
جمال علم الدين
تحت رعاية الاستاذ الدكتور مصطفى عبد النبى رئيس جامعة المنيا عقدت كلية الاداب بجامعة المنيا ندوة بمسرح الكلية حول رؤية الاسالام للمواطنة وقبول الاخر حضر اللقاء الدكتور وجيه محمود رئيس قسم الدراسات الاسلامية والدكتور علاء اسماعيل رئيس قسم اللغة العربية والاستاذ وليد عبد القوى مدير عام رعاية الطلاب بالجامعة وحضرها طلاب الكلية.
قال الدكنور وجيه محمود خلال كلمتة ان المواطنة ان الوسطية شعار الاسلام وسطية فى كل شئ غبادات ومعاملات وغير ذلك مشيرا الى انه عندما نتحدث عن الوسطية نتحدث عن شهادة الله تعالى لهذه الامه كما قال سبحانة وتعالى وكذلك جعلناكم امه وسطا وعندما تكون هذه الشهادة لازمة لهذه الامه لا تنفك عنها
واضاف حينما نتحدث عن الوسطية نتحدث عن يسر الاسلام وسماحته قال النبى صل الله عليه وسلم ان الدين يسر ولن يشاد الدين احدا ال غلبة فسددوا وقاربوا اى اعتدلوا واقتصدوا فى الامور ومن ثمرات الوسطية التسامح والتعارف والنهى عن التشدد والتوازن والخيرية
مشيرا الى ان الوسطية منهج حياة يحقق السلام للانسان على وجه البسيطة
اما الدكتور علاء اسماعيا اوضح خلال كلمتة ان الوسطية وقفت عند ثلاثة مصطلحات: الهُويّة والوطنية والمواطنة، فالهُويّة هي جملة السمات الإيجابية التي تميز شخصا أو مجتمعا أو دولة أو أمة عن غيرها، فمن سمات المجتمع المصري مثلا أنه مجتمع فرعوني أفريقي عربي يتحدث العربية، دينه الرسمي الإسلام، والوطنية هي إحساس المــرء بوجوده وتمتعه بالحقوق والواجبات في وطنه، والمواطنة هي السلوك الذي يترجم ذلك الإحساس متمثلا في الحفاظ على الوطن، وتجلّت الوطنية في مقولة النبي لمكة: “والله إنك لأحب بلاد الله إليّ”، وتجلّت المواطنة في محاربة فرعون للحق متمثلا في موسى وتحريض المصريين عليه؛ حيث {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ. يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ}، مواطنة من فرعون للمصريين أن يكونوا وطنيين في محاربة موسى خوفا أن يسلُب منهم وطنهم.
ـ ومن المواطنة قبول الآخر؛ لأن ذلك يؤدي إلى استقرار المجتمع، ومن أعظم القيم الإنسانية في الإسلام احترام الآخر والتعايش معه؛ لأن الإسلام يحمل منهجا تستقيم به المجتمعات وتستقر به الأمم وتسعد به البشرية لو التزموا به، والإسلام في معناه الواسع أن تُسلم الأمر لله، وبهذا المعنى جاءت كل الشرائع السماوية، وهو المقصود من قوله تعالى: “إن الدين عند الله الإسلام”، والإسلام من السلام، ومعنى السلام أن تَسْلم من كل سوء ومكروه؛ ومن ثم كثر تردد “السلام” في القرآن، لأن الله خلق الناس لهدفين: هدف أسمى وهو العبادة “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، وهدف سامٍ، وهو عمارة الأرض “هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها”، والهدفان لا يتحققان إلا بالاستقرار، فلا حياة ولا عبادة حقيقية بدون استقرار، ولا استقرار بدون أمن، ولا أمن بدون سلام، فالسلام هو أساس البناء والتعمير والتقدم؛ ومن هنا كان النبوي “أفشوا السلام بينكم”، والمقصود به التعايش السلمي على مستوى الأفراد والأسر والمجتمعات.
ـ والآخَر هو الذي لا يتَّفق معك في الرأي، أو تختلف معه في المعتقد، سواء أكان معتقدا دينيا أم حزبيَّا أم فِكريا، وقد وضع الإسلام ضوابط للتعايش مع الآخر، منها الحرية الدينية، “لكم دينكم ولي دين”، ومنها حرمة الدم، فـ”مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا”، ومنها تكريم الإنسان ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾، بل رفع الإسلام من شأن الآخر المعادي، فسوّاه بالآخَر الموافِق، فقال ربنا: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾، ومنها البــر بالآخـر، قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾، ومنها العدل حتى لو كان الآخر مختلفا معك، قال تعالى: “وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى”، ومن الضوابط التسامح الديني مع الآخر، ومنه حماية أماكن العبادة للديانات الأخرى، فقال تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}.
ـ وهذا الخطاب القرآني دعوة صريحة إلى قبول الآخر والتعايش السلمي معه، وظهر ذلك جليا في المجتمع المدني، فقد وضع النبي أول دستور أخلاقي لتنظيم العلاقة بين طوائف المجتمع مسلمين ومشركين ويهود ونصارى، نصّ على حرية العقيدة والمساواة في الحقوق والواجبات.



