أخبارسياحة وسفرشئون مصرية

فضيحة تحت سمع وبصر المسئولين المصريين ..مؤتمر «الأفروسنتريك» بأسوان يسرق الحضارة المصرية ويُعلن الحرب على الهوية المصرية

في يوم 10 فبراير، 2022 | بتوقيت 12:00 مساءً

في عز ما احنا مشغولين بالخناقة اللي دايرة بين شوال الرز  والفنان الكبير محمد صبحي ومحاولات سرقة دور ومكانة الفن المصري لصالح أصحاب الخيام وفيافي الملح والهجير ، فيه خطر كبير وغزو فكري وحضاري آخر قادم إلينا من الجنوب وبتخدم عليه حركة إيديولوجية عنصرية نشطة شغالة بدون توقف وبتعمل على تزييف الحقائق التاريخية ، وأحدث ما يتم التجهيز له الآن هو مؤتمر مجهول الهوية بيتم الاستعداد لإقامته في مدينة «أســوان» ، أي على الأراضي المصرية وسط حالة صمت و تجاهل تام من وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار المصرية

الحركة دي هي «الأفروسنتريك – Afrocentrism» ، ومع الأسف أغلب المصريين لا يعلمون عنها شيئا لأن نخبتنا ومثقفينا عايمين في مية البطيخ ، ورموز الحركة دي بيعتزموا اقامة هذا المؤتمر  عشان يقولوا أن السود الأفارقة هم أصل الحضارة المصرية وان المصريين الحاليين هم Fake imposter Egyptians ، لأن المصريين القدماء كانوا حسب اعتقادهم أفارقة سود البشرة من ⁧‫السودان،، وان أفريقيا هي صانعة الحضارة المصرية، وأغلب المحاضرات اللي في جدول أعمال المؤتمر عن التمييز العنصري والفصل العنصري ضد السود في ⁧‫مصر⁩  !!

و قد سبق وأن كتبت عن هذه الحركة وخطورتها في مقال تفصيلي منذ حوالي أربعة شهور ، وتحديدا في نوفمبر 2021

https://www.facebook.com/drmohamed.hafezii/posts/1016218439220943

باختصار ، حركة الأفروسنتريك هي إتجاه أو تيار فكري ظهر في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي بيهدف لإحياء القومية الأفريقية عند أصحاب البـشــ/ـــرة الـسـ/ــوداء في العالم ، ولكنها انحرفت وتحولت إلى حركة عنــ/ــصرية عالمية متـ/ــطــرفة متعصبة للعرق «الزنجي» تتمحور أفكارها حول التعـــ/ــصـــب العــ/ـرقي للون الأسود (كلمة أســود أو زنـجـي مش عنصرية، لأنهم هما أنفسهم بيوصفوا نفسهم انهم Black) ، وهي بذلك أشبه بالأفكار النـا.زية وبالحركة الصـهـــ/ــيونية، في محاولة منهم لاثبات مدى تأثيرهم وإثبات أنهم أصل ثقافات وحضارات العالم القديم  بالادعاء بأن الزنوج هم أساس إفريقيا وهم بناة الحضارات الأصليين في إفريقيا، لدرجة إنهم بيطالبوا دلوقتي بخروج الأمازيغ المستعربين من المغرب وأهل الجزائر وليبيا منهم لأنها المفروض تابعة للزنوج

والأكثر وقاحة إنهم بيطالبوا بخروج أهل مصر من أرضها وبرجوع المصريين للجزيرة العربية لأن المصريين الحاليين ليس لهم علاقة بالمصريين القدماء، فالمصري الأسود الأصلي نقي الدم مات أو هاجر إلى الجنوب، وكل مَن في مصرحاليا هم جنسيات وعرقيات غير مصرية بعيدة عن العرق المصري، حسب اعتقاداتهم ، لأن المصري ذو البشرة الفاتحة ليس مصريًا أصيلًا من وجهة نظرهم، ولكنه جاء من دول عربية وأوروبية واحتل ⁧‫مصر، ويدعون بأنهم أصحاب الحضارة المصرية الأصليين وإنهم أصحاب الأرض دي وليهم الحق الرئيسي فيها

المشكلة ان أفكارهم دي لاقت رواجا واسعا بعدما نشر الكاتب الأمريكي “ذو البشرة البيضاء” «مارتن بيرنال» كتاب «أثينا السوداء – Black Athena» واللي ادعى فيه أنه تمت سرقة أصول الحضارة من السكان الأصليين لأفريقيا (زي مصر وبلد زي فينيقيا ” لبنان حاليا”) وغيرها.. وأدعى أن الأوروبيين من بعد هجرتهم من أوروبا سرقوا نتاج الحضارة دي منهم ونسبوها لأنفسهم وطمسوا عن عمد تاريخ أصحابها الحقيقيين وسجلوا تاريخهم البديل بدلا من الاعتراف بدور أصحاب تلك الحضارات الأصليين

وعلى الرغم من التناقضات التاريخية الصارخة جدا في السياق ده.. إلا أن الأفروأمريكان (الأمريكيين من أصول أفريقية) أخدوا الكتاب ده كمرجع رئيسي لمطالبهم.. وطالبوا بالاعتراف بدورهم في التاريخ و بالتالي رجوع حقهم في البلاد المسلوبة منهم.. ومنها «مصر»

الموضوع ده مابقاش مجرد أفكار وتنظيرات شوية مثقفين أو نشطاء على السوشيال ميديا ، دا تطور لتحركات فعلية على الأرض ، وبقى مسمع بره ، لدرجة أن «هوليوود» عشان تعمل فيلم فيه شخصية فرعونية ، بقت لازم تجيب حد بشرته سودة بملامح أفريقية عشان ما تزعلش بتوع الصوابية السياسية اللي بتتبنى أفكار واطروحات الأفروسنتريك ، بل ووصل الأمر لمهاجمة المغتربين المصريين و أي مواطن شمال أفريقي في المؤتمرات والتجمعات الأوروبية والأمريكية ، ولو جربت ودخلت أي بيدج أو موقع أجنبي خصوصا أمريكي ، يكون ناشر حاجة عن حضارة «مـصــر» هتلاقي كم هائل من كومنتات الأفارقة والأمريكان الأفارقة «الأفرو-أمريكان» اللي بتطفح بالغل والكراهية واللي أصحابها بيدعوا ان «مـصــر» هي بلدهم وأنهم سكانها الأصليين ، وهتشوف صور لتماثيل أو برديات أو نقوش لقدماء المصريين ، بس ملعوب فيها بالفوتوشوب بتغميق لون التمثال أو النقش وبيحاولوا بيها يمرروا لعقلك إن هي دي الحقيقة المنسية عمدا ، لدرجة انهم قاموا بنشر صور لتمثال أبو الهول يظهرونه فيها أفطس الأنف مثل الزنــ/ــوج وأدعوا ان الغــ/ـزاة العـــ/ــرب قاموا بكسر أنفه عمدا لكي يخفوا حقيقته الزنــ/ـجية.

والمضحك أنهم دلوقتى عايشين حالة مظلومية وبيدعوا انهم في الشتات وأنهم لابد يرجعوا لوطنهم وحضارتهم الأصلية واللي بدأت في مصر.

يعني بيعملوا على تزييف وطمس الهوية المصرية و سرقة التاريخ المصري و تجريد المصريين من تاريخهم وحضارتهم وهويتهم

#وقف_موتمر_اسوان

المؤتمر ده مشبوه في اختيار مكان وزمان انعقاده ،  فاختيار  المكان بمدينة «أسـوان» ليس مِن قبيل الصدفة، ولكنه اختيار مدروس لمحاولة التوغل داخل إطار الشعب النوبي الأصيل واستدراجهم بغية تأليبهم على باقي الشعب المصري بباقي المناطق، والادعاء بأنهم يعانون في مصر مِن التعصب العنصري بسبب اللون ، ومش فاهم مين اللي نظم المؤتمر المشبوه ده ودعى إليه أغلب قادة ورموز حركة «الأفروسنتريك» المتطرفين رغم إن كل نشاطاتهم معروفة للعلن و محاولات سرقتهم للهوية والتاريخ المصري بتحصل بشكل علني ومستمر بهدف تزنيج «Nigrotization» الحضارة المصرية و التحريض على ممارسة العنــصـريــة العرقية على الشعب المصري و شعوب شمال أفريقيا ذات العرق القوقازي من جانب شعوب جنوب الصحراء الأفريقية سواء داخل أفريقيا أو خارجها .. ووصلت بيهم البجاحة انهم بيعملوا عنها مؤتمر سوف يقام على أرض مصر!! يعني تاريخنا و تراثنا بيتسرق و احنا قاعدين نتفرج وساكتين

أما من حيث التوقيت أو الزمان، فليس من قبيل الصدفة انه يحصل بعد زيارة الرئيس التاريخية للصعيد ولمدينة أسوان اللي استمرت عدة أيام في سابقة تحدث مع أي رئيس مصري من قبل

وليس صدفة أيضا انه ينعقد بالتزامن مع الاضطرابات اللي شغالة حاليا في شمال السودان ومنطقة النوبة العليا واللي وصلت لقطع المتظاهرين لطريق «شريان الشمال» اللي بيتم من خلاله تبادل البضائع والتجارة بين مصر والسودان ، وبسبب هذا القطع المستمر منذ أسابيع ارتفعت أسعار اللحوم بشكل لافت في الفترة الأخيرة بعدما توقفت حركة استيراد الماشية من السودان

مؤتمر الأفروسنتريك في أسوان هو محاولة خطيرة وعلنية لسرقة التاريخ المصري واستقطاب الجنوب المصري وخاصة «النوبة» تمهيدا لظهور نزعات انفصالية عند أهل النوبة لإعادة إحياء مملكة وحضارة «كوش» اللي حكمت منطقة شمال السودان في عصور ما قبل الميلاد

وللعلم جزء كبير من أسباب المشاكل اللي بتحصل مع «إثيوبيا» وموضوع سد النهضة سببها في الأساس أفكار حركة الـ  Afrocentrism وتصاعد روح القومية السوداء في أفريقيا، وخصوصا في دول زي أثيوبيا، السنغال، نيجيريا، ومالي

كذلك فالادعاءات السودانية بأن أهراماتهم أقدم من الاهرامات المصرية هي نتاج واضح لانتشار أفكار هذه الحركة المتطرفة

وبالمناسبة تصريح «صامويل إيتو» العدائى تجاه منتخب مصر مش صدفة ، لأن «إيتو» هو أحد الدعاة لأفكار تلك الحركة العنـصـريــة .

الموضوع ده ليه أبعاد كتيرة و لازم الناس تعرف الجماعة دول بيفكروا ازاي.. عشان مانبقاش في يوم زي فلسطين ونبقى أرض الميعاد لناس مالهمش أي حق لا من قريب ولا من بعيد بأرض أجدادنا القدماء المصريين.

ولو حضرتك شايف اننا مكبرين الموضوع وبتبتسم بسماجة وانت بتقرأ وتقولي: “هو فيه حاجة اسمها مؤتمر يسرق تاريخ ؟” فأحب أفكرك ان كارثة فلسطين بدأت بمؤتمر زي ده عمله «تيودور هرتزل» عام 1897.

محمد حافظ