جامع الخلفاء فى العراق يعتبر هذا المسجد من المعالم الرئيسية والتاريخية الهامة فى مدينة بغداد عاصمة العراق وقد تم بناؤه فى الفترة بين عامى 289 – 295 هـ/ 901 – 907م ، وهو يقع بالتحديد فى محلة سوق الغزل قرب الشورجه ، وتم بناؤه على يد الخليفة على المكتفى بالله لكى يكون المسجد الجامع لصلاة الجمعة فى شرقى القصر الحسنى.
وكان يعرف بجامع القصر ثم أطلق عليه اسم جامع الخليفة وسمى بجامع الخلفاء فى الفترة الأخيرة ، ولهذا المسجد منارة جميلة وتعتبر من المنارات أو المآذن التاريخية والمتميزة بعمارتها وهى الأثر المعمارى الوحيد الباقى من دار الخلافة العباسية ومساجدها ، وقد أقيمت هذه المئذنة منذ أكثر من سبعة قرون وتم بناؤها من مادة الأجر أو الطوب الأحمر فقط ،
وتبدو النقوش المحيطة بالسطح الدائرى بأشكالها المعينة البسيطة ، كما لو كانت قد صففت لتبرز من خلال الظلال المتباينة فى الخط الأجرى ، وكانت تعتبر أعلى مئذنة يمكن رؤية بغداد من عليها ، وكان ارتفاعها خمسة وثلاثون متراً ، وهى تعبر عن جلال بناء قصور الخلافة العباسية ، ولقد سقطت المئذنة وتم هدم الجامع عام 670 هـ/ 1271م ثم تم إعادة بناء كل من المسجد والمئذنة مرة أخرى فى عام 678 هـ/ 1279م.
ويعتبر جامع الخلفاء ببغداد أحد الجوامع الثلاثة الكبيرة بهذه المدينة ذات التاريخ العريق والإثنان الأخران هما جامع المنصور وجامع الرصافة ، وكانت تقام فيه وفى غيره صلاة الجمعة خلال القرون الأربعة الأخيرة من الخلافة العباسية ، وكان أيضاً هو الجامع الرسمى للدولة العباسية ففيه تقرأ عهود القضاة ويصلى على جنائز الأعيان والعلماء وتعقد فيه حلقات العلم للفقهاء والمحدثين والمناظرين ، وفى ساحته كانت تجرى كثير من المظاهر الخاصة بالحياة الاجتماعية والتجارية لأهل بغداد.
وتجدر الإشارة إلى أن مئذنة هذا الجامع قد سميت باسم منارة سوق الغزل نظراً لأن الجامع قد قطعت أرضه وأنشئ فى أحد جوانبه الشرقية سوق للغزل ، ثم سقطت وأعيد بنائها من قبل الوالى العثمانى سليمان الكبير (1193 – 1217 هـ/ 1779 – 1802م) وشيد كذلك جامعاً فى غرب هذه المئذنة ويعرف بجامع سوق الغزل وقد بقى قائماً حتى عام 1907م ، حيث تم هدمه لأجل فتح شارع الجمهورية فى بغداد والذى يمر فى سوق الشرجه ، وقد شيد الوالى سليمان باشا فى جامع سوق الغزل مدرسة علمية يدرس فيها العلوم العقلية والنقلية وقد تصدر للتدريس فيها علماء بغداد وأعيانهم ومنهم الشيخ يحيى الوترى والشيخ عبد الله الموصلى ثم ابنه محمد أفندى الموصلى ثم زالت معالمها وتم هدمها عند بناء وفتح شارع الجمهورية.