السياحة تشكل 14% من الدخل القومي للأردن وانتعاشة سياحية بدأت من الربع الأخير لعام 2021
وجه نايف حمدي الفايز، وزير السياحة والآثار الأردنى، الشكر للدولة المصرية على استضافة الاجتماع 48 للجنة الإقليمية للشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالمية، وبحضور وزراء السياحة العرب، مؤكدا على عمق ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين الأردن ومصر في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وأخيه الملك عبدالله الثاني.
وقال الفايز، في تصريحات خاصة لـ”المحروسة نيوز”، إن المملكة الأردنية عانت مثل باقي المقاصد الدولية من تراجع الحركة السياحية خلال الفترة الماضية، وهو ما دعا لتركيز مناقشات اللجنة الإقليمية بمصر على أهمية صناعة السياحة بالنسبة للدخل القومي للدول، وتأثيرها على شريحة كبيرة من المواطنين وليس فقط العاملين بالقطاع بل العاملين بصناعات أخرى كثيرة ترتبط ارتباطا مباشرا بقطاع السياحة.
تبادل الخبرات
وأضاف الوزير، أن اجتماعات المنظمة ناقشت أيضا أزمة كبرى تواجه الدول التي تعتمد على صناعة السياحة بشكل خاص، وهي التعامل مع العنصر البشري، سواء بالتدريب وصقل المهارات أو التعاون بين دول الجوار في إعداد قاعدة بيانات مشتركة لتبادل الخبرات، مشيرا إلى أن الأيدي العاملة تعد عنصرا أساسيا في العملية السياحية، وينعكس النهوض بهذا العنصر على المجتمع المحلي الذي يعد جزءا لا يتجزأ من العملية السياحية.
التوعية السياحية أزمة حقيقية لصناعة السياحة
وتابع الفايز، بأن الصناعة تواجه أزمة في التوعية السياحية، وحاولت الأردن أن تكون السياحة جزءا من مناهج التعليم الدراسية، ولكن الأمر لا يزال مشروعا متواضعا على المستوى العربي، موضحا أن مادة السياحة لابد وأن تكون عنصرا تعليميا واضحا يساهم في تهيئة المجتمع المحلي والمواطن في كافة الدول.
السياحة تُشكل نحو14% من الدخل القومي للأردن
ونوه إلى أن السياحة شكلت بين 13 الى 14% من الدخل القومي للأردن، وفي عام 2020، تراجع دخل السياحة إلى نحو 76% مقارنة بأعداد 2019، وكان للتراجع تأثيرا واضحا على الاقتصاد الأردني، وقد بدأ التعافي تدريجيا في النصف الثاني من عام 2021، وحدثت انتعاشة في الربع الأخير تحديدا من العام نفسه، قبل أن يظهر المتحور أوميكرون الذي عرقل الحركة مجددا مثلما حدث في مصر وكافة المقاصد السياح منية، ولا يزال التراجع مستمرا حتى بداية العام الحالي.
زيادة أعداد السيّاح والزائرين إلى المملكة الأردنية منذ بداية مارس الحالي
تسهيلات فى إجراءات دخول الأردن
وأكد الفايز، أن بلاده أطلقت حزمة من الإجراءات لتخفيف قيود الدخول، وتم الإعلان عنها الشهر الماضي، وكانت النتيجة مبشرة للغاية، لافتا إلى أنه بشكل عام فإن التعافي الكامل سيبدأ تدريجيا ولكن ليس قبل عام 2024، حتى تعود الحدود الدولية للانفتاح وحرية السفر، وإذا ما ظهر المتحور أوميكرون كانت العودة ستكون أسرع وبشكل يفوق التوقعات.
برامج سياحية مشتركة بين مصر والأردن
وحول التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في قطاع السياحة، قال الوزير: “السياحة الدينية المسيحية لها أهمية كبرى لدى المملكة الأردنية الهاشمية التي تملك أرضا مقدسة يقبل عليها ملايين المسيحيين من مختلف أنحاء العالم عبر نهر الأردن.
تعاون وتكامل ولا منافسة
وهناك تعاون كبير مع مصر بالتنسيق بين سفارات البلدين، حيث يتم وضع برامج سياحية مشتركة تشمل مناطق ترفيهية يتم ضمها للرحلة الدينية.. وأنا أدعو كافة المصريين لزيارة الأردن والاستمتاع بمميزاتها السياحية والتاريخية الكبيرة”، وبين أن مصر والأردن لا يتنافسان بل تتكاملان معا.
زيادة أعداد السيّاح والزائرين إلى المملكة الأردنية منذ بداية مارس الحالي
تنشيط الحركة البينية بين مصر والأردن
وتابع: “عملنا على تسهيل إجراءات الدخول للسائحين المصريين، وخلال زيارة ولي العهد الأردني للرئيس المصري، تم التباحث حول أهمية التعاون السياحي بتسهيل السياحة الدينية ودخول الأقباط المصريين لنهر الأردن، وكذا تدريب العاملين والطلاب الأردنيين في الجامعات المصرية، وذلك نظرا لتواضع السياحة البينية بين البلدين التي تضع كلا منهما في المرتبة 13 بالنسبة للوجهات المفضلة للأخرى، علما بأنه يمكن لشعبي البلدين التجول بينهما والاستمتاع بالآثار والشواطئ في كليهما، وتستفيد الأردن من خبرات مصر في المتاحف وكيفية تطويرها وتقديمها للعالم، باعتبار الآثار عنصر رئيسي في تسليط الضوء على المقصد السياحي، وقد ناقشنا ذلك أنا والدكتور خالد العناني وزير السياحة المصري خلال لقاءنا الذي تناول أهمية تنشيط الحركة البينية بين مصر والأردن”.
زيادة أعداد السيّاح والزائرين إلى المملكة الأردنية منذ بداية مارس الحالي
معاملة السائح العربي كالأردني
وأشار وزير السياحة الأردنى إلى أن مجلس الوزراء الأردنى ، قد إستجاب إلى طلب وزارة السياحة والآثار ووافق وقرر معاملة السائح العربي معاملة الأردني عند استيفاء رسوم الدخول للمتاحف والمواقع الأثرية، حتى تاريخ 31 ديسمبر 2022، ، مؤكداُ على إن هذا القرار يأتي تشجيعًا للسياحة العربية البينية وزيادة المجموعات السياحية القادمة من الدول العربية الشقيقية، والمساهمة بتعزيز القدرة التنافسية للأردن على استقطاب المزيد من السياح العرب، وأن القرار سينعكس إيجابا على القطاع السياحي ويسهم بتنشيط الحركة السياحية.
زيادة أعداد السيّاح والزائرين إلى المملكة الأردنية منذ بداية مارس الحالي
196.5% زيادة فى الإيرادات السياحية خلال ينابر وفبراير الماضيين
وحول الإيرادات السياحية الأردنية خلال شهرى يناير وفبراير 2022 وفقاً لإحصائية صادرة عن البنك المركزى الأردنى ، أن البيانات قد أظهرت ارتفاع عائدات المملكة من الدخل السياحي خلال الشهرين الأولين من عام 2022، بمقدار 306.3 مليون دولار أو ما نسبته 196.5 % عن مستواه خلال الفترة ذاتها من العام 2021، ليصل إلى 462.3 مليون دولار.
وجاء ذلك نتيجة ارتفاع عدد السياح خلال الشهرين الماضيين ” يناير وفبراير 2022 ” بنحو 265 ألف سائح، ليصل إلى 387 الف سائح.
وعلى المستوى الشهري، أظهرت البيانات ذاتها ارتفاع عائدات الدخل السياحي لشهر شباط من عام 2022 بمقدار 148 مليون دولار، ما نسبته 206 بالمئة، عن مستواه خلال الشهر ذاته من العام الماضي، ليصل إلى 220 مليون دولار.
وجاء ذلك نتيجة زيادة عدد السياح خلال الشهر ذاته بنحو 126 ألف سائح، وصولًا إلى 182 ألف سائح.
وشكل الدخل السياحي من الأردنيين غير المقيمين ما نسبته 39.5 % من إجمالي الدخل السياحي، تلاه الدخل من الدول العربية (عدا دول الخليج) بما نسبته 23.4 % من إجمالي الدخل السياحي.
التخفيف فى الإجراءات الإحترازية وراء إرتفاع عدد السائحين
كما أظهرت بيانات رسمية أنّ الإجراءات التخفيفية التي اتخذتها الحكومة للتعامل مع وباء كورونا ساهمت في زيادة أعداد السيّاح والزائرين إلى المملكة منذ بداية شهر مارس الجاري.
ووفقاً للبيانات، فإنّ نسب إشغال الفنادق في كل من العاصمة والبتراء والعقبة قد ارتفعت نسبياً، خلال الفترة الأولى الممتدة من التاسع وحتى الرابع عشر من مارس الجاري مقارنةّ مع الفترة الثانية الممتدة من الأول وحتى الثامن من الشهر ذاته، حيث ارتفعت نسبة الإشغال في فنادق العاصمة من 43 إلى 75 بالمئة، وفي البتراء من 18 إلى 66 بالمئة، وفي العقبة من 50 إلى 53 بالمئة، أما في البحر الميت، فقد بلغت نسبة الإشغال خلال الفترة الأولى 54 بالمئة، في حين بلغت 49 بالمئة خلال الفترة الثانية، في حين أظهرت أنّ نسب إشغال الفنادق في كل من العاصمة والبحر الميت والبتراء والعقبة خلال الفترة الممتدة من الثاني والعشرين إلى الثامن والعشرين من شهر فبراير الماضي جاءت 21 بالمئة، 36 بالمئة، 13 بالمئة، 28 بالمئة على التوالي.
كما أظهرت أنّ معدّل الدخول اليومي إلى مطار الملكة علياء الدولي، ارتفع خلال الفترة الثانية من شهر آذار الجاري بمعدّل 8600 مسافر مقارنة بالفترة الأولى حيث وصل عدد المسافرين إلى 7700 مسافر.
وأشارت البيانات إلى أن معدّل الدخول اليومي إلى المملكة من معبر العمري ارتفع ، خلال الفترة الثانية من شهر مارس الجاري، حيث وصل إلى 6500 مسافر مقارنة مع 3 آلاف مسافر خلال الفترة الأولى، سيما وأنه جرى تخفيف الإجراءات وإلغاء فحص الـ ” بي سي آر” (PCR) المطلوب من القادمين إلى المملكة، في حين بلغ معدّل الدخول اليومي إلى المملكة من مطار الملكة علياء الدولي خلال الفترة الممتدة من الثاني والعشرين إلى الثامن والعشرين من شهر فبراير الماضي 6400 مسافر، و2100 مسافر من معبر العمري خلال الفترة ذاتها.
نتطلع لجذب المزيد من الحركة الدولية
وأضاف أن الأردن باستمرار تتحمل تبعات الأحداث الجارية بالمنطقة المحيطة بها وينظر السائح للكتلة كاملة وليس المقصد السياحي وحده، ولكن بلاده تتطلع لدفع الحركة الوافدة إليها بالتأكيد على أمن واستقرار المملكة، مشيرا الى أن الأردن تمتلك نحو 55 ألف غرفة فندقية، وهو عدد قليل بالنسبة لدولة بحجم مصر، ولكن يمكن التعاون في برامج مشتركة تتيح الأرباح للبلدين.
حصة الشرق الأوسط من السياحة متواضعة
ونوه الوزير، إلى أن الحرب الروسية الاوكرانية أثرت بشكل كبير على السياحة خاصة في مصر، ولكنه على ثقة بأن الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها مصر من التعامل مع الأزمات سوف تؤهلها لتجاوز تلك الكبوة، مؤكدا أن حصة الشرق الأوسط من السياحة العالمية لا تزال متواضعة ما يحتم أهمية العمل المشترك لتنشيط حركة السياحة البينية، فعلى الرغم من غلاء المعيشة إلا أن الحاجة للسفر ستظل قائمة وضرورة ملحة للملايين، كما أنه يمكن التعاون للحصول على نصيبنا العادل من حركة السياحة العالمية.