تعتبر قضية جشع بعض التجار في بلادنا فيما يتعلق بالارتفاع المستمر الاسعار تجاه كافة السلع والخدمات من القضايا التي لا تنتهي الا بتدخل صارم من قبل الدولة والحكومة وهو ما فعلته مؤخرا لمبادرة ” كلنا واحد ” التي نفذتها الحكومة ممثل في وزارة الداخلية بتوفير السلع باسعار منخفضة عبر معارض ومنافذ بيع متحركة وثابتة تعرض ساعة بتخفيض 30% و25%.
وهذه المنافذ كانت بمثابة طوق النجاة للمواطنين امام جشع وطمع التجار ورغبتهم في استغلال أي ظروف طارئة سواء كانت خارجية او داخلية ،لاجل زيادة الاسعار وتحقيق هامش كبير من الربح دون مراعاة ظروف معظم المواطنين وشظف معيشتهم .
ربما الحكومة اخطأت عندما لم تقوم بواجبها كما ينبغي في ضبط الاسواق وفرض الرقابة علي الاسواق والضرب بيد من حديد علي كل جشع وطمع واستغلالي في هذا الوقت الذي يشهد العالم حرب بين روسيا واوكرانيا وربما سوف تتطور هذا الاحداث الي مدي اكبر من ذلك، وهو بلا شك سيؤثر علينا في المديةالقريب.
الا ان الحكومة ادركت هذا مؤخرا قبل دخول شهر رمضان والعيد ،واقامت مبادرة لكبح جماح الاسعار المرتفعة للغاية وضبط الاسواق بشكل نسبي والاستجابة لمطالب الناس بتوفير اسعار مناسبة للجميع في كافة المحافظات المصرية .
وقد خصصت الوزارة من خلال مبادرة ” كلنا واحد” العديد من الاحتياجات الاساسية من لحوم وسكر وارز وزيوت بانواعها فسلا عن الخضروات والفاكهة ،وهذا ما خفف نسبيا من وطأة ارتفاعه الاسعار الغير مبرر في الوقت الحالي بسبب وجود احتياطي استراتيجي من مختلف السلع مثل القمح ،فلماذا اذن ارتفعت سعره الان مع بدايات الحرب الروسية الاوكرانيا ،وغيرها من السلع ،التي اصابت عدد كبير من المواطنين بالاحباط .
ولا ننكر ان الدولة المصرية لأنها شأن غيرها من الدول التي ينبغي أن نتأثر بالازمات الدولية والعالمية الا ان الحكومة المصرية ادركت هذا الامر مؤخرا واخرجت المبادرة المتميزة بتوجيهات الرئيس السيسي بالتخفيف عن المواطنين وتوفير كافة أنواع السلع باسعار مناسبة لهم من خلال العديد من المنافذ التابعة لمبادرة “كلنا واحد” والتي ادخلت البهجة والسرور لدي عدد كبير من المواطنين الذين ينتظرون دوما تدخل الرئيس في حل كل ازمة ربما فشلت الحكومة في حلها او تأخرت وتباطئت في تقديم حلول الازمة التي تواجه المواطنين .
فضلا عن أن مبادرة حياة كريمة التي اطلقت مؤخرا واستهدفت تحسين الدخول السكان المناطق الريفية لتحقيق انتاجية كبيرة من المحاصيل الزراعية كالموالح والفراولة والثوم والبصل والبطاطس والبرتقال وغيرها من المحاصيل التي لنا الاولية في التصدير الدول العالم .
فضلا عن مبادرة تكافل وكرامة والتي اطلقت قبل سنوات من الان و استهدفت تحسين المستوي الاجتماعي للفئات الفقيرة والاسرة المحتاجة ،وهي سياسة حكومية لترسيخ مبدأ الكرامة الإنسانية التي كانت غائبة كثيرا عن بلادنا في عقود ماضية!
علي كل حال فان مبادرة ” كلنا واحد” تعد من أفضل المبادرات التي تسعي الحكومة الي نجاحها وتوفير منافذ البيع في كل مكان للمواطنين حوالي 6000 منفذ و300سيارة متنقلة تقريبا ، من أجل توفير السلع باسعار منخفضة عن الاماكن الاخري ومواجهة جشع التجار المستمر .
بالغضافة عن تأكيد قيام الحكومة بدورها المنوطة به في مواجهة ازمات المجتمع والتي من اهمها ارتفاع الاسعار وعدم قدرة المواطن علي شراء اساسيات حياته المعيشية له ولاسرته من مأكل ومشرب ،فضلا عن فواتير الغاز والكهرباء المرتفعة ايضا، لاسيما ونحن نقترب من شهر رمضان الكريم ،وقيام المواطنين بشراء احتياجات هذا الشهر الفضيل !
فاعتقد ان مبادرة ” كلنا واحد” هي ضربة معلم للحد من جشع التجار المستمر ضد المواطن الذي لا يزال بحاجة الي من يحنو عليه!
كاتب المقال
الدكتور فتحي حسين عامر
حاصل على دكتوراه بتقدير “ممتاز في الصحافة عن رسالة بعنوان “معالجة الصحافة المصرية للقضايا العربية وعلاقتها بمستوى معرفة الجمهور المصري بها” 2007
صحفي بوكالة الأهرام للصحافة
رئيس تحرير جريدة 30 يونيو والنبأ المصري والاتحاد الدولي
عضو نقابة الصحفيين والجمعية العمومية لنقابة الصحفيين واتحاد الصحفيين العرب.
عضو هيئة تدريس بالجامعات والمعاهد العليا ومستشار إعلامي،
وصدرت له عدة مؤلفات هي: مستوى المعرفة الجمهور تجاه قضايا الوطن العربي، العربي للنشر والتوزيع 2008، والعشوائيات والإعلام في الوطن العربي، العربي للنشر والتوزيع 2011، ووسائل الاتصال الحديثة: من الجريدة إلى فيس بوك، العربي للنشر والتوزيع 2009، وعلم النفس الإعلامي، العربي للنشر والتوزيع 2009، وجرائم الأسرة، وبداية الانهيار، مركز الحضارة العربية للنشر 1999، وأوهام وأوجاع في بلاط صاحبة الجلالة، مركز الحضارة العربية للنشر 2001.