آثار ومصرياتأخبارشئون مصريةمنوعات

فى عيدها القومى .. تعرف على المقومات السياحية بمحافظة القليوبية

المحافظة تضم مواقع أثرية هامة منها قصر محمد على والقناطر الخيرية ومسجد الظاهر بيبرس وتل البهودية

في يوم 30 أغسطس، 2022 | بتوقيت 6:20 مساءً

بمناسبة الإحتفال بالعيد القومي لمحافظة القليوبية والذي يحتفل به في 30 من أغسطس من كل عام تخليدا لذكري وضع حجر الأساس للقناطر الخيرية، تعرف على أهم المقومات السياحية بالمحافظة.

تعد محافظة القليوبية واحدة من أهم محافظات مصر على مر العصور، ففي العصور القديمة نالت المحافظة أهمية كبيرة حيث تضم العديد من المواقع الأثرية الهامة مثل تل أتريب وحمامات أتريب، وتل اليهودي وغيرها وظلت تتمتع بمكانتها خلال العصرين البطلمي والروماني مرورا بالعصر الإسلامي وحتى عصر محمد على باشا والذي قام بوضع حجر الأساس القناطر الخيرية.

شهد قصر محمد على باشا  بشبرا الخيمة أحداثا تاريخية مهمة فى تاريخ مصر الحديثة فهو فى حد ذاته تحفة معمارية نادرة على مستوى العالم، خاصة أنه جمع فى عمارته وفنونه بين العالمين الغربى والإسلامى، و يبلغ عمره 200 عام.

بيانو قصر محمد علي بشبرا

بدأ محمد على فى بناء قصره فى شهر ذى الحجة سنة 1223هـ  وأشرف على الإنشاء مشيد عمائره ذو الفقار كتخدا.. وجاءت عمارة القصر على نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل، وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد على اختيار طراز معمارى من تركيا، هو طراز قصور الحدائق والذى شاع فى تركيا على شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة.. ويعتمد هذا التصميم فى جوهره على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر فى هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة.

أما التصميم الداخلى للسراى ففريد من نوعه،‏ حيث يعتمد على كتلة محورية عبارة عن حوض ماء كبير “61‏ مترا فى ‏45‏ مترا ونصف المتر”، وبعمق ‏2,5‏ متر، مبطن بالرخام المرمر الأبيض،‏ ويتوسط الحوض نافورة كبيرة محمولة على تماثيل لتماسيح ضخمة ينبثق الماء من أفواهها‏، وفى أركان الحوض أربع نافورات ركنية‏، ويلتف حول حوض الفسقية رواق يطل على الحوض ببواكى من أعمدة رخامية يبلغ عددها مائة عمود،‏ وبعد ذلك بعدة سنوات أضيفت إلى حديقة القصر “سراى الجبلاية” الباقية هى الأخرى حتى الآن، حسب ما ذكرت الهيئة العامة للاستعلامات.

ومن الأشياء الجميلة التى كان ينفرد بها قصر محمد على شبرا أنه شهد إدخال أول نظم الإضاءة الحديثة، فقد عرفت إنجلترا هذا النظام سنة 1820 على يد م.جالوى فأمر محمد على باستدعائه لعمل التجهيزات الخاصة بذلك فى قصره وكان ذلك يعد نقلة نوعية هائلة.

وقد تفرد القصر فى جمعه بين الأسلوب الأوروبى فى الزخارف وبين روح تخطيط العمارة الإسلامية.. فالقصر بنى بروح بناء المسجد.. فلدينا 4 ظلات تحيط بفسقية ضخمة وكأنها باحة مسجد.

أما رسوم وزخارف القصر فنفذت بأسلوب الرسوم الايطالية والفرنسية فى القرن التاسع عشر، حيث استعان محمد على بفنانين من الفرنسيين والايطاليين واليونانيين والأرمن لزخرفة قصره. و من الروائع التى يضمها القصر لوحات أثرية مرسومة تخص محمد على باشا وأفراد أسرته.

ومن الروائع التى تستحق الذكر برج الساقية الذى تتمثل معجزته وروعته فى ان المهندس الذى انشأه كان يهدف الى تحقيق عدة اشياء.. فقد بناها على ارتفاع كبير ليحقق بفارق المنسوب قوة اندفاع للمياه بما يكفى لتشغيل نافورة الفسقية، اضف الى ذلك انه كان يتم سحب مياه النيل عبر نفق ليصب بعد مروره فى الساقية فى 4 أحواض يتم تنقية المياه خلالها قبل مرورها فى حوض الفسقية نقية لتخرج مرة أخرى عبر قنوات للري.

     كما تتميز المحافظة بالعديد من المقومات السياحية حيث تزخر بمجموعة من الحدائق والمتنزهات على مساحات كبيرة، فهي تضم القناطر الخيرية التي يتوافد عليها الزائرون من المصريين والسائحين لمشاهدة المناظر الطبيعية، كما أن بها متحف الرى الذى يضم نماذج مختلفة لوسائل ومشروعات الرى منذ العصور المصرية القديمة وحتى الآن، ومجسمات للسد العالى والقناطر والسدود المقامة على نهر النيل من منبعه وحتى مصبه،

كما تضم القناطر أقدم محلج للقطن بالعالم، وكوبرى محمد علي الأثري، هذا بالإضافة إلى قصر محمد على باشا والذي يعد من أهم المشروعات التي تعمل وزارة السياحة والآثار على إفتتاحها بعد الانتهاء من مشروع ترميمه خلال الفترة القادمة.

ومن أهم المواقع الأثرية بالمحافظة
تل أتريب: والتي كانت مركزًا سياسيًا ودينيًا وإداريًا مهمًا في الدلتا، ويشير حجر بالرمو إلى أن هذا الموقع يعود تاريخه إلى بدايات الدولة القديمة، إلا أن المدينة نالت أهميتها الكبيرة خلال النصف الثاني من الألفية الأولى قبل الميلاد، وتطورت خلال عصر الدولة الحديثة.

و من أهم المناطق الأثرية بالمدينة خبيئة من العصرين اليوناني والروماني تضم عدد من التمائم والحلي المصنوع من الفضة، بالاضافة إلى مقبرة الملكة “تاخوت” زوجة الملك “بسماتيك الثاني” من الأسرة 26، ومقابر لسيدات من العصر المتأخر، ومستوطنة يونانية رومانية كبيرة بها مجمعات واسعة من الورش والحمامات. وخلال القرن الرابع قبل الميلاد، عُرفت مدينة أتريب كمركز هام متعدد الجنسيات والثقافات في عالم البحر الأبيض المتوسط.

تل اليهودية:
تم العثور فيها على بعض المواقع الأثرية من عصور الدولة الوسطى والانتقال الثانى والدولة الحديثة والعصر المتأخر.
كما تزخر المحافظة بعدد من الآثار الإسلامية منها سراى محمد على، مسجد الأشرف برسباى، قناطر محمد على الخيرية، مسجد الظاهر بيبرس (المسجد الكبير)، مبنى متحف نماذج الرى.

وتحتوي المحافظة على منشأة فندقية واحدة وثلاث منشأة سياحية من كافيتريات ومطاعم. كما تشتهر بالعديد من الصناعات الحرفية والأنشطة من أبرزها صناعة السجاد اليدوي والغزل والنسيج، والجريد.