منوعات

الكاتب الصحفى محمد شمروخ يكتب لـ” المحروسة نيوز” عن : إعادة حقوق الملحنين والمؤلفين الأدبية بالإذاعات والتليفزيونات المصرية

في يوم 27 مايو، 2019 | بتوقيت 12:43 مساءً

سايق عليكم النبي.. “أعيدوا الحق لصاحب كلمات مولاي”
لما انتهت أغنية مولاي إنى ببابك قال مذيع البرنامج العام في عقبها: سيداتي سادتي كنتم مع رائعة الشيخ سيد النقشبندي “مولاي إنى ببابك”
وبس..
بس والنعمة حرق دمي.. يعنى النقشبندي الذي سحرنا بصوته في مولاي، كتبها هو ولحنها هو؟!.. طيب يا أخى اسال عن المؤلف والملحن بلاش المجموعة التى غنت معه.
أنت بس تسمع وتنبسط وتنجعص وتتقول الله عليك يا نقشبندى
طبعا الله عليه.. بس برضك فيه ناس تانيين يستاهلوا تقول الله عليهم
ييجي رمضان وتسمع وحوي يا وحوي ورمضان جانا وأهو جه يا ولاد
طبعا أنت عارف عبد المطلب ويمكن تعرف أحمد عبد القادر أو الثلاثي المرح
لكن بذمتك يا شيخ فكرت في أصحاب الألحان والكلمات؟!
طبعا معظم الأغاني ولا تهتم بأسماء مؤلفيها ولا وملحنيها
يعنى أنت مقتنع في قرارة نفسك إن أغاني وتواشيح التقشبندي ألفها ولحنها وغناها لوحده زي عبد الحليم في الأفلام؟!
ده كلام يعقل يا جدعان؟!
نرجع لمولاي.. فبعد ما حلقت مع الأغنية قبيل المغرب النهارده وأنا عائد على الطريق الدائري إذا بالمذيع يختمها بحرقة دمي ويتجاهل الملحن والمؤلف
يا خي حتى احنا في رمضان
المهم إنى وجدتها فرصة لأذكركم بشاعر غنائي جميل ووديع والراجل لأن مالوش في البروبجندا لم ينل حظه الذي يستحقه من الذيوع
انتوا بس مش شايفين غير الابنودي وصلاح جاهين.. طبعا هم عظماء لكن برضه مش لوحدهم
تماما مثل النقشبندي.. عظيم في أدائه.. لكن ليس وحده
هناك أيضا الملحن العبقري الذي وصفه النقشبندي نفسه بأنه “جن” وهو بليغ حمدي
طبعا بليغ خد حقه في أعاني أخرى تالت ومتلت، لكن في هذه الأغنية بالذات لم يأخذ حقه، ليس فقط لأنه رفض تقاضي أجر عنها لأنها أول لحن ديني له ولكن لأنهم لا يذكرون اسمه ولا اسم عبد الفتاح مصطفى مؤلف الأغنية
ياااااااااااااااااااااااه.. لسه فاكر؟!
أهي لسه فاكر دي بالذات غنتها أم كلثوم من كلمات عبد الفتاح مصطفى ولحنها السنباطي
لكن اسمح لي أسألك:
من منا لم ينسجم مع أقول لك إيه عن الشوق يا حبيبي؟!
من منا لم لم تطربه أعنية ليلي ونهاري فكري بيك مشغول؟!
ما رأيك في أغاني فيلم الشيماء؟!
أغاني عبد الحليم ع التوتة والساقية وأنا من تراب؟!
واسمع
فاكر أغنية روحي حياتي التى يغنيها عبد الحليم لما عمل واد روش وهو في البانيو ونازل يشتغل في البنات
طيب عجبك كلام أغنية تملي في قلبي ياحبيبي لمحمد فوزي ويا سلام عليه وهو بيقول
يا ريت أخطر على قلبك .. ولو تكرهني وأحبك
مش كده وبس أكيد سمعت – لو كنت “رادوجي” قديم زي حالاتي- صورا غنائية مسموعة مثل عوف الأصيل ومرزوق وعذراء الربيع والشاطر حسن وختام صوت العرب بأمجاد يا عرب أمجاد
وفي التلفزيون أغاني مسلسل “محمد رسول الله” عليه الصلاة والسلام
مره رأيته في قبل رحيله يتحدث في برنامج تلفزيوني وكان في منتهى العذوبة ويحمل وجه عابد من عصور الأخيار وكان في قمة تجربته الصوفية التى اختتم بها حياته، حيث لقى ربه في 13يوليو 1984 عن عمر 64 سنة، حيث ولد في 23 يناير 1924.. رحمة الله عليه
لأنك أكيد بتسأل ما هي العلاقة بين النقشبندي والست وأغنية عبد الحليم العابثة التى يغنيها في الحمام ولا أغنية فوزي تملي في قلبي؟!.
اصبر وأنا أريح بالك
العلاقة يا سيدي اللامنتى هي إن عبد الفتاح مصطفى مؤلف أغنية مولاي مع الأغاني التى سردتها لك آنفا مع أغاني أخرى.. صعبان علي تجاهله من المذيع والإذاعة والتلفزيون وذاكرة السنين
كل هؤلاء أسقطوا اسمه.. حرام ولا مش حرام؟!
مثله مثل كثيرين لا حصر لهم، أمتعونا بأعمال كانت من أساسات تربيتنا الروحية والفنية والثقافية ولا نكاد نعرف عنهم شيئا.
بس والنعمة لأنكد عليك وأفكرك بأغنية نكدية بس حلوة.. لأنك أكيد قلبك بيوجعك لما بتسمع شريفة فاضل وهي بتعدد “تم البدر بدري” التى لحنها الملحن العظيم عبد العظيم محمد، وبتمسك دموعك وصوت شريفة يبكي وكأنها تتشبث بالزمن حتى لا يرحل رمضان!
هذه الأغنية كتبها أيضا،عبد الفتاح مصطفى وشريفة فاضل نفسها رفضت تاخد أجر لأنها أول أغنية دينية وجعلتها قربى لله!.
يا ألطاف الله.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. لماذا تتعجب من أن مطربة كازينو الليل الذي كان ولا يزال أشهر مواخير شارع الهرم، تتقرب إلى الله بأغنية؟!
ولا من بليغ الذي لا يفوق من الخمر أن يصدر منه التصرف نفسه مع مولاي؟!
يا آخى ربك رب قلوب وقد يغفر الله لهما ولغيرهما ببركة الشهر الكريم!
افضل إنت غل فيها لحد ما تقوم القيامة وأنت رافض مجرد فكرة الغفران!
ونرجع تاني لمولاي
هل تعلم أن هذه الأغنية العبقرية كانت من نتاج تفكير أنور السادات
أي والله أنور السادات نفسه هو الذي اقترح أن يشترك بليغ حمدي مع النقشبندي في أغنية
إياك أسمع حد يسغرب
أصل النقشبندي كان كالأفيونة بالنسبة للسادات وياما طلبه وياما يعت له عربية تجيبه في سهراته في ميت أبو الكوم واديها يا عم سيد معاك للصبح

لقاءات عديدة جمعت بين الرئيس السادات والشيح سيد النتقشبندى

والحكاية أن السادات كما ذكرها شهودها، أنه حدث في حفل خطوبة واحدة من بنات السادات، كان حاضر بليغ والنقشبندي مع آخرين وإذا بأبو الأنوار يشد نفس من البايب وشكلها شعشعت معاه وقال لعبد القادر حاتم وزير الثقافة والإعلام ساعتها: “يا حاتم خد وجدي الحكيم وخلي بليغ يعمل حاجة مع النقشبندي”.
ووقع القرار كالصاعقة على راس النقشبندي: آخرتها هاغني يا وجدي ولمين لبيلغ حمدي اللي بيعمل ألحان راقصة
ــ ده قرار الريس يا شيخ سيد
ــ الأمر لله
واتفق عم نقشبندي مع وجدي الحكيم أنه حين يجلس مع بليغ ويدخل عليهم بعد جلسة العمل، فإذا وجده خلع عمامته فهو قد رضي وإن لم يكن فليكن ما يكون فلن يغنى من الحان بليغ وااللي فيها تجيبه!

الموسيقار بليغ حمدى

وتركهم وجدي “ولا أعرف ما الذي جعلنى أعتقد أن الجميع بما فيهم بليغ حمدي نفسه، كانوا على ثقة من أن النقشبندي سيوافق بالثلث”.
فلما دخل عليهما فوجئ بأن الشيخ سيد النقشبندي لم يخلع عمامته فقط بل خلع الجبة والقفطان وفضل بالجلابية والكلسون
وقد أخذه الطرب من لحن بليغ وبعدها صارت صداقة
لا تستغرب.. أصل الناس دي قلوبها بيضاء ما تعرفش تكره ولا تغل مهما كانت تربيتها وثقافتها.. علشان كده ربك كرمهم وكتب لهم الخلود وأعلا من ذكرهم.
يا رب تم نعمتك واعف عنا وعنهم

الشاعر الغنائى عبد الفتاح مصطفى

المهم أن مولاي ليست عمل عبد الفتاح مصطفى الوحيد للنقشبندي فهناك أقول أمتى ويارب كرمك علينا وغيرها
هتصدقنى لما أقولك أنى في مع صوت النقشبندي بأشم رائحة قلي السمبوكسة وأمى الله يرحمها كان تعدها لنا مقترنا صوت القلي والرائحة وتلهف الريق عليها كل ذلك مع صوت رادوينا في رمضان السبعينيات قبيل السحور.. حيث لم يفلح التلفزيون الناشونال 20 بوصة الجديد في إزاحة الراديو ولا “البوتجاز مصانع” في الاستغناء عن الوابور فبصوته الصاخب والفونية متسلكة تقذف بالجاز لتتوهج الشعلة تحت مقلاية السمبوكسة
الله عليك يا رمضان وعلى ذكرياتك وعلى نقشبنديك وبليغك ومصطفاك وكل سمبوكساتك بريحتها وشهيتها وحلاوتها
الله الله الله
بس برضه قلبي لسه شايل من الإذاعة حرام عليكم لا تسقطوا العظماء من ذاكرتكم وكلها عشرة أيام ونعيد وكل رمضان وأنتم بخير.