بالرغم من التأثير الاقتصادي الحاد لتلك الحرب والذي طال معظم دول العالم تقريبا (بنسب متفاوتة)، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن تأثيرها على حركة السياحة العالمية سوف يكون غير متكافئ بالنسبة للوجهات السياحية المختلفة حول العالم، من خلال انخفاض ثقة المستهلكين السياحيين في بعض أسواق المصدر للسفر إلى بعض الوجهات السياحية، أو تفضيل بعض الوجهات عن الأخرى.
من تأثيرات تلك الحرب السلبية تعطيل السفر للخارج في منطقة أوروبا الشرقية خاصة من السوقين الروسية والأوكرانية واللذان يمثلان معا حوالي 3% من الإنفاق السياحي العالمي (كان إجمالي الإنفاق السياحي عام 2020 للسائحين الروس والأوكرانيين 14 مليار دولار أمريكي).
لا شك أيضا أن ضعف النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم في دول عدة سوف يكون لع تأثير سلبي على قدرة سفر المواطنين أو السعي إلى تقليص الميزانية المخصصة للسفر واختيار الوجهات السياحية التي تتميز بأسعار معقولة عن غيرها.
ببساطة أسعار النفط المرتفعة + التضخم + معدلات الفائدة = ارتفاع تكاليف النقل السفر للمستهلكين والضغط على الأعمال، وخاصة المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.
الوجهات الأكثر تأثراً حتى الآن (باستثناء روسيا وأوكرانيا) هي جمهورية مولدوفا والتي تعاني انخفاض في حركة السياحة الوافدة بنسبة -69% منذ 24 فبراير (مقارنة بمستويات عام 2019) وكذلك سلوفينيا انخفاض بنسبة -42% ولاتفيا بنسبة -38% وفنلندا بنسبة -36%.
في عام 2019، بلغ الإنفاق الروسي على السفر إلى الخارج 36 مليار دولار أمريكي والإنفاق الأوكراني 8.5 مليار دولار أمريكي، وفي عام 2020 انخفضت هذه القيم إلى 9.1 مليار دولار أمريكي و 4.7 مليار دولار أمريكي على التوالي.
كوجهات سياحية، تستحوذ روسيا وأوكرانيا على 4% من السياح الدوليين الوافدين إلى أوروبا ولكن فقط 1% من عائدات السياحة الدولية في أوروبا، وكما أن أهمية كلا السوقين بالنسبة للبلدان المجاورة في الاعتبار، إلا أن أنهما أيضا مهمين بالنسبة للوجهات الأوروبية المشمسة والبحرية وكذا الوجهات طويلة المدى مثل جزر المالديف وسيشيل وسريلانكا.
وعلى الجانب الآخر؛ على الرغم من الصراع نمت الحركة الجوية الأوروبية بشكل مطرد من منتصف مارس إلى أوائل مايو وتظهر الحجوزات الجوية أيضا زيادة في الطلب على السفر داخل أوروبا والرحلات الجوية من الولايات المتحدة إلى أوروبا.
وبالرغم من أن تخفيف قيود السفر في معظم الوجهات حول العالم قد أدى إلى تسريع وتيرة التعافي في حركة السياحة العالمية، إلا أن الصراع في أوكرانيا لا يزال يمثل تهديدا خطيرا للتعافي.