الصين وروسيا وألمانيا من الأسواق العشر الرئيسية التى شهدت نمواً ملحوظاً فى عام 2018
فنادق دبى تسجل 30,13 مليون ليلة مع المحافظة على نسبة الإشغال البالغة 76% لمختلف الفئات الفندقية على مستوى المدينة
كشفت دائرة السياحة والتسويق التجارى بدبى (دبى للسياحة) عن آخر الإحصاءات الخاصة بأعداد الزوّار الدوليين لدبى لعام 2018، حيث استقبلت الإمارة حوالى 15,92 مليون زائر دولى لليلة واحدة، الأمر الذى يؤكد قوة جاذبيتها كوجهة عالمية مفضّلة، إذ ساهمت الأسواق الرئيسية لدبى فى تحقيق نمو ملحوظ فى أعداد الزوار القادمين منها بما يعزّز من قطاع السياحة لتحقيق أهداف الإستراتيجية السياحية 2022-2025 الرامية إلى استقبال المزيد من الزوّار الدوليين سنوياً بحلول 2025، فضلاً عن زيادة مساهمته فى الناتج المحلى الإجمالى لدبى.
وقال سعادة هلال سعيد المرى، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجارى بدبي: “تماشياً مع رؤية سيدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبى، رعاه الله، فإننا نؤكد الإلتزام بالعمل على ترسيخ مكانة دبى كوجهة سياحية مفضلة لتكون فى طليعة المدن الأكثر زيارة على مستوى العالم، وفق الإستراتيجية السياحية 2022-2025. ومن هذا المنطلق، قمنا بتطوير واعتماد استراتيجية عمل تتوافق مع احتياجات الأسواق العالمية، وذلك بقصد تعزيز مستويات التفاعل فى هذه الأسواق مع ما تقدمه دبى من عروض متنوعة. ونجحنا خلال العام الماضى فى تحقيق ثبات فى قطاع السياحة فى دبى وذلك بعد اكتشاف آفاق جديدة تساهم فى زيادة حصتنا من سوق السفر العالمى. ومع تعزيز الجهود الرامية إلى استقطاب المزيد من الزوار الدوليين سواء لأول مرة أو تكرار الزيارات إلى دبى، مازلنا نحقق نتائج ملحوظة من خلال الإستثمارات الاستراتيجية والإجراءات الحكومية والحملات الترويجية المبتكرة وشراكات الأعمال طويلة الأمد والدعم الكبير من قبل شركائنا فى القطاعين العام والخاص”.
وفيما يخص الأسواق الرئيسية، حافظت الهند على مركزها الأول ضمن الأسواق العشرة الرئيسية الأولى المصدّرة للزوّار إلى دبى بأكثر من مليونى زائر خلال عام 2018. وجاءت تلك النتائج مدعومة بمجموعة من العوامل خصوصاً تعزيز التعاون المشترك مع شركاء القطاع فى الهند ووسائل الإعلام المحلية هناك مثل “TOI“، والحملات الترويجية المخصصة ومن بينها إطلاق الفيلم الترويجى “كن ضيفي”#BeMyGuest، الذى حصد العديد من الجوائز العالمية المرموقة، وهو من بطولة نجم بوليوود العالمى شاروخان. بالإضافة إلى الحملات الموسمية التى استهدفت شرائح محددة من الجمهور من كافة أرجاء الهند.
وجاءت المملكة العربية السعودية فى المركز الثانى على قائمة الأسواق العشرة الرئيسية، وحافظت على موقعها المتقدم ضمن الأسواق الخليجية بعدد زوار بلغ 1,6 مليون زائر، مسجلة بذلك نمواً بنسبة 3% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضى، ولقد ساهمت إقامة وتنظيم بعض الفعاليات والأنشطة والعروض التى تزامنت مع مناسبات خاصة أبرزها اليوم الوطنى للمملكة العربية السعودية، فى جذب المزيد من الأشقاء السعوديين لزيارة دبى.
وجاءت فى المركز الثالث، المملكة المتحدة بحوالى 1,2 مليون زائر فى عام 2018، بما يؤكد على تزايد جاذبية دبى لدى الزوّار البريطانيين. وذلك على الرغم من وضع “البريكست” غير الواضح الخاص بخروج بريطانيا من منطقة الإتحاد الأوروبى، والتى أثّرت على معدل السياحة الصادرة منها ونسبة الإنفاق بوجه عام.
هذا وقد جاءت نتائج العام 2018 إيجابية لدى العديد من الأسواق العشر الرئيسية، حيث حققت كل من الصين وروسيا وألمانيا معدلات نمو ملحوظة طوال العام الماضى. وتقدمت الصين إلى المركز الرابع، لتسجل زيادة بلغت 12% ليبلغ عدد الزوّار الصينيين إلى دبى 857 ألف زائر، تلتها روسيا بنحو 678 ألف زائر بِنسبة نموٍ بلغت 28%. حيث استفاد رعايا كل من الصين وروسيا من الإجراءات المُيَسرة لإصدار تأشيرات الدخول عند الوصول لمنافذ الدولة. كما زادت أعداد الزوار من ألمانيا بنسبة 12% مع 567 ألف زائر بالمقارنة مع 506 ألف زائر فى العام 2017.
وارتفع عدد الزوار من الولايات المتحدة الأمريكية التى جاءت فى المركز السابع بنسبة 4% ليبلغ عددهم 656 ألف زائر، بينما دخلت الفلبين ولأول مرة قائمة الأسواق العشرة الرئيسية بعدد زوّار بلغ 387 ألف زائر. وكنتيجة لاستراتيجيات التسويق الناجحة التى قامت بها “دبى للسياحة” فى عدد من الأسواق المهمة تمكّنت الإمارة من استقبال حوالى 348 ألف زائر من فرنسا، التى تقدّمت مركزين وشهدت زيادة فى عدد الزوار بلغت17% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضى. بينما شهد السوق الإيطالى نمواً بنسبة 9%، كما سجل السوق النيجيرى نمواً كبيراً بنسبة 36% ليعود مرة أخرى إلى قائمة الأسواق العشرين بعدد زوار بلغ 185 ألف زائر. ولقد ساهمت هذه النتائج الإيجابية فى الحد من تأثير التراجع التى شهدتها بعض الأسواق مثل سلطنة عُمان وباكستان.
أما فيما يتعلق بالنتائج وفقاً للمناطق الجغرافية، فقد برزت دول أوروبا الغربية فى 2018 كمساهم قوى فى أعداد الزوار لليلة واحدة لتشكل ما نسبته 21%، حيث حافظت على مركزها الرائد منذ عام 2017. تبعتها منطقة مجلس التعاون الخليجى بنسبة 17% ودول جنوب آسيا بـ18 % من حيث أعداد الزوار الدوليين. كما شكلت منطقة شمال وجنوب شرق آسيا ما نسبته 11%، وهو أمر يؤكد فعالية استراتيجية تنويع الأسواق التى تعتمدها دبى للسياحة.
وسجّلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معدّل نمو ثابت بلغ 10%. أما منطقة روسيا ورابطة الدول المستقلة ودول أوروبا الشرقية فقد سجّلت نمواً بنسبة 9%، بزيادة 2% عن العام 2017. كما ساهمت الأمريكيتان الشمالية والجنوبية وكذلك منطقة إفريقيا بنسبة 6% لكل منهما، فيما حافظت استرالاسيا على حصتها من الإجمالى بنسبة 2% فى عام 2018.
وواصلت دبى تقديم مجموعة متنوعة ورائعة من التجارب السياحية التى تعمل كعناصر أساسية لزيادة مساهمة قطاع السياحة فى الناتج المحلى الإجمالى للإمارة، بما يعكس قدرة المدينة على الارتقاء بما تقدمه سواء للزوار الجدد أو ممن يكررون زياراتهم لها. كما تواصل دبى تطوير قائمة مميزة من المشاريع الضخمة والحدائق الترفيهية ووجهات التسوق القادرة على تحقيق نجاحات متتالية فى قطاع السفر العالمى الذى يتسم بالتنافسية الشديدة، وذلك عبر مناطق جذب سياحية ووجهات ترفيهية تتربع على قائمة أشهر المعالم العالمية ومن بينها “دبى مول”، و”برج خليفة”، و”دبى باركس آند ريزورتس”، و”آى إم جى عالم من المغامرات”، والوجهة الشاطئية العالمية الجديدة فى منطقة جميرا بدبى “لا مير”، إلى جانب وجهة “السيف” فى منطقة خور دبى. ومن بين المعالم الجديدة كذلك فى عام 2018؛ “برواز دبي” بتصميمه الفريد الذى يقدم لزواره مشهداً متكاملاً للمدينة يجمع بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
كما شهد عام 2018 افتتاح جزيرة “بلوواتر” على الساحل الممتد امام مساكن شاطئ جميرا التى تحتوى على مناطق تجارية وسكنية وفندقية ومرافق ترفيهية، وتتوسطها عجلة “عين دبي” الترفيهية الأعلى من نوعها فى العالم.
وبالتوازى مع جهود دبى للمحافظة على البيئة ونشر الوعى بوجهاتها السياحية الطبيعية الصديقة للبيئة، ستشهد الإمارة قريباً افتتاح المنتزه الوطنى فى منطقة المرموم الذى يبرز الحياة الطبيعية فى دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتزامن ذلك مع الجهود التى تقوم بها دبى لاستعراض جمال طبيعتها الساحرة ولاسيما فى الأماكن غير المعروفة نسبياً فى منطقة حتّا. وقد أسهمت هذه المشاريع فى إيجاد أماكن قادرة على استقطاب المزيد من الزوار إلى دبى، وسرعان ما نجحت حتا فى بناء جاذبيتها كوجهة مفضلة لعشاق المغامرات فى أحضان الطبيعة.
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، تزايد الإهتمام بالمقومات الثقافية للإمارة فى مواقع مثل وجهة “السيف” التى تجمع بين عراقة ماضى المدينة ومستقبلها المشرق، بالإضافة إلى المبادرات الذكية مثل جولة الفهيدى التى تعتمد على التقنيات الصوتية لإرشاد الزائر خلال تجوله فى المواقع السياحية والتاريخية فى دبى ولاسيما فى حى الفهيدى التاريخى. كما أن تأسيس منطقة دبى التاريخية على خمس ركائز أساسية هى التقاليد، والتراث، والتجارة، والمجتمع والتطوير المكانى، يأتى لضمان الحفاظ على العبق التاريخى الأصيل للمنطقة وتسهيل الزيارات السياحية.
واختتم المرى حديثه قائلاً: “فى الوقت الذى نعمل فيه من أجل الحفاظ على مستقبل دبى المزدهر من خلال تقديم تجارب سياحية إستثنائية للزوّار، فإنّنا ملتزمون على الدوام بتمكين القطاعين العام والخاص لتطوير برامج إستراتيجية لمواكبة إحتياجات المسافرين المتغيرة. وباعتبار ذلك عنصراً أساسياً لنجاح القطاع، فقد حرصنا على مواصلة التعاون مع جميع الجهات العاملة فى القطاع السياحى ضمن منظومة سياحية مبتكرة، وبناء وتعزيز الشراكات القوية بين الجهات الحكومية والخاصة، ومن ضمن ذلك، تقديم الدعم لروّاد الأعمال الناشئين محلياً، وذلك فى إطار التزامنا بتقديم البنية التحتية الضرورية وقنوات التوزيع العالمية لجميع شركائنا، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من التواصل مع تلك الشبكات العالمية التى نتعاون معها، حيث يعد هذا أمراً مهماً لنا حتى نتمكّن من مواصلة العمل نحو تحقيق أهدافنا المشتركة لدعم أولويات دبى التى تتمحوّر حول الإستمرار فى تقديم تجارب جديدة وعالمية المستوى فى قطاع شديد التنافسية على مستوى العالم”.
السعة الفندقية
استمر قطاع الضيافة فى تحقيق المزيد من التقدّم على مستوى المعروض من خيارات الإقامة الفندقية بما يتوافق مع جميع احتياجات الزوار. وشهد قطاع الضيافة نمواً بنسبة 8% خلال عام 2018 بالمقارنة مع عام 2017، حيث وصلت أعداد الغرف والشقق الفندقية إلى 115,967 غرفة موزعة على 716 منشأة فندقية. وشكّلت فنادق الخمس نجوم ما نسبته 33% من إجمالى السعة الفندقية، كما شكلت فنادق الأربع نجوم ما نسبته 26%. أما المنشآت الفندقية من فئة نجمة إلى ثلاث نجوم فقد شكلت ما نسبته 20%، الأمر الذى يؤكد فوائد تنوع المعروض من الخيارات الفندقية. وشكلت الشقق الفندقية ما نسبته 21% من إجمالى فئاتها الفاخرة والفخمة والعادية. ووصل معدل الإشغال الفندقى إلى 76%، فيما بلغ عدد الليالى الفندقية إلى 30,13 مليون ليلة، كما استقر معدل طول مدة الإقامة الفندقية عند 3,5 ليلة فندقية.