أخبارشئون مصريةمنوعات

“الدكتور محمد عبد المنعم صالح” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن :البيئة والصحة العامة.. تغيير طبيعة الأرض يسبب انتشار الأوبئة

في يوم 3 يوليو، 2022 | بتوقيت 8:00 مساءً

توصل فريق بحثي دولي مختص بالصحة البيئية والإمراض المعدية إلي ان التغييرات في طبيعة سطح الأرض الناتجة عن النشاط البشري تؤدي إلي تغيير طبيعة انتشار بعض الإمراض المعدية أو ظهور إمراض أخري وبائية مما يعرض حياة الإنسان والحيوان للخطر – جاء ذلك في تقرير نشر في مجلة أفاق الصحة البيئية environmental  health  perspectives

وقد أوضح التقرير ان النشاطات الإنسانية والتنموية التي تقوم بها الدول مثل شق الطرق وبناء السدود وتجفيف البرك وتقسيم الغابات أو تحجيمها بغرض توسيع المدن وزيادة رقعة الحضر تتيح الفرصة لعشرات من الإمراض المعدية كي تنتشر وتتحول إلي أوبئة .

والأمثلة علي ذلك كثيرة ومنها الملاريا والايدز ومرض لايم ومرض جنون البقر والحمي الصفراء والكوليرا والأنفلونزا ومرض سارس وحمي الدنج وشتي أنواع الحمي النزفية .

كذلك أورد البحث أمثلة علي الآثار الناتجة عن تغيير طبيعة تربة الأرض ففي شمال شرق الولايات المتحدة يعتقد ان إزالة الغابات وزحف الحضر تسببا في تآكل التنوع الحيوي للكائنات الحية وادي ذلك إلي ظهور مرض “لايم” وهو مرض بكتيري ينتشر غالبا عن طريق عضة من حشرة القراد ويؤدي إلي التهاب في المفاصل إذا لم يتم علاجه سريعا .

كذلك مرض “الايدز” الذي يعزو الباحثون بداية ظهوره إلي انتقاله من حيوانات الأحراش الإفريقية كالقردة إلي صائدي تلك الحيوانات حيث كانوا يتناولونها في الغذاء.ولعل شبكات الطرق التي شقت عبر كل إنحاء الغابات الإفريقية هي التي مكنت صائدي الحيوانات من الوصول إلي هذه القردة المريضة في أعماق الغابات ثم تحول المرض بعد ذلك إلي مرض يصيب القردة علي نطاق ضيق لم تسمع به البشرية من قبل إلي مأساة إنسانية مروعة ليس لها علاج .

وأدت الظاهرة المناخية المعروفة باسم ” النينو” إلي تزايد معدل احتراق الغابات مما اضطر خفافيش الفاكهة إلي ترك موطنها في تلك الغابات واللجوء إلي المزارع حيث نقلت الفيروس للخنازير والبشر مثل فيروس ” نيباه ” الذي كان سبق وظهر في ماليزيا و سنغافورة عام 1999م –نتيجة النشاط الاقتصادي البشري .

كذلك مرض ” سارس ” الذي أكد الدور السلبي للإنتقال بالطائرات في انتشار جغرافي هائل للأمراض المعدية .

وقد ذكرت الدراسة ان المعرفة المتوافرة حتى الآن عن طبيعة انتشار وأنماط حراك الإمراض المعدية محدودة للغاية كما انه يستحيل التنبؤ بالوباء القادم أو مصدره أو طبيعته .

كل ذلك يؤكد ضرورة ربط النشاطات الاقتصادية المرتبطة باستغلال تربة الأرض كالسياحة والزراعة أو غيرها بسياسات البيئة والصحة العامة – كما أوصت الدراسة بتكثيف الأبحاث حول الآثار السلبية الناتجة عن إزالة الغابات .هذه الأمور جميعها تضع حملا ثقيلا علي مؤتمرات المناخ التي يتوالي انعقادها علي مر السنوات لتضع العالم أمام المخاطر التي يتعرض لها كوكب الأرض من جراء نشاطاته المختلفة والتي تهدد الحياة علي ظهر هذا الكوكب .

وصدق قول الحق في كتابه الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم ” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. “صدق الله العظيم (سورة الروم -آية 41).

والي مقالة قادمة بإذن الله تعالى 

كاتب المقال

الدكتور محمد عبد المنعم صالح

  • دكتوراه العلوم الطبية البيئية – جامعة عين شمس

  • خريج الكلية الحربية المصرية –الدفعة 25 اطباء –1974

  • ماجستير الميكروبيولوجيا الطبية والوبائيات –الأكاديمية الطبية العسكرية

  • استشاري صحة البيئة والميكروبيولوجيا الطبية

  • إستشارى تدريب صحة وسلامة الغذاء بغرفة المنشات الفندقية

  • إستشارى برنامج التوعية الصحية ضد كوفيد -19

  • إستشارى تدريب الإدارة البيئية للفنادق ( الفنادق الخضراء )

  • إستشارى التدريب علي التنافسية في القطاع السياحي ، تابع لمنظمة العمل الدولية

  • إستشارى التدريب في منظمة الفنادق والنزل الأمريكية ، سابقاً

  • إستشارى التدريب في كلية أدنبره “اسكتلندا” سابقاً

  • عضو جمعية الباجواش المصرية

  • عضو لجنة جودة التعليم وأخلاقيات البحث العلمي ، كلية السياحة والفنادق، جامعة المنصورة

  • عضو لجنة جودة التعليم في الرقابة علي الأغذية-كلية الطب البيطري،  جامعة بنها سابقاَ