قبــة الصخــرة ببيت المقدس بفلسطين ..لبناء هذه القبة قصة طريفة فيقال أن الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان الذى يرجع إليه الفضل فى إنشائها كان يرمى من وراء ذلك إلى غرض معين وهو تعظيم الصخرة المقدسة وإحاطتها بسياج يحفظها من عبث العابثين.. وقيل أيضاً أنه أراد أن يقيم بناء ينافس عظمة بناء كنيسة القيامة المجاورة لها خشبة أن تؤثر ضخامة هذه الكنيسة فى قلوب المسلمين فاعتزم أن يبنى قبة مثلها أو أحسن منها.
ولهذا فقد شرع الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان فى بناء قبة الصخرة فى عام 71 هـ/ 690م وأتم بناءها فى عام 72 هـ / 691م واختار لبنائها أكثر المواضع ارتفاعا من ساحة الحرم الشريف ببيت المقدس وهو المكان الذى قيل أن إبراهيم عليه السلام افتدى فيه ابنه وهو المكان الذى صعد منه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء على البراق ليلة الإسراء والمعراج.
وقبة الصخرة كان يطلق عليها فى بعض الأحيان اسم جامع عمر لأن الخليفة عمر بن الخطاب قد أقام فى هذا الموضع مسجداً عند زيارته لبلاد الشام عام 16 هـ/ 637م زمن الفتح الإسلامى لفلسطين وأقيم بالفعل فى هذا الموضع مصلى من الخشب سمى بمسجد عمر. فلما كانت أيام الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان أمر بإنشاء هذه القبة فسميت بقبة الصخرة نسبة إلى الصخرة المقدسة والقبة تقع فى وسط هضبة صخرية واسعة تسمى الحرم الشريف ويقع على امتداد محورها الرئيسى المسجد الأقصى.
وقبة الصخرة بناء حجرى مثمن طول ضلعه 20.50 متر ، تتوسطه قبة شديدة الارتفاع مصنوعة من الخشب ومغطاة من الخارج بطبقة من الرصاص ومكسوة من الداخل بطبقة جصية وتقوم القبة على رقبة اسطوانية تنفتح فيها 16 نافذة.
أما الصخرة المقدسة فهى قطعة من الصخر غير منتظمة طولها 18 مترا من الشمال إلى الجنوب وعرضها 13 مترا من الشرق إلى الغرب وأكثر أجزائها ارتفاعا لا يتجاوز مترا ونصف متر وفى أسفلها غار كبير بداخله محراب صغير غير مجوف ينسب للخليفة عبد الملك بن مروان كما يوجد محراب آخر يعرف باسم قبلة الأنبياء.
وتزدان قبة الصخرة من الداخل بزخارف رائعة من الفسيفساء تمثل مناظر الأشجار.