آثار ومصرياتأخبار عاجلةالمنطقة الحرة

“الدكتور محمد عبد اللطيف” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات بعنوان” منارات إسلامية فى البلاد العربية” : “المسجد الأُموى بدمشق بسوريا ”

في يوم 16 أبريل، 2022 | بتوقيت 2:00 مساءً

المسجد الأُموى بدمشق بسوريا ..لهذا المسجد قصة تدل على عظمة الدولة الإسلامية وقوتها حيث أن هذا المسجد يقوم فوق بقعة مقدسة أصلها معبد وثنى ثم أقام عليها المسيحيون كنيسة القديس يوحنا التى تهدمت فأقام مكانها الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك هذا المسجد.

أما القصة فهى أن الوليد استقدم لبناء الجامع الجديد عدداً كبيراً من الصناع والبنائين من مختلف أنحاء العالم الإسلامى وقيل أنه كتب إلى ملك الروم يأمره أن يوجه إليه مائتى صانع من بلاده وأن ملك الروم أجابه إلى ما طلب وحين أراد الوليد تجديد الجامع بعد فترة من البناء كتب إلى ملك الروم قائلاً : “إنا نريد أن نعمر مسجد نبينا الأعظم فأعنا فيه بعمال وفسيفساء” فبعث إليه الإمبراطور بأحمال من فسيفساء وبضعة وعشرين عاملاً.

وذكر ابن جبير أنه وجه إلى ملك الروم بالقسطنطينية يأمره بإرسال اثنى عشر ألفا من الصناع من بلاده وتقدم إليه بالوعيد فى ذلك إن توقف عنه فامتثل ملك الروم لأمره مذعنا وذلك بعد كثير من المراسلات المتبادلة مع الوليد بن عبد الملك.

ويعتبر المسجد الأموى بدمشق من أهم العمائر التى تنسب إلى الأمويين فقد شيده الخليفة الوليد بن عبد الملك بين عامى 88 : 96هـ/ 707 : 714م والمسجد الأموى مستطيل التخطيط وله ثلاثة مداخل محورية كما توجد فى أركانه أربعة أبراج تعتبر المآذن الأولى فى الإسلام ولاتزال إحداها باقية إلى الآن وهى الموجودة فى الركن الجنوبى الغربى. ولقد عنى الوليد بن عبد الملك ببناء جامع دمشق حاضرة الدولة الأموية عناية كبيرة وبلغ فى بنائه الغاية فى التألق والإتقان وجعل منه بحق تحفة من تحف فن العمارة الإسلامية فى عصر مبكر لم يكن فيه للمسلمين آثار تذكر. واستغرق بناء الجامع ثمانى سنوات وأنفق فيه نفقات كثيرة. (قيل أنها بلغت مائة صندوق فى كل صندوق ثمانية وعشرون ألف دينار ومائتا ألف دينار).

فلما تم بناء المسجد قال الوليد بن عبد الملك لأهل دمشق: (يا أهل دمشق أنكم تفخرون على الناس بأربع: بهوائكم ومائكم وفاكهتهم وحماماتكم. فأحببت أن أزيدكم خامسة وهى هذا المسجد.

الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف
الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

بقلم

الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف

عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بجامعة المنصورة

مساعد وزير الآثار السابق

رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الأسبق

بالمجلس الأعلى للآثار

   

مقالات ذات صلة