أخبارمنوعات

“اللواء الدكتور سمير فرج “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : وسط البلد

في يوم 25 يونيو، 2022 | بتوقيت 2:39 مساءً

أنا من أبناء ذلك الجيل الذي جاء إلى القاهرة، فانبهر بدرة تاجها، منطقة وسط البلد، التي كانت تضم أكبر وأرقى المحلات التجارية، والمطاعم والمقاهي، ودور السينما والمسرح، والتي وإن تواضع حجمها، لم يتأثر رقيها. ومرت الأيام وأصبحت من سكان حي مصر الجديدة، فابتعدت تدريجياً عن منطقة وسط البلد، وإن لم أنقطع عنها،

فشهدت، بحزن، التدهور الذي طال مبانيها، ومتاجرها، وشوارعها، حتى كنت، في الأسبوع الماضي، في زيارة لأحد الاقارب بها، فابهرت بما لمسته بعين من تطوير؛ لقد أعادت الدولة لوسط البلد رونقه وجماله، بأن أعادت ترميم مبانيه الجميلة، في المنطقة المعروفة بالقاهرة الخديوية، التي تمتد من كوبري قصر النيل حتى منطقة العتبة.

كان الخديوي إسماعيل، حاكم مصر، قد زار باريس عام 1867، فأبهره معمارها، وطلب من الإمبراطور نابليون الثالث، حينئذ، أن يكلف المهندس الفرنسي هوسمان، الذي خطط باريس، لتخطيط منطقة القاهرة الخديوية، فكان ذلك العصر الذهبي للعمارة، على الطراز الكلاسيكي، وتم تخطيط الشوارع بصورة غاية في الروعة، حتى بمقاييس عصرنا الحالي، ولم يخل التخطيط من الاهتمام بتشجير المنطقة، ووضع اللمسات الجمالية، ولأن الخديوي إسماعيل استهدف أن تكون القاهرة منارة العالم للثقافة، فقد أنشأ دار الأوبرا بميدان العتبة.

وكانت القاهرة الخديوية أهم المشاريع المعمارية في القرن التاسع عشر، تم الاستعانة فيها بمهندسين بلجيكيين وفرنسيين وألمان، فشيد كل منهم عمارته، وفقاً لمدرسته الفنية، فكانت الطرازات تنافس أكبر مدن أوروبا، حتى سُميت القاهرة، حينها، “باريس الشرق”. ونظراً لمنهجية البناء، فقد ظلت هذه الطرازات صامدة، حتى يومنا هذا، رغم التدهور، حتى بدأت الدولة في تنفيذ خطتها لصيانة تلك المباني، وإعادتها لما كانت عليه، ليستعيد قلب القاهرة رونقه وجماله.

إن تلك المباني هي أثار عصرنا الحديث، لما لها من قيمة فنية عالمية، وهو ما كان الدافع وراء الصحوة المصرية للحفاظ على كنوزها التاريخية، والتي بدأت منذ عدة أعوام بتطوير قصر عابدين، وباقي القصور الملكية، مثل قصر القبة، وقصور السلاملك ورأس التين بالإسكندرية، واليوم نستكمل المسيرة بتطوير القاهرة الخديوية، التي أتمنى أن تمتد إلى باقي مناطق القاهرة، وباقي محافظات مصر التي تضم أجمل الثروات الفنية والمعمارية، عبر التاريخ، خاصة ما تحول منها إلى فنادق ليس لها مثيل في العالم، مثل فندق كتاركت في أسوان، وونتر بالاس في الأقصر، ومينا هاوس في منطقة الأهرامات، التي تشهد حالياً طفرة، ليعود لمصر رونقها المُستحق.

Email: [email protected]

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم.