احتفلت وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة يوم أمس الاثنين، بيوم التراث العالمي الذي يصادف 18 نيسان من كل عام تحت شعار “التراث والمناخ”، حيث أضاءت دائرة الآثار المواقع الأثرية في أنحاء المملكة كافة باللون البنفسجي احتفالاً بهذه المناسبة.
وتخلل الحفل الذي نظمته دائرة الآثار العامة تحت رعاية وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز، وحضور مدير عام الدائرة الدكتور فادي بلعاوي، وأمين عام الوزارة الدكتور عماد حجازين ومدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات، ومستشار الوزير هشام العبادي، ورؤساء الجمعيات السياحية والشركاء بالقطاع السياحي، العديد من النشاطات الثقافية والتراثية. وعلى هامش الحفل أقامت وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة افطاراً رمضانياً لعدداً من الأيتام وذلك بالتعاون مع دار رعاية الأيتام ووزارة التنمية الاجتماعية، حيث قامت الدائرة بتكريم الأطفال المشاركين، وفريق العمل المنظمين للحفل.
وقال الوزير الفايز “نحتفل مع العالم أجمع بهذا اليوم ونحن نمتلئ فخرًا واعتزازًا بما تم إنجازه من تسجيل ستة مواقع أردنية على قائمة التراث العالمي، ناهيك عن وجود 14 موقعًا أردنيًا على القائمة التمهيدية، منها ما تم الانتهاء من إعداد ملفه وسيتم السير بتقديمه قريباً ليتم تسجيله كموقع تراث عالمي، ومنها ملفات تعمل المؤسسات الوطنية وعلى رأسها دائرة الآثار بتجهيزها لتقديمها ضمن الإطار الزمني والفني المطلوبين”.
وأضاف “أن الأردن يتمتع بمجموعة استثنائية من المواقع الأثرية تمتد عبر تاريخ الوجود البشري بأكمله في المنطقة، إذ تملك هذه المواقع الأثرية والتراثية قيمة استثنائية عالمية مميزة، كما تملك بعض المواقع عددًا من القيم الاستثنائية ما يجعلها محط أنظار العالم أجمع، لافتاً الى أنه تم إدراج ستة من هذه المواقع على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في أوقاتٍ مختلفة، وهي البترا، قُصير عمرة، أم الرصاص، وادي رم، المغطس، وأخيرًا مدينة السلط”.
وتابع الفايز، أن الأردن ككل هو بحد ذاته يمثل قيمة استثنائية عالمية، فهذا الوطن العظيم، مهد الرسالات، ومقر الأنبياء، وحلقة الوصل بين قارات العالم القديم، ومعبر القوافل والحجاج، وكان وما زال وطنًا مميزًا ودومًا يحمل رسالة السلام، مؤكداً أن تاريخ المملكة وإرثها وآثارها هو رسالة سلام للعالم أجمع، ويعد الاردن متحفاً مفتوحاً لما يمتلكه من مقومات أثرية وتراثية غاية في الأهمية.
وقال “إن الهاشميين ودورهم التاريخي على مدار مئة عام من تاريخ تأسيس الدولة وضعوا نصب أعينهم الحفاظ على تراث الأمة وآثارها، وتعاظم هذا الاهتمام في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني والمغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، لافتاً الى توجيهات جلالة الملك للحكومة بضرورة الاهتمام بالتراث والإرث الثقافي والحضاري للمملكة.
وأكد الوزير الفايز، اهتمام وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة وهيئة تنشيط السياحة وكافة الشركاء في القطاع السياحي، بتنفيذ استراتيجية السياحة ورؤية ورسالة الأردن السياحية في جعله محط أنظار العالم ومحجًا للسياح من كافة دول العالم، مشيراً الى امتلاك القدرة والخبرات والكفاءات لمضاعفة مواقع التراث العالمي من ستة مواقع إلى أضعاف هذا العدد خلال مدد زمنية منطقية بما يحقق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بأن تكون السياحة أحد أهم محركات الأساسية للاقتصاد الأردني.
وأشار إلى دور وزارة السياحة والآثار، ودائرة الآثار العامة، في حماية مواقع التراث العالمي بالأردن وإدارتها بشكل ملائم، بصفتهما الجهتين الموقعتين على اتفاقية التراث العالمي، داعياً الشركاء كافة في القطاعين العام والخاص لدعم جهود هاتين المؤسستين في تقديم المنتج الثقافي والتراثي بأفضل صورة من خلال العمل المشترك وبرامج تمكين وتوعية وتعظيم وتقديم المواقع الأثرية والتراثية والسياحية الأردنية.
من جهته، قال الدكتور بلعاوي، إن وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة حملا على عاتقهما مسؤولية المحافظة على تراث الأردن الوطني والتراث الإنساني في العالم أجمع، وتقديمه للأجيال القادمة بأفضل صورة ليحملوا عنا في المستقبل هذا العمل الوطني العظيم الذي نتشرف جميعًا بحمله كأمانة في أعناقنا.
واضاف “نتشرف بثقة جلالة الملك عبدالله الثاني ونعاهده أن نعمل بجهد ومثابرة وتفانٍ في خدمة وطننا الحبيب والمحافظة على آثارنا وتراثنا وهويتنا الضاربة في جذور التاريخ وتقديمها بأفضل صورة”، مبيناً أن من أهم أهداف ومهام دائرة الآثار العامة التي تأسست مع بداية تأسيس الدولة، هو الحفاظ على الموروث الثقافي المادي للمملكة، وتقديمه بأفضل الوسائل الممكنة.
وأشار الى الجهود المشتركة التي بذلتها وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة وهيئة تنشيط السياحة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وسلطة إقليم البترا التنموي السياحي، وهيئة موقع المغطس، وبلدية السلط الكبرى، وكافة الشركاء، في الحفاظ على الموروث الإنساني واستمراريته، وتوعية الأجيال القادمة والشباب بأهمية الحفاظ على التراث والمواقع الأثرية وموروثنا الإنساني.
وبين أن الحفاظ على التراث هو محور عمل مشترك بين الدولة والمجتمع المدني والخبراء المتخصصين، ويتعدى الاهتمام بجزئية التراث العمراني والمعماري إلى التراث غير المادي الذي يتمثل في العادات والتقاليد والمأثورات الشعبية، لافتاً الى أن الربط بين كافة محاور التراث هو الأساس في عملية الحفاظ وهذا يتطلب تعاون مستمر وكبير بين كافة الشركاء في داخل الوطن والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية التي تحرص الوزارة والدائرة كل الحرص على التعاون معها.
وأكد أن الأردن غنيٌ بتراثه الحضاري والثقافي، حيث تسعى دائرة الآثار العامة بالتعاون مع المؤسسات الوطنية كافة، إلى وضع التشريعات والضوابط التي تحدد آليات الحفاظ عليه، مع ضمان استمرارية الاستدامه لهذا التراث، مبيناً أن الدائرة انتهت من وضع مسودة مشروع قانون الآثار، ليكون قانونًا يتناسب مع المتطلبات الوطنية والعالمية في الحفاظ على تراثنا، ويحقق النقاط الأساسية في المفهوم الجديد للحفاظ على التراث الإنساني ألا وهي “الحماية، الاستدامة، الاستثمار”.
كما اشتمل الحفل ايضاً على فقرات متنوعة كفقرة الآثاري الصغير (سؤال وجواب)، وكذلك افتتاح معرض الأردن بوابة التراث العالمي.