسية Hub لدول غرب ووسط وجنوب أفريقيا . أعلم وتعلمون أكثر مني أن الوقت قد فات الآن للحديث عن الفرص الذهبية لإستغلال هذا الحدث الرياضي ولا عزاء للسياحة في فرصها الضائعة .
  • ما معني أن تنفق الوزارة أموال الدولة والمصريين في موقع هيئة التنشيط وهو موقع البنية الأساسية الخاصة به ليست سيئة علي الإطلاق ويتحدث 14 لغة مختلفة لا يستغل إطلاقا ، بل إنه في وضعه الحالي هو موقع طارد للسياحة وليس جاذبا لها بسوء محتواه وركاكة الفكر التسويقي فيه ، لم يخط فيه حرفا منذ سبعة شهور؟

إن تنشيط السياحة لأية دولة صغيرة له أسسه ونظرياته ، وكلما كبرت الدولة وتعددت مقاصدها تتعدد وسائل وتقنيات تنشيطها وهو ما سنعرضه في سلسلةالسياحة راحةبإذن الله تعالي لعلها تلتقي في نقطة ما مع الفكر الراقي الذي لم تستوعبه عقولنا بعد للقائمين علي مسئولية قطاع السياحة المصري.

إسمحوا لي في النهاية أن أكرر بأني لا أهاجم أبدا السيدة وزيرة السياحة والسيد رئيس هيئة التنشيط بل علي العكس أقدر وأثمن سيرتهما الذاتية في قطاعيهما السابقين ، ولكن …… شتان الفرق بين الإعتماد علي أهل الثقة وأهل الخبرة كما يحدث في كثير من قطاعات الدولة المصرية.

حفظ الله مصر، وحباها بمن يحافظ عليها ، وأخلف الله علي قطاعنا بمن يعرفون الفرق بين التنشيط ….. والتفريط.

كاتب المقال 

عادل شكرى 

الباحث والخبير السياحى

مدير إدارة العمليات بشركة بي هوست سيرفيز دب

الأمين العام لغرفة المنشآت الفندقية  بجنوب سيناء الأسبق