نعلم جيداً أن المشاركات فى المعارض الدولية السياحية وخاصة من لها ثُقل ووزن فى العالم ، تكون أحد الأذرع الترويجية والتسويقية للدول السياحية التى تستثمر مثل هذه الفعاليات لتقدم وجهتها السياحية فى أبهى صوره لها من أجل إستقطاب العديد من منظمى الرحلات ووكالات السفر والسياحة للدفع بالعديد من عملائها لزيارة المناطق السياحية بهذه الدول العارضة.
وكما نعرف أيضاَ ، أن المعارض التى لها تأثير كبير فى فعالياتها وتحرص الجهات السياحية على التواجد فيها مثل بورصة برلين ITB ، أو بورصة لندن WTM أو بورصة ميلانو BIT وغيرها تكون منصة هامة لتسويق المنتج السياحى لهذه الدول.
ولقد حرصت مصر عبر السنوات الماضية على المشاركة فى هذه المعارض الكبرى ، إلى جانب المعارض الأخرى التى يقال عنها إقليمية ، أو ذات مناطق جغرافية محددة ، وتكون هى معارض ذات توجهات سياحية محددة.
ولقد عانى العالم خلال العامين الماضيين 2021 ، 2021 من ويلات وتأثير فيروس كورونا الذى تسبب فى إيقاف نشاط جميع المعارض السياحية عدا عدد منهم يُعد على أصابع اليد الواحدة التى إقيمت خلال العام الماضى فقط ذر الرماد فى العين ، والكثير منها أقيم بطريقة إفتراضية نتيجة لكورونا .
وكان العالم يطمح فى أن يكون عام 2022 هو الأمل فى إستعادة هذه المعارض مرة أخرى لنشاطها وفعالياتها ، وضخ الدماء مرة أخرى فى شريانيها بعدما تجلط بسبب أحداث كورونا .. ولكن وكما يقو المثل ” وتأتى الرياح بما لا تشتهى السفن” .. ليظهر علينا ، وباء أخر فتاك وهو الحرب الروسية الأوكرانية ، وما يخفى ورائها من تداعيات سلبية على العالم من الناحية الإقتصادية قبل العسكرية ، ولتضرب هذه الحرب – التى نتمنى ألا تزداد رُحاها ، وأن تُخمد نيرانها مبكراً قبل أن تحرق الجميع – السياحة فى مقتل وخاصة المعارض الدولية .
وفى خضم أحداث الحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا وتطور مجريات الأمور بوتيره متسارعة، فسوف تشهد الأيام المقبلة عقد عدة معارض سياحية دولية كبرى فى شهرى مارس و إبريل 2022 كالتالى :
- معرض Intertour Market 2022 فى العاصمة موسكو روسيا 12-14 مارس2022
- معرض Holding world and Region World 2022 بمدينه براغ بالتشيك 18- 20 مارس 2022
- معرض UITT 2022 بمدينه كييف باوكرانيا 23-25 مارس 2022
- معرض السياحة الدولى – ميلانو بايطاليا BIT 2022 فى الفترة من 10-12 ابريل 2022
وهنا لا بد من التوقف حيث توجد الازمة – وهذه الأزمة تتمثل فى الإجابة على الاسئلة التالية :
- هل سيتم إرسال وفود دول بالفعل حكومية تمثل وزارات وهيئات تنشيط سياحة بالإضافة إلى وفد القطاع الخاص من شركات سياحة وفنادق الى هذه المعارض السياحية؟!
- هل سيتم بالفعل عقد إجتماعات مهنية وتوقيع عقود وإتفاقيات سياحية على مستوى الدول والشركات السياحية والفنادق ؟!
- هل سيكون هناك جدوى اقتصادية فعلية ومنافع منتظر تحقيقها من هذه المعارض فى هيئة دخل سياحى وعدد سياح و ليالى سياحية ومتوسط إنفاق سائح مرتفع فى ظل القيود المفروضة على تحويل العملات والإغلاق الجوى؟َ!
- فى حالة إلغاء هذه المعارض – بالتأكيد – هل سيتم رد ما تم دفعه من نقود نظير حجز الأماكن إلى الجهات المشاركة فى هذه المعارض سواء كانت جهات حكومية أو قطاع خاص من شركات سياحة وفنادق وغيرها؟
- هل تم التواصل معى القائمين على هذه المعارض من تنظيم و تنسيق سواء فى الداخل و الخارج لاستطلاع الموقف و تدارك الازمة قبل حدوثها ؟!
- والسؤال الأهم الذى يطرح نفسه و بقوه : من سيضمن رجوع وفود الدول المشاركة فى هذه المعارض الى بلادها سالمة بدون حدوث اى مشاكل لا يحمد عقباها ؟!
اللهم أحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء وإجعلها بلداً آمنة مطمئنة وواحة للرخاء