تطالعنا نشراتٌ إخباريةٌ بأحداثَ مُرَوِعة بين الحين والآخر تجعلنا في صدمة لا نفيق منها إلا على شجب واستنكار وخطب مُلْهبة للمشاعر مُفَرِّغة لشحنة الغضب، ثم تمر الأيام والليالي فنصحوا على أختها من المُفْجِعات والمُلِمات الجسام، وهنا يأتي ثعالب الشو الإعلامي الذين يقفزون فوق الشاشات ليكرروا المشاهد السابقة؛ يَعْوون بكلمات جوفاء بلا حلولَ جذريةٍ، وما هو إلا استهلاك وقبض شيكات لتمتلئ خزائنُهم فوق ما هي منتفخة! وعجبي.
في حين ينطلق الإرهابيون في طريقهم المرسوم، والموسومُ بأفكار دينيةٍ مغلوطةٍ ومُشَوَهَةٍ، ومُشَوِهَةٍ لتعاليمِ ديننا؛ الذي هو منها براءٌ؛ براءةَ يوسفَ عليه السلام مِنِ تهمة امرأةِ العزيز له، ومن ذئبٍ لم يَشَمَّ ريحه، واستمعوا إليهم في فيديوهات عملياتهم، وربما يستفيدون من تبرعات أناس قد تم التغرير بهم، من جهات هنا وهناك تنبئنا بها اعترافاتهم بعد حين؛ يستخدمونها لقتلنا فكرياً ببث إعلامي، وجسدياً برمينا برصاص الغدر، هنا وهناك.
لم يكلف أحدٌ نفسَه بالرد أو التفنيد .. وكأنما نشجعهم ونقول لهم ( مبروك تقدموا واحصدوا أطهر أرواح أحبتنا). لم يتقدم أهل الرأي والمشورة من المختصين لدحض هذه التُرَّهات، لم يقم الشيوخُ بدوْرِهم في توعية الناس لبيان التحريف ووضع الكلام في غير موضعه وأنهم يفعلون – أقصد الإرهابيين – كما يفعل مَنْ ذمهم الله في كتابه ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)﴾ [ سورة البقرة] .
لم يقل أحدٌ لهؤلاء الارهابيين وبصراحة ووضوح: استحللتم دماءً ذكيةً بغير حق، أنكرتم معوماً من الدين بالضرورة، أفسدتم في الأرض، صرتم قضاةً وشرطيين، ألغيتم دور الدولة واصبحتم دولة داخل دولة… س ماحكم هذا يا علماء الأمة؟
س ماعقوبتهم؟ ما معنى قولِه تعالى ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)﴾ [سورة المائدة] الصحفيون والإعلاميون والمثقفون أول المتهمين في التسهيل للإرهاب ورعايته.
ستة مليارات من الجنيهات تكلفة الإنتاج الدرامي والإعلاني في رمضان؛ الكفيلة بتغيير وجه مصر، لم يقم عمل واحد بمواجهة أفكار الارهابيين والرد عليها. جميعكم متهمون وخلافكم السياسي مع النظام جعلكم تفرحون بدماء أبنائنا من الجيش والشرطة! وهم فلذات اكبادنا.
هل نستورد علماء الشريعة والمثقفين من الخارج ليتصدوا لهؤلاء الارهابيين؟! ..هل نستورد إعلامين من الخارج ليقفوا لهؤلاء المخربين؟! نعم نعم؛ كلكم متهمون ولا أستثنى أحداً نَقابَة الصحفيين متهمةٌ ، .. الوسط الثقافيُ متهمٌ ،.. الوسط الإعلاميُ متهمٌ ،..كل المثقفين متهمون، المثقفون تواروا ليتقدمهم فئةٌ من السفهاء لأنَّ هؤلاءالسفهاء والجهلة _ بكل أسف _ عندهم كاريزما الاقتحام في التوبيخ وتشويه الفقهاء والمثقفيين،
واصبح المثقفون ليس عندهم الجرأة علي مجابهة التافهيين الجهلة الذين أصبحوا يزاحمون أهل الفضل؛ ليتقلدوا مواقعَ ليست لهم، لانهم، لم يتكبدوا عناء دراسات علمية ليتقلدوها.
إنظروا إلي الفيس بوك أصبح استديوهاتٍ لآلافِ الجهلة ليصدروا تفاهاتٍ! ولهم متابعون يريدون أن يضحكوا ويخرجوا من عناء الحياة !!
وهل رأيتم مايسمي بقناة البلغة ومشاهير الزوبعة؟! لذلك؛ كلنا خاطئون لترك فارغي الفكر لينشروا ثقافات الفوضى.. واسمحوا لي؛ سأكتبها مقالة؛ لتجعل التافهين في مقاعدهم التي لا يستحقون سواها، يريحون المجتمع من سخافاتهم كي يتقدم من يكتب التاريخ بمدادٍ من نور؛ نورِالعلم و العمل والاجتهاد ويجعلنا في حقبة مناسبة للتطور الفكري الذي يُحارب شاربي البانجو..