أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرشئون مصرية ومحليات

الدكتور هشام مختار أستاذ التخطيط العمرانى المتفرغ بالمركز القومى لبحوث الإسكان والبناء يطلق صحية تحذير عن تطوير طريق الساحل

في يوم 26 يونيو، 2022 | بتوقيت 6:31 صباحًا

مبدئياً كتر خير من كتب عن تجربته في طريق الساحل بعد “التطوير” لأنه وفر علي الكثير من الاستفاضة … ولمن يتذكر، منذ نهاية الصيف الماضي وقبل التنفيذ انتقدت الخطة كلها والآن بعد التجربة اكتشفت انه كان لدي حق في كل انتقاد … إنما أود إضافة بضعة نقاط على ما كتب بالفعل:

* الجهبذ الذي خطط لم يأخذ في اعتباره أن الكثافة المرورية على طريق الخدمة الشمالي أضعاف الموجودة على مثيله الجنوبي بسبب وجود كل القرى عليه بينما الناحية الأخرى مجرد نقاط خدمية متناثرة … وهو ما كان يجب أن ينعكس على المعالجات التخطيطية والتصميمية …

* لم تكن هناك أساساً مشكلة في الطريق القديم سوى خلال فترات الأعياد والأجازات بسبب طابور السيارات المكدسة أمام القرى من أجل دخولها، وهو ما سوف يتكرر بصورة مضاعفة على طريق الخدمة الشمالى بعدما تم استهلاك أي حرم كان موجوداً أمام القرى التي صارت منحدرات دخولها حادة الميول وليست قبلها حارات للتهدئة …

* أي عاقل كان سوف يترك الطريق كما كان ويضيف إليه حارة تهدئة عند مداخل القرى لمنع التكدس على الطريق السريع مع عمل كباري بسيطة للدوران … أما الطريق الدولي فيكون في الجنوب مواز للطريق القائم على النحو القائم فعلياً عند آخر كوبري على طريق وادي النطرون، وهو الذي أستعمله وأخرج منه للطريق القائم عند قرية ستيلا بدلاً من الخروج عند “مارينا” …

* استهلاك كل الحرم جعل الصفوف الأخيرة من القرى شديدة الإزعاج لقاطنيها بسبب وقوعها المباشر على طريق الخدمة الشمالي الأعلى كثافة مرورية … فضلاً بالتأكيد عن المذبحة التي تمت للزراعات التي كانت قائمة أمام القرى فتقوم بفلترة الصوت والتلوث …

* ما تم من استهلاك للحرم جعل بالفعل الخدمات التجارية تقع مباشرة على طريق الخدمة وبدد تماماً أماكن الانتظار التي كانت قائمة أمامها … وهو ما أحدث ربكة هائلة على الطريق عند كافة المداخل، والمشكلة سوف تتضاعف من زيادة الكثافة في يوليو وأغسطس … وهذه المأساة تنطبق أيضاً على الخدمات القائمة شمال وجنوب الطريق …

* الجور الهائل على حرم القرى حتى الآن أضاع حارة وفي بعض الحالات كل الاتجاه الغربي من طريق الخدمة الشمالي، وهو ما ينطبق على الاتجاه الشرقي من طريق الخدمة الحنوبي … لذلك فجأة تجد نفسك مضطراً للسير في حارات الاتجاه المعاكس لأن طريقك اختفى!

* الميادين المرسومة على الأرض في طريقي الخدمة ليست سوى تخريفة من مبتدئ لأن لا أحد يراها أو يقيم لها اعتباراً وسوف تتسبب في حوادث مريعة لو فكر أحدهم في استخدامها لأن القادم من الاتجاه المعاكس سوف يصطدم به لا محالة!

* حتى الآن قاموا بوضع أعمدة بلاستيكية بين اتجاهي طريق الخدمة الشمالي عند “مراسي” وعمل فتحات بينها عند المداخل، وهو ما سوف يتسبب في حوادث مريعة عندما يقوم من يريد الدخول بالتهدئة أو الوقوف تماماً في الحارة اليسرى (السريعة بطبيعة الحال) من أجل قطع طريق من يقودون في الاتجاه المعاكس …

* المصيبة الأكبر  هي التي سوف تحدث في الأماكن التي ليست بها تلك الأعمدة لأن من يريد الدخول لقرية سوف يسير لمسافة ما عكس اتجاه الطريق المقابل من أجل الوصول للمداخل، وهو ما سوف يتسبب في حوادث فظيعة خلال شهور الذروة …

* تم قطع الارتباط بشكل هائل ما بين القرى الواقعة شمال الطريق والخدمات الواقعة جنوبه، وهو ما سوف يتسبب في حوادث مميتة لمن يريد عبور الـ 20  حارة من أجل الوصول للجهة المقابلة، فضلاً بالتأكيد عن أن ما حدث سوف يتسبب في ركود هائل لبعض الخدمات مقابل ضغط مضاعف على خدمات أخرى …

* الدوران من خلال الكباري الدائرية يحدث ربكة هائلة لمن يستعملها بسبب ال٨ مطالع/ منازل الموجودة فيها … وهو ما يبدو شديد الوضوح من السيارات التائهة أعلى تلك الميادين ومن يسيرون عكس الاتجاه في المطالع والمنازل … وهو ما أجبر المرور على وضع عساكر أعلى تلك الكباري لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه!

بوسعي الاسترسال طويلاً في الحديث عن الأخطاء الفادحة في التخطيط والتصميم … وقد حذرت من غالبيتها في مقالى آخر الصيف الماضي وظهر المزيد منها عند التنفيذ لاسيما فيما يتعلق بكباري الدوران الغريبة التي افتكسوها … وللأسف ما حدث يعكس مجموعة من النقاط التي لا مفر من التطرق إليها:

* من قام بالتخطيط للأمر برمته محدود القدرات قليل الخبرة لأن من يتولى مهمة كتلك لابد أن يدرس بدقة مختلف جوانبها على الطبيعة ووفق كل حالة بعينها، وهو بالتأكيد ما لم يحدث بدليل المآسي التي حدثت عند كافة المداخل سواء للقرى أو للمناطق الخدمية، فضلاً عن التشويه الناجم عن إزالة الزراعات التي كانت قائمة أمام القرى والمليارات التي انفقت لتحويل المرافق …

*  التصميم شديد السذاجة فيما يتعلق بالطرق والكباري على حد السواء، وهو ما سوف نعايش للأسف الشديد نتائجه خلال شهور الذروة من حوادث هائلة لكل من لسيارات والمشاة …

* من المؤسف أن يتم إهدار كل تلك المليارات في تجارب ساذجة غير مدروسة سوف تتسبب في الإضرار بالأرواح والممتلكات، بدلاً من حمايتها والحفاظ عليها … وعلى من يتشكك فيما كتبته أن يتمهل ليعايش بنفسه المآسي التي سوف تحدث خلال الشهرين القادمين لاسيما في العيد الاضحى بعد بضعة أسابيع …

* ما حدث هو برهان جديد على أهمية إيكال مهام التخطيط والتصميم لمتخصصين من ذوي الكفاءة والخبرة، مع منحهم الفترة الزمنية الكافية للدراسة … وهو ما لم يحدث للأسف الشديد في الغالبية الأعم من المشروعات خلال السنوات القليلة الماضية، حينما يراد الإسراع بالتنفيذ فيأتي ذاك على حساب التخطيط والتصميم وهما روح الأمر برمته … والنتيجة هو إهدار مليارات تتم استدانتها دون أن تحقق النتائج التي كانت مأمولة، بل على العكس تقطع الطريق على ما كان يمكن أن يكون أفضل وغالباً أقل تكلفة بمراحل إنما تم اهداره بغشومية منقطعة النظير …

* كانت الناس زمان تتندر على “ترزية القوانين” بينما اليوم صارت لدينا حزمة من “الترزية” في مختلف المجالات من الهندسة للاقتصاد … مهمتهم الأولى والأخيرة هي “تفصيل” ما يطلب منهم بغض النظر عن المهنية ودون تقديم المشورة المخلصة والأمينة لمن استعان بهم بهم، خشية فقدان “السبوبة” … وفي المقابل، يتم استبعاد المهنيين الأكفاء الذين يقولون الحقيقة التي يمكن أن تتعارض مع بنات أفكار أصحاب القرار …

الأمر أبعد للأسف من طريق الساحل، بل الموضوع يتعلق بكافة مناحي وشئون هذه الأمة ومشروعاتها الكبرى التى تتكلف المليارات المقترضة، فيتم اهدارها لمجرد الاستجابة لأفكار لولبية تطرأ في ذهن متخذ القرار دون أدنى اعتبار للمهنية ولا للمصلحة العامة … شيء محبط ومثير للحسرة والأسى

https://www.facebook.com/soliman.elaggan/videos/5875311459162907

   

مقالات ذات صلة