أطلق عليه هذا الاسم المسجد الأقصى ببيت المقدس بفلسطين لأنه كان أقصى المساجد بالنسبة لأرض الإسلام وقتئذ ثم أطلق هذا الاسم على الحرم القدسى كله حين نزل قول الله عز وجل فى الآية الأولى من سورة الإسراء: بسم الله الرحمن الرحيم “سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير” صدق الله العظيم.
ومنذ ذلك الحين صار لهذا المسجد مكانته العظيمة فى نفوس المسلمين فهو أولى القبلتين وإليه صلى كل الأنبياء والرسل وإليه كان يصلى الرسول محمد بن عبد الله “صلى الله عليه وسلم” حتى كان نصف شعبان من السنة الثانية للهجرة حين نزل جبريل بالوحى على رسول الله من عند ربه بتغيير القبلة إلى المسجد الحرام فتوجه النبى فى صلاته نحو الكعبة وكان قد صلى من قبل نحو القدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً.
وقيل فى بناء المسجد الأقصى أنه من عمل آدم عليه السلام وقيل بناه سام بن نوح وقيل يعقوب بن اسحاق عليهما السلام وقيل بناه داوود وابنه سليمان عليهما السلام والصحيح أنهما بنيا الهيكل لا المسجد الأقصى ولا يستبعد أن سيدنا إبراهيم هو الذى بناه بعد أن وضع قواعد البيت الحرام بأربعين سنة فقد كان إبراهيم يعيش فى فلسطين ، ولذا فإن الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم” كان يتوجه إلى الأقصى فى صلاته قبل تحول القبلة إلى الكعبة المشرفة لأنها قبلة إبراهيم وليس داوود ، والله عز وجل يقول : “ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً” فعلى ذلك يكون من الأرجح أن الأقصى أقدم تاريخا من عهد داوود وسليمان وبذلك تبطل كل إدعاءات اليهود المعتدين على هذا المسجد.
أما المسجد الأقصى القائم حالياً فقد أجمع الكثير من المؤرخين إلى أن بناءه يعود إلى عهد عبد الملك بن مروان الذى بناه عام 74 هـ/ 693م ، وهو يقع على بعد خمسمائة متر تقريبا من مسجد الصخرة جنوبا وبعض المؤرخين ينسب بناؤه إلى الوليد بن عبد الملك وعلى أية حال فإن المسجد الحالى يعود بناؤه إلى العصر الأموى.