سياحة وسفرشئون مصريةمنوعات

” المهندس عصام إمام عبدالمجيد” يكتب لــ “المحروسة نيوز ” عن : مرسى مطروح وصيف2021

في يوم 3 يوليو، 2022 | بتوقيت 2:00 مساءً

صيف 2021 فى مرسى مطروح  .. بمناسبة بدأ موسم الصيف والسياحة الداخلية بمحافظة مرسى مطروح وعلى الرغم من اهتمام القيادة السياسية وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى بالنجوع والقرى من خلال مشروع حياة كريمة وكذلك المدن الجديدة خاصة العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالى.

محافظة مطروح صيف 2022

الا انى لاحظت اهمالا شديدا الصيف الماضى فى استغلال مدينة مرسى مطروح وضعف فى معظم خدماتها على الرغم من وجود موارد طبيعية وفرص استثمارية متاحة فى كافة الأنشطة الإقتصادية ( سواء سياحية – زراعية – صناعية – عقارية – خدمية ) غير مستغلة حتى الآن وما اقصده حرفيا المنطقة المحددة بكردون المدينة بما تحويه من اراضى فضاء ومبانى وطرق وخدمات ومرافق للبنية الأساسية وليس المحافظة بمساحتها الشاسعة 

أود أن أشير الى بعض الملاحظات الهامة التى لفتت نظرى ونظر كل من زار مدينة مرسى مطرروح فى الموسم الصيفى المنتهى وهو ذروة السياحة الداخلية فى هذه الفترة ونحن مقبلون على موسم سياحى صيف 2022 واجازات الطلاب والعائلات المصرية .

الوضع الحالى لامكانيات مدينة مرسى مطروح : 

1 – الموارد الطبيعية :

تحتوى مدينة مرسى مطروح على معالم طبيعية وسياحية أشهرها على الإطلاق متحف كهف روميل ومتحف آثار مطروح داخل المدينة وتمتاز بوفرة الموارد الطبيعية الغير مستغلة من مناخ معتدل معظم شهور السنة وأراضى منبسطة تصلح للإستصلاح الزراعى والإستثمار العقارى وخلجان وشواطئ رملية عديدة على ساحل البحرالأبيض المتوسط والتى لو استغلت وتم تخطيطها تخطيطا متكاملا لأمكن أن تدر فرص استثمار فى كافة الأنشطة الإقتصادية سواء ( سياحية – زراعية – عقارية – خدمية – صناعية – تجارية ) والشاهد أنه توجد مساحات شاسعة من الأراضى الفضاء الغير مخططة بعضها تقام عليها مبانى عشوائية باستخدامات غير مقننة وارتفاعات غير قانونية .

2 – المرافق والبنية الأساسية :

الطرق :

تم تخطيط مدينة مرسى مطروح فى بداية التسعينات من القرن الماضى على شكل شطرنجى يحدها من الشمال طريق علم الروم ثم الكورنيش المؤدى الى شاطئ الغرام وكذلك الأبيض عبر طريق اسفلتى حارتين فقط بالإضافة الى شارع الإسكندرية امتداد طريق اسكندرية / مطروح المؤدى الى قلب المركز الإدارى مبنى المحافظة ومديرية الأمن وقد تم توسعة هذه الطرق جميعها فى اتجاهين وتعديل بعض اتجاهاتها لتصبح اتجاه واحد مثل شارع اسكندرية لإستيعاب الكثافات المتزايدة من المركبات بكافة أنواعها نتيجة محاولات التنمية التى تتم من حين لآخر بالإضافة الى نقل محطة النقل الجماعى من وسط البلد الى اطراف المدينة .

وتم حديثا تنفيذ طريق الكورنيش الجديد المؤدى الى شاطئ الغرام ومنطقة الأبيض وهو من الإنجازات الحديثة المبهرة التى تم تنفيذها لتسهيل الوصول الى شاطئ الأبيض ولكن مشكلة زحف الرمال عليه قبل انتهاء موسم الصيف وعدم انارته ليلا من أحد  المساوئ بالإضافة الى وجود تزاحم شديد عند تقاطع هذا الطريق بالطريق القديم القادم من الأبيض وهى فى علم هندسة النقل والمرورتسمى ( عقدة ) فقد تم نقل وتجمع اماكن الإزدحام فى ساعة الذروة وهى عودة المصيفين من شواطئ الأبيض والغرام الى هذه العقدة مما تسبب فى وجود فوضى وعشوائية فى هذه المنطقة وتعطيل الحركة المرورية لمدة اكثر من ساعة وسير عكس الإتجاه على الطريق المؤدى الى قلب المدينة .

المياه والصرف الصحى :

كثرت مشاكل نقص المياه نتيجة زيادة أعداد المصيفين عن الطاقة القصوى فى الصيف الماضى خاصة فى شهر أغسطس كما تلاحظ وجود طفح لمياه الصرف الصحى بالقرب من محطة رفع مياه الصرف الصحى على الطريق المؤدى الى قرية أندلسية والأماكن المحيطة بها .

الكهرباء :

كان نتيجة زيادة أعداد المصيفين انقطاع الكهرباء اكثر من مرة يوميا بخلاف انقطاع التيار الكهربائى على مستوى المحافظة مما أثر على ترفيه المصيفين ليلا.

3 – الثروة العقارية :

تتمثل الثروة العقارية فى مساحات الأراضى الفضاء الشاسعة ووجود عقارات مبنية بارتفاعات مختلفة بطرز معمارية مختلفة لا تتناسب مع هذه المدينة الفريدة يتم تاجير بعضها للشركات والمصالح الحكومية وبعضها للمواطنين بخلاف معسكرات الأندية والشركات مع وجود بعض الفنادق والقرى السياحية مستوى 3 نجوم داخل كردون المدينة الا ان أفضلها 5 نجوم على أطراف المدينة شرقا خارج الكردون وغربا لا تتعدى عدد الأصابع وبالتالى تكون المدينة قد جمعت بين كافة المستويات حسب دخل كل أسرة .

4 – القوى البشرية بالمحافظة :

 لا يتعدى عدد السكان بالمحافظة طبقا لآخر الإحصائيات  نصف مليون نسمة تقريبا وهو عدد قليل جدا بالنسبة للمساحة الشاسعة للمحافظة ويمثل كثافة سكانية منخفضة جدا ويعمل معظمهم فى الخدمات التجارية والسياحية فى موسم الصيف  والأعمال الإدارية الحكومية شتاء وبذلك تكون المحافظة منجم لفرص العمالة التى يمكن اتاحتها اذا تم التخطيط واستغلال كافة الامكانيات المتاحة وخلق فرص استثمارية متعددة تعود بالنفع على الوطن والمواطن المصرى .

 5 – الخدمات السياحية :

تتوفر بالمدينة كافة الخدمات السياحية من مطاعم متعددة ومتخصصة وكافيتريات ودور سنيما وسيرك والأسواق المتعددة وكلها مركزة فى مركز المدينة مما أدى الى الإزدحام ليلا سواء من المصيفين أو السيارات مما يتسبب فى الشلل المرورى ليلا بسبب عدم تناسب معدلاتها التصميمية لأعداد المصيفين فى ذروة الموسم الصيفى .

– وفى علم تخطيط المدن يتم تخطيط أى مدينة لفترة زمنية تتراوح بين عشرين سنة وخمسة وعشرون سنة يتم اعادة النظر فى هذا المخطط كل خمسة سنوات وتحديثه طبقا للمتغيرات التى تحدث واعتمادها لتتزامن مع تطورات التنمية بانواعها وهذا لم يحدث .

ومن المعلوم أن انشاء اية مدينة فى بدايتها تكون مثل ولادة الطفل وكلما كبر الطفل نمت جميع أجهزته الحيوية من جهاز هضمى ودورى وتنفسى واوردة وشرايين وهكذا تكون المدينة تكبر وتنمو بزيادة وتطوير أجهزتها الإدارية لتتماشى مع متطلبات التنمية من انشاء طرق كشرايين جديدة وتوسعة القديمة واعادة تخطيطها وانشاء مرافق البنية الأساسية من محطات لتحلية المياة وتنقيتها ومحطات للصرف الصحى ومعالجته للإستفادة منه ومحطات كهرباء بالإضافة الى الإستخدامات الخدمية من تجارية وصحية وترفيهية وشواطئ عامة وخاصة ووسائل ترفيه من مسارح ودور سنيما ومطاعم وكافيتريات لتتناسب مع الأعداد الغفيرة من السائحين سواء على مستوى السياحة الداخلية أو الخارجية .

ويترتب على ماسبق نمو المجتمع المحلى وزيادة فرص العمالة وزيادة عدد السكان لأنها تصبح منطقة جذب للعمالة الوافدة من المحافظات المجاورة واستيطانها وبالتالى زيادة الطلب على الإسكان ومن ثم تنشيط الأنشطة الخدمية والإقتصادية وكما نرى توجد منظومة متكاملة ومترابطة مرتبطة بالتنمية السياحية للمدينة وتأثيرها على كافة الأنشطة الإقتصادية والمجتمع المحلى .

– ان ما رايته خلال الصيف الماضى لمدينة مرسى مطروح كان أمرا يرثى له بدى لى كأن المدينة لم تكن مستعدة لإستقبال الملايين من روادها تمثلت فى ندرة من المياة وانقطاع التيار الكهربائى المستمر فى بعض المناطق لدرجة انقطاعه فى عموم المحافظة وكأن الصيف جاء فجأة دون استعداد لحساب الأحمال الكهربائية التى تغذى عموم المحافظة كما وجدت أكوام القمامة مترامية فى كل مكان دون توفير عمالة نظافة أو خطة لكيفية التخلص من هذه القمامة .

ما صدمنى فعلا هو عدم اجراء دراسة للآثار البيئية المترتبة على تنفيذ الكورنيش فى المسافة المحصورة بين شاطئ الغرام وحتى الأبيض والعكس شاملة العودة حتى منطقة الليدو والتاثير على حركة المرور فى هذه المسافة فى ساعة الذروة وهو عودة المصطافين وقت الغروب وهى مسافة اقرب ما توصف بالفوضى والعشوائية من ازدحام وسير عكس الإتجاه دون رقيب وحبس المصطافين داخل سياراتهم لأكثر من ساعة . كما أن المنطقة التجارية بوسط البلد تم انشائها منذ 25 سنة اصبحت مزدحمة غير قادرة على استيعاب المصطافين من البشر او السيارات سواء شارع اسكندرية أو شارع علم الروم .

مكتسبات تشغيل السياحة الداخلية بمطروح :

1 – الترفيه عن المواطنين المصريين بكافة الشرائح ذوى الدخول العالية  وكذا المتوسطة .

2 – إعادة دوران حركة النشاط السياحى ومن ثم النشاط الإقتصادى .

3 – اتاحة فرص تشغيل العمالة المباشرة والغير مباشرة والتى تصل معدلها الى 4 فرصة عمل / غرفة سياحية مما يوفر دخل لهم بدلا من الوقوع فى براثن البطالة التى يتعرضوا لها والحاجة الماسة للإنفاق على أسرهم وكذلك الحفاظ عليهم وعلى تدريبهم .

4 – تشغيل المنشآت السياحية والحفاظ عليها من تدهور البنية الفوقية والبنية الأساسية وبالتالى توفير تكاليف بنود الصيانة دون دخل والتى تقدر بملايين الجنيهات .

5 – انتعاش الصناعات الأخرى ذات العلاقة الوثيقة والتى تبلغ 70 صناعة مثل حرف البناء والتشييد والنقل وصناعة الأغذية والمشروبات وتجارة الأجهزة الكهربائية والصيد والصناعات الحرفية والتراثية والخدمات اللوجستية الخ وما يتبعها من تشغيل عمالة فى تلك المجالات .

 التوصيات : 

– تميزت مدينة مرسى مطروح بالكثير من الأراضى الفضاء الغير مستغلة والشواطئ المترامية الأطراف ويجب الإهتمام بإعادة تخطيطها وتحديد استخدامات الأراضى وارتفاعاتها وانقاذها من العشوائيات التى يتم بنائها بدون ترخيص طبقا للطاقات الإستيعابية ومعدلات التنمية التى يجب أن يكون لها دور فى اعادة تخطيط المدينة الجميلة .

– يجب اعادة تخطيط الطرق وتوسعة القابل منها وتغيير اتجاهات بعضها ليصبح اتجاه واحد لإستيعاب الكثافات المرورية العالية .

– يجب التفكير فى انشاء أسواق تجارية متخصصة لتخفيف الضغط عنها فى أطراف المدينة مثلما تم نقل سوق ليبيا الى اطراف المدينة .

– يجب تصميم وتنفيذ الطاقات الإستيعابية من مرافق البنية الأساسية ( محطات مياة – كهرباء – صرف صحى ) طبقا لمعدلات تصميمية عالمية لاستيعاب الكثافات السكانية المتوقع نموها .

– يجب استخدام تكنولوجيا المعلومات وانشاء قاعدة بيانات لتسهيل فرص الإستثمار فى كافة المجالات . 

فى نهاية هذا المقال اتمنى عدم تكرار مساوئ الموسم الماضى وتلافى ما تم ذكره . 

كاتب المقال

المهندس  عصام امام عبدالمجيد

رئيس ادارة مركزية للمعلومات بالهيئة العامة للتنمية السياحية سابقا

رئيس ادارة مركزية للبيئة بالهيئة العامة للتنمية السياحية سابقا

مدير عام متابعة تنفيذ المشروعات بالهيئة العامة للتنمية السياحية سابقا

ماجستير تخطيط مدن – هندسة الأزهر