أخبارشئون مصريةمنوعات

اللواء الدكتور سمير فرج يكتب لـ ” المحروسة نيوز “ عن: مصر وجيبوتي ..شراكة استراتيجية

في يوم 11 فبراير، 2022 | بتوقيت 7:00 مساءً

استقبلت مصر الأسبوع الماضي، الرئيس إسماعيل عمر جيلي، رئيس دولة جيبوتي الشقيقة، وهي دولة عربية، عضو بالجامعة العربية، ودولة أفريقية عضو بالاتحاد الأفريقي، ودولة إسلامية، استقلت عام 1977، وكانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بها آنذاك.

تبرز أهمية جيبوتي من مكانتها الجيوبوليتيكية، بموقعها المتميز على المحيط الهندي، ومدخل البحر الأحمر، بما أتاح لها السيطرة على مضيق باب المندب، الذي يمر من خلاله 30% من التجارة العالمية إلى أوروبا، و20% من بترول الخليج.

ولأهمية ذلك الموقع، فإن جيبوتي هي الدولة الوحيدة، في العالم، التي يوجد بها أربع قواعد عسكرية، من أربع دول مختلفة، هم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والصين واليابان، لأغراض تأمين طريق التجارة العالمي، والتي اشتركت في التصدي للقراصنة الصوماليين عند تعرضهم للناقلات، سابقاً، لاختطافها وطلب فدية، بما كاد أن يؤدي إلى تعثر الملاحة العالمية.

وانطلاقاً من تلك الأهمية، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بأول زيارة لجيبوتي، في مايو 2021، بعد أعوام طويلة من إهمال تلك الدولة، للأسف. ثم أعقب تلك المبادرة الكريمة، زيارة الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، في الأسبوع الماضي، والتي تم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات، أهمها إنشاء منطقة لوجستية مصرية في جيبوتي، لخدمة اقتصادها، في ظل محدودية مواردها، فضلاً عن تقديم الدعم المصري في مجال الصحة والتعليم وتدريب كوادر الدعاة، من خلال دراسات في الأزهر الشريف، وكذلك التعاون في مجال الأمن بتدريب القادة والعناصر الأمنية في مصر. وتقرر خلال تلك الزيارة ضخ استثمارات مصرية في جيبوتي، وتأسيس فرع لبنك مصر بها، لتيسير عمل المستثمرين المصريين، كما تقرر تسيير خط جوي مباشر بين البلدين، لتعزيز أواصر الترابط بين الدولتين.

وفي ظل العلاقات التي تجمع كل من جيبوتي وأثيوبيا، فقد أكد الرئيس السيسي، خلال المباحثات المشتركة، على حق مصر في حصتها من مياه النيل، وضرورة عودة أثيوبيا للمباحثات مع مصر والسودان، للوصول إلى تسوية سياسية لهذه الأزمة. فمن المعروف أن أثيوبيا دولة لاشاطئية، مما يجعلها تعتمد بشكل رئيسي على جيبوتي في كافة عملياتها للتصدير والاستيراد من خلال الطريق البري، وخط السكة الحديد الذي يربط الدولتين.

ومرة أخرى، وبفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي، تخطو مصر، بشكل يومي، خطوات ثابتة من أجل الوصول إلى تسوية سياسية مع أثيوبيا، لتحقيق أمنها المائي، والحفاظ على حقوقها التاريخية والقانونية في مياه النيل.

Email: [email protected]

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم.