آثار ومصرياتأخبار عاجلةالمنطقة الحرة

“الدكتور محمد عبد اللطيف” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات بعنوان” منارات إسلامية فى البلاد العربية” : مسجد صنعاء باليمن

في يوم 27 أبريل، 2022 | بتوقيت 2:00 مساءً

مسجد صنعاء باليمن عُرفت بلاد اليمن منذ القدم باسم بلاد اليمن السعيدة ، وذلك لكثرة ما كان فيها من الخيرات ولهذا يقال أن اسمها مشتق من اليمن وهو الرخاء الكبير ، ولليمن دور كبير فى التاريخ القديم وكذلك فى التاريخ الإسلامى فيعتبر اليمينون وقبائلهم من أوائل من دخلوا فى الإسلام ، وقد ذكرت كتب السيرة بأن قد جاء للنبى محمد صلى الله عليه وسلم وفد من أهل نجران باليمن وهو فى مكة فاستمعوا إليه ومالوا إلى تصديقه حتى أن مشركوا مكة تعرضوا لهم بقبيح الكلام ، كما ان هناك الكثيرين أيضاً وفدوا على النبى صلى الله عليه وسلم من اليمن بعد الهجرة ومن بين هؤلاء الوفود وفد أبو موسى الأشعرى رضى الله عنه هو وقومه وقد قال فيهم النبى صلى الله عليه وسلم “أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة ، الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، والجفاء والقسوة والغلظ غلظ القلوب فى الغدادين من أهل العرب” ، ومنذ دخول أهل اليمن إلى الإسلام أصبح لهم دور بارز فى نشر الإسلام من خلال مشاركتهم فى الفتوحات الإسلامية فى عصر الخلفاء الراشدين والعصور التالية له.

أما عن عاصمة اليمن وهى مدينة صنعاء فهى تعد من أقدم مدن التاريخ وقد ذكر كثير من المؤرخين محاسنها فقد قال عنها الهمدانى “صنعاء هى أم اليمن وقطبها لأنها فى الوسط منه” كما قال ياقوت الحموى ” صنعاء قصبة اليمن وأحسن بلادها وهى تشبه دمشق فى بلاد الشام لكثرة فواكهها وتدفق مياهها” وقال عنها المؤرخ عمارة بن الحسن “ليس بجميع اليمن أكبر ولا أكثر مرافق وأهلاً من صنعاء ، وهو بلد فى خط الاستواء لأنها من الاعتدال بحيث لا يفكر الإنسان فى تركها طوال عمره صيفاً ولا شتاءاً”.

ويعتبر مسجد صنعاء هو المسجد الجامع والكبير فى هذه المدينة كما أنه من أقدم المساجد فى الإسلام فقد كانت لبناته الأولى ترجع إلى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أنه كان يهتم باليمن اهتماماً كبيراً فأرسل لها والياً عليها معاذ بن جبل ومعه مجموعة من الصحابة من أمثال وبر بن يمنس الأنصارى وهو ذلك الرجل الذى ينسب إليه بناء مسجد صنعاء الأول وقد كان مسجداً صغيراً مربع يبلغ طول ضلعه إثنا عشر متراً تقريباً ثم جاء عهد الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك الذى أمر والى اليمن أيوب بن يحيى الثقفى أن يقوم بتجديد وإعادة بناء مسجد صنعاء وقام بالفعل بعمل ذلك فأصبح المسجد يتكون من ثلاثة أروقة محيطة بصحنه وفيه إثنا عشر عموداً كما تم تجديد المسجد مرة أخرى فى عصر العباسيين عام 136 هـ/ 753م ، وفى عام 265 هـ/ 878م نزل سيل عظيم جارف ضرب الجامع فقام أمير اليمن محمد بن يعفر بعمارته وتجديده وتوسعته ، كما جددته أيضاً الأميرة أروى بنت أحمد الصليحى التى زادت فى المسجد الجناح الشرقى وهو قسم كبير فى المسجد ولهذا يطلق عليه بعض الناس مسجد أروى.

أما عن المسجد الحالى فى صنعاء فقد جاء تخطيطه مستطيل بطول 84.5م من الجنوب إلى الشمال ، وبعرض 69.5م من الشرق إلى الغرب وله 183 عمود و 12 باب وصحن الجامع من الداخل مربع مساحته 4000 متر مربع ويتسع الصحن لصلاة ألفى مصلى ، ولمسجد صنعاء مئذنتين ارتفاع كل منهما 17 متر وهما من الطراز اليمنى المتأثر بالطراز العثمانى وإحدى هاتين المنارتين شرقية والأخرى غربية.

الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف
الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

بقلم

الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف

عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بجامعة المنصورة

مساعد وزير الآثار السابق

رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الأسبق

بالمجلس الأعلى للآثار

   

مقالات ذات صلة