أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدر

” اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : 4 أسئلة مشروعة حول الحرب الروسية الأوكرانية

في يوم 20 أبريل، 2022 | بتوقيت 9:35 مساءً

مع انتهاء الشهر الثاني من عمليات قتال الحرب الروسية الأوكرانية ظهرت بعض الأسئلة الهامة حول هذه الحرب وكان السؤال الأول هل روسيا بقدارتها القتالية الكبيرة وكونها القوة العسكرية الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية ليست قادرة علي تحقيق نصر سريع والاستيلاء علي كييف العاصمة الأوكرانية واسقاط النظام الأوكراني واعلان تحقيق نصر حاسم علي أوكرانيا؟..

وجاء السؤال الثاني هل من الحكمة لروسيا أن تستخدم الأسلحة النووية في هذه الحرب أو الأسلحة البيولوجية نظراً لعدم قدرة الأسلحة التقليدية في تحقيق نصر سريع وحاسم علي أوكرانيا؟.. أما السؤال الثالث فهو خاص بالصين حيث جاء السؤال هل تتخذ الصين الفرصة وتستولي علي تايوان وتستغل انشغال الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالحرب الروسية الأوكرانية وتنتهي هذه المشكلة علي الأقل مثلما فعلت روسيا واستولت علي جزيرة شبه جزيرة القرم عام 2014، وقامت روسيا بضمها الي ولايتها والسؤال الرابع هل تقوم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها بإمداد أوكرانيا بأسلحة دفاعية محدودة التأثير لها هدف محدد؟..

وللإجابة علي السؤال الأول من أن روسيا ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم ولم تستطع الاستيلاء علي كييف العاصمة الأوكرانية هنا نوضح أن القتال في المدن هو من أصعب العمليات القتالية للجيوش النظامية حيث أن رشاش أو مدفع مضاد للدبابات علي ناصية الشارع يمكن أن يوقف كتيبة دبابات قوامها 41 دبابة لذلك عادة ما تستخدم القوات النظامية لاحتلال أي مدينة سياسة الأرض المحروقة التي تقوم علي اساس تدمير شامل بنيران قوية للقطاع الذي سيتم الاختراق منه لذلك يتم إبادة أي افراد أو أسلحة في ذلك القطاع وبالتالي تدمير جميع المباني والمنشآت وبعدها تدخل القوات الرئيسية وتستولي علي المدينة بعد تدميرها بالكامل.

ونظرة إلي ما حدث بمدينة مارليبول التي احتلتها روسيا شرق أوكرانيا نجد طبقاً لتصريح عمدة المدينة أن البنية الاساسية قد تم تدميرها بالكامل والميناء والمصنع الذي احتمي به آخر مجموعة من جنود المدينة تم تدميره بالكامل لذلك كان من الممكن للقوات الروسية أن تستولي علي مدينة كييف العاصمة بعد تدميرها وهذا بالطبع سينتج عنه القضاء علي الالاف من السكان والمدنيين من النساء والأطفال ويضع روسيا في موقف لا تحسد عليه أمام العالم كله.

كذلك أن هذا الأسلوب لا يتمشي مع رأي بوتن أنه لا يريد تحقيق النصر علي الأرض ويخسر الشعب الأوكراني الذي يعتبره بوتن هو جزء من الشعب الروسي وهذا ما حدث حالياً من أن روسيا خسرت شعب أوكرانيا سواء من القتلي عند الاستيلاء علي مدن شرق أوكرانيا أو من الخمسة مليون لاجئ أوكراني الذين تركوا منازلهم الي دول مجاورة لذلك كان من الممكن لروسيا أن تستولي علي أي مدينة أوكرانية لكن بخسائر بشرية كبيرة خاصة أن روسيا في هذه الحرب قدمت أنواع جديدة من قوة النيران الصاروخية قادرة علي تحقيق أي مهام في أوكرانيا.

الحرب الروسية الأوكرانية

ونأتي لإجابة السؤال الثاني وهو هل من الممكن أن تستخدم روسيا للسلاح النووي والبيولوجية في تلك الحرب فاعتقد أنها كانت نوعاً من الحرب النفسية التي اعلنت عنها في بداية الحرب عندما اصدر بوتن أوامره برفع استعداد قواته النووية في إشارة تهديد لدول العالم أن روسيا لديها امكانات نووية وبيولوجية لكن استخدام هذه الأسلحة عادة تتم عندما تعجز القوات الروسية عن تنفيذ مهامها بالأسلحة التقليدية وهذا أمر غير صحيح لأن حجم القوة النيرانية الصاروخية الجديدة لروسيا كانت كفيلة بتدمير أي أهداف تريد تدميرها>

كما أن استخدام الأسلحة النووية في تلك الحرب سيحول القتال التقليدي الي قتال نووي وهذا أمر يرفضه المجتمع الدولي لأنه يعني فناء البشر بالكامل كما أن استخدام السلاح النووي سوف يضم روسيا وبولندا في مهب انتشار السحب الذرية وهو أمر مرفوض للجميع .

كذلك فإن استخدام السلاح البيولوجي أمر لا يمكن إخفاءه في العصر الحديث حيث يمكن اكتشافه بسهولة بوجود أثار الاستخدام علي المباني وأوراق الشجر والطرق والمركبات وهو أمر لا يمكن لروسيا أن تقدم عليه خصوصاً كما قلت أن امكانياتها النيرانية الصاروخية التي عرضتها في هذه الحرب تجعلها قادرة علي تحقيق أهدافها العسكرية دون استخدام سلاح نووي أو بيولوجي لكنها كانت نوع من الحرب النفسية لردع الآخرين وحتي لا تفكر الولايات المتحدة ودول حلف الناتو من محاولة التدخل في تلك الحرب.

أما السؤال الثالث حول امكانية استغلال الصين الموقف الحالي العالمي وانشغال المجتمع الدولي بالحرب الروسية الأوكرانية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية للاستيلاء بالقوة علي جزيرة تايوان وضمها الي الصين مثلما فعلت روسيا عام 2014، وضمت شبه جزيرة القرم فإن الرد علي ذلك هو احتمال بعيد لأن الصين حالياً في مرحلة صعود اقتصادي كبير وأصبحت ثاني قوة اقتصادية في العالم بل أصبحت تهدد اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية والصين حالياً لا تريد أن يكون هناك عائق يوقف النمو والتقدم الاقتصادي الرهيب لها وأن الصين بدخولها أي حرب يعني توقف هذه التنمية الاقتصادية لأن الحرب مكلفة كذلك العقوبات المنتظرة التي يمكن أن تنفذها الولايات المتحدة ودول الناتو ضدها سوف تزيد من ضعف اقتصادها وبالطبع ستكون فرصة عظيمة لأمريكا لكي تستنزف الاقتصاد الصيني في تلك الحرب والأهم من ذلك أن موقف الصين مختلف عن روسيا .

حيث أن قضية تايوان ممكن أن تنتظر عدة أعوام حيث أن الصين ليست في عجلة منها عكس روسيا أنها كانت مضطرة لغزو أوكرانيا لأنها كانت علي وشك الدخول في حلف الناتو وبعدها لا يمكن لها غزوها لأنها ستكون في حماية الناتو من هنا فإن الصين ليست في عجلة من أمرها للاستيلاء علي تايوان الآن رغم أن القوات الصينية تقوم بعمل مناورات عسكرية حالياً في بحر الصين أمام جزيرة تايوان رغم أنه لأول مرة منذ قيام دولة تايوان أصدرت الحكومة هناك تعليمات للمواطنين بالاجراءات المطلوبةاتخاذها في حالة قيام الصين بغزو الجزيرة.

من هنا نتوقع عدم قيام الصين بتنفيذ عملية عسكرية علي تايوانفي الوقت الحالي حيث ستكتفي الصين بمعركتها الرئيسية وهي معركة زيادة قوتها الاقتصادية والاستثمارية خاصة في مشاريعها الجديدة مثل إعادة طريق الحرير القديم لتصل كل منتجاتها الي كل دول العالم في آسيا وأوروبا والتي من الممكن أن تخسر كل ذلك حالة قيامها بالهجوم علي تايوان في هذا التوقيت.

والسؤال الرابع هل قيام الولايات المتحدة ودول الناتو بدعم أوكرانيا حالياً بأسلحة دفاعية محدودة الفعالية يتم عن قصد والإجابة نعم لأن الولايات المتحدة تريد أن تطيل أمد هذه الحرب لاستنزاف روسيا اقتصادياً لذلك تقوم بإمداد أوكرانيا بهذه الأسلحة الدفاعية المحدودة التأثير.

علي أية حال تلك كانت بعض الأسئلة التي كانت تدور في أذهان العديد من المفكرين وأردنا توضيح الإجابة عنها بعد مرور شهرين من الحرب الروسية الأوكرانية.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم.

مقالات ذات صلة