تسبب تأخير الأجهزة الأمنية المصرية فى إصدار الموافقات الأمنية لسفر الأخوة المسيحيين إلى الحج بالقدس وعدم إعلان الضوابط الخاصة بسفرهم وفقاً لما تُصدره الأجهزة الألأمنية من قواعد وإشتراطات للمسافرين ، فى إحداث حالة من التوتر والإضطراب بين المسافرين والشركات المنظمة لهذه الرحلات بعدما ألقى العديد من المسافرين عدم إصدار تصاريح الخروج من مصر على الشركات السياحية وتقاعسها فى هذه الإجراءات رغم إصدار الجانب الإسرائيلى التأشيرات للمسافرين وأرسلت الكشوف للشركات السياحية لتنفيذها .
تأخير الأمن فى إصدار هذه التصاريح والموافقات كانت وراء قيام البعض من المسافرين بالذهاب إلى وزارة السياحة والآثار للتساؤل والإستفسار حول مدى دقة الشركات السياحية فى تنفيذ برامجها المُعلنة من قبل خاصة وأن هناك البعض من هؤلاء المسافرين كانوا قد حجزوا هذه الرحلات منذ عامين وتسببت جائحة كورونا فى عدم سفرهم ورفضوا سحب قيمة البرامج على آمل تنظيم هذه الرحلات خلال عام 2021 إلا إن الإجراءات الوقائية والإحترازية من عدم تفشى فيروس كورونا داخل إسرائيل وكذلك مصر كان سبباً آخراً لعدم تنفيذ الرحلات فى 2021.
الشركات السياحية المنظمة لرحلات المسيحيين المصريين للحج بالقدس، حملت الأمن المصرى المسئولية وراء هذا التأخير فى إصدار الموافقات الأمنية ، مشيرين إلى إنهم أنهوا كافة إجراءات الرحلة من حجز تذاكر الطيران والإقامة والإنتقالات وفقاً للبرنامج المعتمد من وزارة السياحة والآثار .
وأعربت الشركات السياحية المنظمة لهذه الرحلات والتى يصل عددها نحو 30 شركة سياحية معتمدة عن مخاوفها من إستمرار حالة الغموض فى إصدار الموافقات الأمنية إلى الموعد المحدد لسفر أول الأفواج يوم 14 إبريل الجارى ،لإلغائها هذا العام بسبب تأخير الموافقات الأمنية.
وبالتالى تتكبد الشركات السياحية وليس العملاء قيمة الحجوزات المسددة للفنادق بالقدس ، وكذلك تكاليف عقود الإركاب ( النقل ) للحجاج المسيحيين والتى تم إبرامها مع شركات النقل الإسرائيلية وفقاً لما تشترط عليه السلطات الإسرائيلية من تأمين الأفواج السياحية القادمة عبر شركات نقل معتمدة ومدرجة بالأمن الإسرائيلي .
يذكر أنّ شركة مصر للطيران، ستتولى هذا العام بصورة حصرية، نقل المسيحيين المصريين الراغبين في أداء حج الأقباط إلى القدس.
من جانبه أعرب صبري يني، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة ، وأحد أصحاب الشركات المنظمة لرحلات الحج للمسيحيين المصريين للقدس ، عن رغبته فى إنهاء إجراءات الإفراج عن التصاريح الأمنية والضوابط الخاصة بسفر المصريين المسيحيين للقدس للحج هناك ، من حيث السن والإشتراطات الصحية والأمنية الأخرى ، مشيراً إلى أن الوقت قد داهم الشركات ولم يعد وفقاً للموعد المحدد لسفر الأفواج المسيحية للقدس ما يقرب من ثمانية أيام.
موضحاً إنه فى حالة التأخير أكثر من ذلك فسيكون مصير هذا الموسم مثلما كان فى العاميين الماضيين 2020 ، 2021 وهو الإلغاء مع الفارق ، بأن العامين الماضيين كانت إجراءات كورونا وراء إلغائهما ، فى الوقت الذى سمحت فيه إسرائيل هذا العام بتنظيم الرحلات وفتحت الباب لإستقبال الحجاج المسيحيين.
وأشار ينى إلى أنّ عدد الأقباط المصريين الذين صدرت لهم تأشيرات دخول القدس من السلطات المسئولة هناك، يتراوح بين 350 إلى 4000 مصري، موضحاً أن هذه الأعداد بالمقارنة بالاعوام السابقة لجائحة كورونا قد شهدت تراجعاً كبيراً ، وأن تراجع أعداد الذين تقدموا لأداء الحج هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية،
وأرجع ينى ،هذا لسببين، الأول هو التخوف من إمكانية إلغاء الحج مثلما تم العامين الماضيين، والثاني وجود تخوفات بوجود أعداد ليست بالقليلة من السفر، مع استمرار فيروس كورونا، خاصة أنّ معظم المسافرين من كبار السن.
ومن جهته قال وجيه رزق الله، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، إنه نظرًا لإلغاء موسم حج الأقباط للقدس لعامين متتاليين بسبب فيروس كورونا فإن الشركات تمهلت هذا العام في الحصول على كامل قيمة البرنامج من المسافرين لحين التأكد الكامل من إقامته، موضحًا أنه ينتظز صدور ضوابط السفر للقدس والموافقات الأمنية إثبات حُسن النية والمصداقية للشركات السياحية المنظمة لهذه الرحلت الدينية.
يذكر أن أديب جودة، أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس ، قد أعلن قى تصريح صحفى سابق أنه لن يتم السماح بدخول جميع الحجاج للاحتفال بعيد القيامة يوم سبت النور، وذلك لأن الشرطة تغلق المعابر ولا تسمح بدخول من لا تصريح لهم للوصول إلى كنيسة القيامة يوم السبت النور.
مٌضيفًا: وذلك لأن الاحتلال يفرض الأعداد المشتركة باحتفال سبت النور، لجميع الطوائف لذلك تكون الأعداد نسبيًا قليلة.
وقد أطلقت الشركات السياحية ، الترويج والتسويق لرحلات الحج المسيحي للقدس، خلال شهرى يناير وفبراير الماضين لهذه الرحلات بأسعار تترواح ما بين 15 ألف جنيه و25 ألف جنيه وفقاً لمستويات الإقامة والإنتقالات وهو السعر لا يشمل التأمين الصحي الدولي للسفر، والفيزا، وكافة الموافقات الأمنية، والتأمين الصحي ضد كوفيد، والإقامة.
برنامج الحج المسيحي السنوي
يشمل البرنامج السنوي للحجاج الأقباط زيارة المعالم المسيحية في مدينة القدس للاحتفال بعيد القيامة، وهي «عين كارم، وكنيسة يوحنا المعمدان، وحقل الرعاة، ثم التوجه إلى بيت لحم لزيارة مغارة الحليب، وكنيسة المهد.
https://www.facebook.com/Istrabus/videos/290261126088712
كما يتضمن البرنامج زيارة أريحا، وهناك يصعدون إلى جبل التجربة وزيارة الكنيسة فى قمته، ثم التوجه إلى شجرة زكا، قبل أن يطلوا على وادى قمران، الذي اكتشفت فيه مخطوطات العهد القديم، وبعد ذلك ينتقلون إلى بحر الشريعة، لمن يرغب فى النزول بالملابس البيضاء للتبرك، و جبل الزيتون يكون على جدول الزيارة، كى يحظى الحجاج بإطلالة عامة على مدينة القدس من أعلى الجبل، وتبدأ الزيارة من بيت فاجى ثم كنيسة الصعود وكنيسة أبانا التى توجد بها كتابة للصلاة الربانية بجميع لغات العالم.
وبعد ذلك تتم مشاهدة الكنيسة الروسية ذات التيجان الذهبية، ثم كنيسة الدمعة، وهى مكان بكاء السيد المسيح، قبل النزول حتى بستان جثسيمانى لزيارة كنيسة كل الأمم، وبعد ذلك قبر القديسة مريم العذرا، وزيارة كنيسة القيامة والكنيسة القبطية ودير السلطان.
ثم يقصد الحجاج مدينة الناصرة لزيارة كنائس البشارة وقانا الجليل والتبغا أو عين السبع، وهى كنيسة معجزة الخبزات الخمس والسمكتين، ثم الصعود إلى جبل التطويبات، قبل التوجه إلى كفر ناحوم لزيارة منزل حماة التي شفاها السيد المسيح من الحمى.
ويتم الصعود إلى جبل طابور لزيارة كنيسة التجلى، مع نهاية الرحلة، يكون على الحجاج زيارة جبل صهيون، حيث قبر الملك داود، وكنيستى صياح الديك ونياحة مريم العذراء، ثم المشي على خطى السيد المسيح فى طريق الآلام عبر 14 مرحلة، والتوجه إلى منزل قيافا، حيث حبس المسيح، والمرور بالتتابع على كنائس القديسة حنا وبير سلوام والجلد، حتى الوصول إلى كنيسة القيامة التى تحتوى على الجلجثة، أى مكان صلب المسيح، وعمود الجلد ومكان التكفين والقبر المقدس، والختام يكون مع حضور خروج النور المقدس من قبر السيد المسيح.