آثار ومصرياتأخبار عاجلةالمنطقة الحرة

“الدكتور محمد عبد اللطيف” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات بعنوان” منارات إسلامية فى البلاد العربية” : مسجد الأمير عبد القادر بالجزائر

في يوم 21 أبريل، 2022 | بتوقيت 2:00 مساءً

مسجد الأمير عبد القادر بالجزائر  ..الجزائر بلد المليون شهيد رمز الصمود والدفاع عن الشرف والكرامة ورفض وجود الاحتلال على أراضيها مهما كان الثمن غالياً وبالفعل فقد كان غالياً جداً وهو مليون شهيد.

والجزائر ذلك البلد العربى المسلم لها تاريخ عريق ارتبط بموقعها الجغرافى وهذا التاريخ كان هو المهد والبداية لعديد من الحضارات البدائية إلا أن تاريخها المكتوب لم يبدأ إلا مع احتكاكها بالرومان وقد تشكلت دولة الجزائر من ثلاثة مناطق رئيسية هى المغرب الشرقى والأوسط والغربى .

ومسجد الأمير عبد القادر قسنطينة من أهم الأماكن السياحية في الجزائر، ويعد مسجد الأمير عبد القادر في مدينة قسنطينة من أكبر مساجد الجزائر حيث تبلغ مساحته 13 هكتار، ويتسع المسجد لـ 15 ألف مصلي، يتميز بعلو مئذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل واحدة 107م وارتفاع قبته64م،ويعد من أجمل مساجد الجزائر لما فيه من زخرفات رائعة تضفي عليه جمالًا ساحرً، يعتبر آية من آيات الفن المعماري الإسلامي و قد أسهم في إنجازها عدد كبير من المعماريين المسلمين المختصين في العمارة الإسلامية من ذوي الكفاءات العالية.

مسجد الأمير عبد القادر بالجزائر

يطل على الأربع جهات نحو المنظر الجميل، واحد من أرقى أحياء قسنطينة، و حي فيلالي والجامعة المركزية وحي قدور بومدوس. ونشير إلى أن المهندس المصري مصطفى موسى الذي يعدّ من كبار المهندسين العرب هو الذي قام بتصاميم المسجد والجامعة. ويهزك مسجد الأمير بمجرد ولوجك إليه بزخرفته الراقية وباحتوائه على أضخم ثريّا بالجزائر وأشكال جمالية أبدع فيها جزائريون وعرب.

يبهرك منظره بهندسته المعمارية الرائعة ويعدّ إحدى التحف التي أبدعتها يد الإنسان في العصر الحاضر، وإن إنجازه بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي، كان ثمرة تعاون بين بعض المهندسين والتقنيين من مصريين ومغاربة، إضافة إلى المساهمة الكبيرة للمهندسين والفنيين والعمال الجزائريين، ويتسمع المسجد لنحو 15 ألف مصل.

وقد بدأ دخول الإسلام إلى الجزائر عن طريق المسلم أبو المهاجر دينار ثم من بعده على يد القائد العربى الشهير عقبة بن نافع وظلت الجزائر منارة عالية من منارات الإسلام حتى فى ظل وجود الاحتلال الفرنسى الذى بدأ فى عام 1830م والذى قام بنزع أملاك الجزائريين بل أنهم سمحوا فى عام 1870م للمستوطنين الأوربيين بتوسيع نفوذهم إلى المناطق التى يسكنها الجزائريين إلا أن الشعب الجزائرى لم ييأس وكافح وناضل بكل قوة حتى تم إعلان استقلاله فى 5 يوليو 1962م.

وقد كان من بين المجاهدين الجزائريين الأمير عبد القادر ويعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وقد ولد فى سنة 1807م وفى سنة 1827م صحب والده إلى الحج فطاف معه عواصم الشرق وتعرف على كبار الشخصيات العلمية والدينية والسياسية .

وقد تم مبايعته من الجزائريين لقيادتهم فى النضال ضد الاحتلال الفرنسى بدءاً من عام 1833م وقد ظل يكافح حتى توقف عن الجهاد عام 1848 ، ولجأ إلى خارج الجزائر حيث وضع تحت الإقامة الجبريــة في فرنسا من عام 1848 إلى 1852 حيث سافر إلى بورصة عاصمة العثمانيون الأولى سنة 1852 ثم انتقل إلى الأستانة (استنبول) عام 1853 و منها انتقل إلى دمشق حيث عاش حتى وفاته سنة 1883. و أهم مؤلفاته : المواقف، و كتاب المقراض, الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام من أهل الباطل و الإلحاد، و ذكرى العاقل و تنبيه الغافل.

الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف
الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

بقلم

الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف

عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بجامعة المنصورة

مساعد وزير الآثار السابق

رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الأسبق

بالمجلس الأعلى للآثار

   

مقالات ذات صلة