أخبارمنوعات

“ اللواء الدكتور سمير فرج ”يكتب لــ” المحروسة نيوز ”عن : ..ورحل شيخ التراث الشعبي في مصر

في يوم 5 أغسطس، 2022 | بتوقيت 8:00 مساءً

رحل عنا منذ أيام قليلة، العظيم أحمد علي مرسي، أستاذ الأدب الشعبي والفلكلور بجامعة القاهرة، بعد عقود طويلة أمضاها في قراءة الأدب الشعبي، وتحليل مضامينه وتطوره التاريخي، فكان من أوائل الباحثين المصريين الذين اعتمدوا على الدراسات الميدانية في جمع المواد والنصوص، التي تتردد شفاهية في أركان مصر، فخرج إلى القرى والنجوع في ريف مصر وصعيدها، ليجمع التراث المصري الأصيل ويوثقه، فاستحق أن يكون شيخ التراث الشعبي المصري.

ولد مرسي في يناير 1944، في محافظة كفر الشيخ، وتخرج في كلية الآداب، بجامعة القاهرة، وحصل على درجتي الماجيستير والدكتوراة، مع مرتبة الشرف، في الأدب الشعبي. تدرج في السلك الأكاديمي، فترأس قسم اللغة العربية لكلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم عين عميداً لكلية الآداب بجامعة بني سويف، وعميداً للمعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، ولاتساع علمه وعمق خبرته، عمل كأستاذ زائر في العديد من الجامعات الأجنبية والعربية، ونال العديد من الأوسمة المصرية والعربية والأجنبية، أهمها جائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة.

الدكتور أحمد علي مرسي، أستاذ الأدب الشعبي والفلكلور بجامعة القاهرة

عرفت أحمد مرسي، رحمه الله، أثناء رئاستي لدار الأوبرا المصرية، التي كان يحرص على التواجد فيها، لسببين رئيسيين، أولهما توثيق “الموروثات الشعبية” أو “التراث الشعبي”، كما كان يحب أن يطلق عليها بدلاً من فلكلور، ثانياً لتقديم تلك الموروثات الشعبية على مسارح دار الأوبرا، باعتبارها المنصة الثقافية القومية لمصر، وقد وفقني الله لتحقيق حلمه، وحفظ العديد من الموروثات الشعبية، ومدوناتها، خاصة الموسيقية، في المكتبة الموسيقية لدار الأوبرا.

لقد ارتبط مرسى بذلك التراث الشعبي، من الحكايات الشعبية والمواويل، التي جمعها بنفسه، من خلال جولاته في ريف وصعيد مصر، التي حرص على تزامنها مع مواسم حصاد القمح، والمراسم الدينية، ولإخلاصه لها كان يمضي أياماً متواصلة داخل الاستديوهات، ليطمئن على تسجيل تلك الموروثات المصرية بصورة سليمة ودقيقة. وينسب له أنه استطاع عام 2018، أن يدرج ملف الدمى اليدوية (الأراجوز) والتحطيب والسيرة الهلالية على قائمة الحفظ العاجل للتراث المصري، غير المادي في منظمة اليونسكو.

لقد رحل أحمد مرسي تاركاً وراءه إرثاً عظيماً من المؤلفات والأبحاث في مجال التراث، وأرشيفاً كاملاً للمأثورات الشعبية يضم 160 ألف عنصر من التراث الشعبي، من غناء ومأثورات وحكايات، ذلك الرجل الذي لم ألتق في حياتي بمن أهتم مثله بالتراث الشعبي، سوى الخال الأبنودي، الذي جمع السيرة الهلالية … لقد فقدت مصر رجالاً عظماء، ولكن بصماتهم ستظل خالدة في تاريخها الثقافي.

Email: [email protected]

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم