ظلت فكرة ضم الصحافة العمالية،التي تعبر عن نبض العمال وقضاياهم ، لاحدي المؤسسات الصحفية القومية ، حلم يراودني منذ سنوات عديدة مضت ،نظرا لما تمثله الصحافة العمالية من اهمية بالغة ودور مؤثر في الحركة العمالية الانتاجية والاقتصاد الوطني ، و ليس لشريحة العمال في مواقع العمل والانتاج فحسب ،وانما لجميع فئات الشعب المصري الحريص علي اقتصاد بلده تقدمه من ناحية، وعلي المحافظة علي اوضاع ابناءه العمال الذين يعدون بالفعل ملح الارض الطبيعي الذي لا يمكن الاستغناء عنه لتقدم المجتمع الي الأمام .
بالاضافة لما تمثله هذه المؤسسات الصحفية من امكانيات مادية وتقنية الهائلة تستطيع الوصول لمختلف القراء والمسؤلين في الوطن والعالم وليس في مصر فحسب.
وكان نموذج صحيفتي التعاون والسياسي المصري المستقلة ،واللتان تم ضمهما الي مؤسسات صحفية قومية وهي الاهرام والجمهورية علي التوالي ، ماثلة في ذهني وانا اتصور ضم الجريدة الي احدي المؤسسات الصحفية الكبري .
وصحيفة العمال الممثل للطبقة العاملة ،قد صدرت بقرار جمهوري من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1966 لتكون لسان حال الطبقة العاملة في مصر ونقاباتها ،وهو ما يجعلها تتخذ صفة الصحيفة القومية !
وربما تلك الفكرة الجيدة طرحها معي من قبل زميلنا الكاتب الصحفي عادل عبد الصبور رئيس تحرير جريدة العمال الحالي ولديه تفاصيل اخري اكثر وضوحا والتي توقفت امامها كثيرا وتناقشت فيها معه ، بحضور زميل لنا بالجريدة الصحفي محمد سلام ، من أجل اخراج منتج قوي يعبر عن العمال ويكون لسان حالهم ومصدر قوتهم امام تعسف الادارات المختلفة في كافة مواقع العمل !
لاسيما ان الجريدة تخاطب 28 نقابة عمالية والالاف من اللجان النقابية في الشركات والمصانع بالجمهورية ،بعدد من العمال يصل الي 20 مليون عامل وعاملة في كافة مواقع العمل لمختلف المحافظات .
فتصورنا مثلا وجود اصدار اسمه الاهرام العمالي اسوة بالاهرام التعاوني وصحيفة الرأي .
والصحافة العمالية تعد احدي وسائل الاتصال الهامة والحيوي التي تلعب دورا بارزا في تنمية الوعي العمالي.
والصحافة العمالية هي صوت العمال المعبر عن امالهم في تحقيق المزيد من الحقوق وعن الامهم في صراعهم التاريخي مع الذين يحاولون ان يقفوا ضد تحقيق هذه المصالح واعاقتها .وهي المرأة التي تعكس اهتماماتهم والمشاكل التي تواجههم وسبل التغلب عليها من خلال الرؤية التي يتيحها الفكر العمالي من خلال المستويات المختلفة للمنظمات النقابية. فضلا عن تسليط الضوء علي اهم الانشطة التي يحتاجها المجتمع العمالي.
وابراز مختلف النشاطات الاجتماعية والثقافية والخدمية التي تقدم للتجمعات العمالية بالاضافة الي دورها باعتبارها من اهم مصادر المعلومات التي تتيح للعمال التعرف عن قرب عن فعاليات نقابتهم ودورها في خدمتهم .
أعتقد أن هذه الفكرة العملية جديرة بالمناقشة من قبل الهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الاعلي للاعلام ونقابة الصحفيين وجريدة العمال لما لها من أهمية في عدة أمور منها انقاذ اوضاع اكثر من صحفي في جريدة العمال وهم جميعا أعضاء في نقابة الصحفيين ، الذين ليس لديهم امكانيات تقنية ومادية للعمل بشكل احترافي بالجريدة وبشكل يساعد علي انعاش الصحافة العمالية مجددا وعودتها للحياة الصحفية ودورها المؤثر في الحركة النقابية وخدمة قضايا العمال والاقتصاد المصري في ظل قيادة الرئيس السيسي ،ومن ناحية اخري زيادة موارد الصحافة العمالية من خلال استغلال اسطح مباني اتحاد عمال مصر وفروعه بالمحافظات في تقديم خدمات اعلانية ودعائية ،تدر دخل بالملايين سنويا لصالح الاتحاد والجريدة معا ،فضلا عن استفادة المؤسسة الصحفية القومية منها بعد ضم الجريدة إليها وهو من جانب آخر سيرفع عبء الجريدة بصحفييها وتكاليف اصدارها وتأمينات اكثر من 75 صحفي أعضاء نقابة الصحفيين من موازنة الاتحاد المالية ،بعد نقلهم للمؤسسة القومية،حيث يعاني الاتحاد العام خلال السنوات الأخيرة من ضعف الموارد المالية وهو ما تجلي في تأخير الرواتب ووقف المنح السنوية المعتادة في المناسبات مثل عيد العمال واكتوبر ورمضان …الخ.
وربما تسفر المناقشات عن تحقيق نتيجة ترضي جميع الاطراف الصحفية وتنقذ العديد من الاسر الصحفية من المعاناة المالية والمهنية وتنعش الصحافة العمالية وتعيد دورها المؤثر في الحركة العمالية مجددا ،الامر الذي يساند جهود التنمية والمشروعات القومية للدولة ،وهو ما نحتاج اليه في افكار خارج الصندوق تعيد بعض حقوق العمال ممثلة في صوتها وصحافتها !