أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدر

“ اللواء الدكتور سمير فرج ”يكتب لــ” المحروسة نيوز ”عن : الساحل الشمالي المصري … إلى أين؟!

في يوم 19 أغسطس، 2022 | بتوقيت 5:36 مساءً

ثلاث سنوات قضيتها ملحقاً عسكرياً لمصر، في العاصمة التركية، أنقرة، تلك العاصمة التي أسسها كمال أتاتورك، بديلاً عن إسطنبول، بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، وهزيمتها في الحرب العالمية الأولى.

ونظراً للتواضع النسبي لمستوى أنقرة، فقد كنت ألجأ، كغيري، للسفر خارجها، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع، فكنت أسافر إلى ساحل أنطاليا، على البحر المتوسط، ذلك الساحل الممتد من سوريا جنوباً، حتى البوسفور والدردنيل، ويعتبر “الدجاجة التي تبيض ذهباً” للاقتصاد التركي. فالحقيقة أن تركيا أقامت العديد من المنتجعات السياحية المتميزة، حققت من خلالها دخلاً قومياً كبيراً، وصل إلى 35 مليار دولار، مقارنة بدخل بلغ 12 مليار دولار حققته مصر.

ورغم أن ساحل أنطاليا التركي هو المقابل للسواحل المصرية على شاطئ المتوسط، التي تبدأ من السلوم غرباً حتى العريش شرقاً، مروراً بالإسكندرية وبورسعيد، إلا أن الساحل التركي يعيبه مياهه السوداء الداكن لونها، وشواطئه الصخرية، التي تحرم مستخدميه من الاستمتاع بمياه البحر، مما يدفعهم لقضاء أوقاتهم على حمامات السباحة، ومع ذلك فلا ننكر تميزه بالتنظيم والنظافة وتنوع النشاطات.

وفي كل عام، ومع موسم زيارة الساحل الشمالي، في مصر، كل صيف، أجدني أتحسر على عدم حسن استغلال الميزة التي حبانا بها الله من شواطئ رملية بيضاء، ومياه فيروزية، وطقس رائع طوال أشهر الصيف، فقد تحول ساحلنا الشمالي إلى غابات أسمنتية، مغلقة معظم شهور العام، إلا من أسابيع معدودة خلال موسم الصيف، بينما ساحل أنطاليا، المقابل لنا، يتم استغلاله، على مدار العام، من الأفواج السياحية، التي تقصده من كل بقاع أوروبا، وصار مصدر دخل أساسي للاقتصاد التركي.

الساحل الشمالى

أما نحن فلم نحسن استغلال الساحل الشمالي، رغم ما نملكه من مقومات تتفوق على تركيا، سواء طبيعية أو غيرها، فلدينا المطارات وشبكة الطرق الحديثة، وكافة أنواع المرافق، سواء المياه، أو الكهرباء، أو الصرف الصحي، لكن ينقصنا وفرة الفنادق بكافة مستوياتها، لإدراج الساحل الشمالي على خريطة السياحة العالمية، كمقصد سياحي رائع، يمكن منه تنظيم رحلات اليوم الواحد إلى القاهرة، لزيارة منطقة الأهرامات بالجيزة، والمتحف المصري الجديد، ومتحف الحضارات، وغيرهم من المعالم الأثرية التي تميز بلادنا.

إن الوقت لم يفت، ولازالت الفرصة سانحة لتدارك أخطاء الماضي، ووضع خطة للاستفادة من الساحل الشمالي خاصة، والسواحل المصرية عامة، والتي لا يضاهيها في الجمال والروعة أي سواحل طبيعية في أي مكان في العالم.

Email: [email protected]

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم 

   

مقالات ذات صلة