قدمت السيدة كوندليزا رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابقة نظرية جديدة في علم إدارة الأمم وهي نظرية ” الفوضى الخلاقة ” وهي نظرية تستخدم مع دول تتسم بخاصية التعددية العرقية أو الطائفية أو القبلية أو التي بها جماعات ذات صبغات أصولية دينية ، التي من خلالها يمكن إختراق هذا المجتمع وإحداث الفتن بين طوائفه وفصائله .
إن الفوضي لم تكن في أى زمان خلاقة بل علي العكس فهي دائما هدامه ، حيث أن المفهوم الأساسي لمعني الفوضي هو إحداث خلل في نظام يؤدي الي عدم أدائه لعمله المخطط له والفشل في تحقيق الهدف .
وكما نقول انه خلال الفوضي يختلط الحابل بالنابل فيمكن تحقيق الهدف المطلوب سواء قتل أو اغتيال أو سرقات أو طعن أو إشعال حرائق ويمكن للمجرم ان يهرب او يختفي أو لا يستدل علي الفاعل خلال هذه الفوضي .
هذه المقدمة مرت أمام عيني أثناء مشاهدتي لبعض البرامج الرياضية علي الشبكات التليفزيونية والمناقشات والحوارات والاشتباكات الدائرة بين مختلف الآراء للسقوط المخزي لمنتخب مصر الاول لكرة القدم أمام منتخب أثيوبيا بنتيجة 2-صفر
فتصاعدت الأصوات والآراء المتعارضة بضرورة إستقالة اتحاد كرة القدم وإقالة المدير الفني للمنتخب وبين رأي آخر يطالب بالبقاء علي المجلس والمدير الفني رغبة في تحقيق الاستقرار للمنتخب
الحقيقة الغائبة هي هل هناك خطة للاتحاد للنهوض بكرة القدم والتي تعاني من ضعف وهزال متزايد ما جعل الكثير من المنتخبات العربية والأفريقية تطمع في منتخبنا الكروي ؟.
وهل تقدم المدير الفني بالتنسيق مع الإدارة الفنية للاتحاد بمناقشة الخطة الطويلة الأمد لتحقيق الهدف وكيفية الترتيب والتنظيم الجيد لتحقيق التطوير والنجاح لهذه الخطة ؟.
إن الخسارة من أثيوبيا وقبلها الخسارة مرتين من السنغال والفشل في الفوز ببطولة الأمم الأفريقية وعدم الصعود لكاس العالم، هو نتاج تدهور كرة القدم.
رغم أن لدينا مئات المحللين الفنيين وعندما نستمع لمناقشاتهم الطويلة في البرامج نظن اننا سنهزم البرازيل وأسبانيا، الجميع من محللين وإتحاد وأندية ومقدمي برامج ومعلقين لا هم لهم سوي الإستمرار كل في موقعه ليحظي بما يعود عليه من مكاسب وشهرة وأيضا القنوات الرياضية بما يعود عليها من عوائد الإعلانات
وفي الفترة الأخيرة يقوم بعض المعلقين بقدح زناد فكرهم ليتحفونا إما بلزمات من أغاني أو أبيات من الشعر الجاهلي او الحديث وآخر يعطينا نفحة من كتب شكسبير أو ديكنز وربما يتدخلون في معارضة قرار لحكم المباراة يظهر منها إنتمائه لأحد الأندية.
وأحياناً يقوم بإمتداح لاعب معين ويطالب مدرب المنتخب أن يتابعه لأنه لاعب واعد ، هل هذه وظيفة إضافية للمعلق أم هو وكيل لاعبين تحت غطاء معلق رياضي ؟!!
لقد أصابنا الملل والاكتئاب ،وطبعا الشباب لهم كل العذر في تشجيعهم لمباريات الأندية الأوروبية لما يعانون منه مستوي ضعيف في المباريات المحلية .
السادة المسئولون – إغيثونا وإرحمونا من فئة المنتفعين .. وماذا لو أعطينا نصف إهتمامنا بكرة القدم إلي رياضات آخري مثل العاب القوي ، المصارعة، الملاكمة ، الجمباز ،السباحة ،أعتقد إننا سنحقق نجاحات أكثر وأيضا عدد ميدالياتها الأوليمبية أكثر، وأيضا علينا ان نسعي بقوة ليدخل الإسكواش في الأوليمباد عن قريب ليحقق لنا المزيد من الميداليات.
ولنا في القيادة السياسية والقوات المسلحة القدوة والمثل في التخطيط والتنظيم الجيد لمستقبل أفضل لبلدنا ولشبابنا ومجتمعنا و ليس لمكاسب شخصية مادية أو معنوية
نسال الله التوفيق والسداد لما فيه صالح البلاد
والي مقالة قادمة بإذن الله تعالى ..والله الموفق والمستعان.
كاتب المقال
الدكتور محمد عبد المنعم صالح
-
دكتوراه العلوم الطبية البيئية – جامعة عين شمس
-
خريج الكلية الحربية المصرية –الدفعة 25 اطباء –1974
-
ماجستير الميكروبيولوجيا الطبية والوبائيات –الأكاديمية الطبية العسكرية
-
استشاري صحة البيئة والميكروبيولوجيا الطبية
-
إستشارى تدريب صحة وسلامة الغذاء بغرفة المنشات الفندقية
-
إستشارى برنامج التوعية الصحية ضد كوفيد -19
-
إستشارى تدريب الإدارة البيئية للفنادق ( الفنادق الخضراء )
-
إستشارى التدريب علي التنافسية في القطاع السياحي ، تابع لمنظمة العمل الدولية
-
إستشارى التدريب في منظمة الفنادق والنزل الأمريكية ، سابقاً
-
إستشارى التدريب في كلية أدنبره “اسكتلندا” سابقاً
-
عضو جمعية الباجواش المصرية
-
عضو لجنة جودة التعليم وأخلاقيات البحث العلمي ، كلية السياحة والفنادق، جامعة المنصورة
-
عضو لجنة جودة التعليم في الرقابة علي الأغذية-كلية الطب البيطري، جامعة بنها سابقاَ