أخبارسياحة وسفرشئون مصريةمنوعات

مقال قديم جديد ..”محمود عبد المنعم القيسونى” يكتب عن : نعمة طيور مصر المقيمة والزائرة!!

في يوم 24 فبراير، 2022 | بتوقيت 2:00 مساءً

أجدادنا الفراعنة كانوا أول من راقبوا الطيور وسجلوا تفاصيلها وألوانها الجميلة الزاهية على جدران المعابد والمقابر، فسجلوا سبعين نوعا من الطيور المقيمة والمهاجرة. وقد وهب الله مصر نعمة تنوع الطيور، فمنها 150 نوعا مقيما، و280نوعا يحط بمصر مرتين أثناء هجرتها السنوية بالآلاف المؤلفة فى الخريف والربيع.

هذه المقالة أكتبها بعد اطلاعى على الخبر الذى نُشر بجريدة «المصرى اليوم» فى 21 نوفمبر 2018  تحت عنوان «حماية الطيور المهاجرة أمام مؤتمر التنوع البيولوجى.

ومشروع مصرى إيطالى يدعم السكان المحليين بالمحميات لتطوير السياحة البيئية». وهدفى من هذه المقالة هو الإشادة بهذه التطورات وتشجيعها. وبما أن خلفيتى منذ حوالى أربعين سنة كانت عسكرية، تحولت بعد ذلك بتفان وعمق لنشاط السياحة البيئية بمصر، فسأطبق مبدأ أساسيا تعلمته من الجيش، وهو (مراجعة الدروس والتجارب المستفادة).

الطيور المهاجرة
صيد الطيور المهاجرة 
صيد الطيور المهاجرة 
صيد الطيور المهاجرة 
صيد الطيور المهاجرة 
صيد الطيور المهاجرة 

وهو مبدأ أثبت حكمته وأهميته فى كل الأزمان وكل الظروف، (ملحوظة مهمة: بريطانيا بها عشرة ملايين مشترك فى 500 نادٍ لهواة سياحة مراقبة الطيور.. الولايات المتحدة الأمريكية تحقق 36  مليار دولار سنويا من سياحة مراقبة الطيور).. لدى مصر أفضل القوانين على مستوى العالم المنظِّمَة لعمليات الصيد وحماية التنوع الحياتى.

هذه المقدمة واجبة التسجيل لأسرد التطورات بالغة السلبية، التى حدثت فى السنوات التالية لثورة يناير 2011. فى ديسمبر2013  تم تسليم سفير مصر ببرلين مكاتبات من الاتحاد الدولى لحماية الطبيعة بتوقيع 115 ألف شخص يطالبون فيها مصر بالعمل على حماية الطيور الحوامة المهاجرة، التى هى ملك العالم أجمع، من عمليات الإبادة المؤكدة خلال عبورها الأراضى المصرية فى موسم الخريف متجهة إلى منتصف أفريقيا، وفى الربيع عائدة إلى أوطانها بدول شرق آسيا وأوروبا محملة بالبيض.

وفى نفس العام تم تسليم سفير مصر خطابا من عضو بالبوندستاج بنفس المعنى، مع الإشارة إلى عمليات الإبادة المنظمة لطائر السمان على كامل السواحل الشمالية لمصر (وهو ما شاهدته بعينى للأسف).

تلا ذلك عقد مؤتمر دولى بمقر الأمم المتحدة بمدينة بون الألمانية لمناقشة مشكلات صيد الطيور المهاجرة بمصر، وقد وعد الوفد المصرى باتخاذ اللازم لوقف هذه الظاهرة. أوائل2014  حضرت بعثة من منظمة السياحة العالمية والمجلس الدولى لحماية الطيور، هدفها زيارة محمية رأس محمد وغرب شرم الشيخ، تمهيدا للمعاونة فى تجهيز هذا القطاع بالكامل بأبراج مراقبة الطيور والدشم الأرضية والمطبوعات والخرائط الداعمة لهذا النشاط، ودمج وتدريب المجتمع المحلى بعد أن أعلنت الأمم المتحدة اختيارها ضمن أفضل ثمانية مواقع على مستوى العالم لمراقبة الطيور المهاجرة

للأسف، انسحب الوفد بعد يومين وألغوا منظومة الدعم والتعاون لاصطدامهم بكم هائل من المخالفات البيئية داخل النطاق الأرضى والبحرى بالمحمية، ومقالب القمامة فى عراء غرب شرم الشيخ، والتى شاهدوا فيها عدة طيور مهاجرة نافقة بسبب تناولها مخلفات القمامة.

عام 2016، بثت القنوات الوثائقية بالتليفزيونين الفرنسى والألمانى برامج عن مسارات الطيور المهاجرة على مستوى العالم، تم فيها بشكل منفرد تغطية سواحل مصر الشمالية من العريش إلى مرسى مطروح باللون الأحمر.

فى إشارة صارخة لعمليات الإبادة المستمرة للطيور المهاجرة، رغم القوانين الصارمة الموضوعة لحمايتها، ورغم توقيع مصر على كامل المعاهدات الدولية الملزمة لحماية هذه الكائنات المملوكة للعالم أجمع. وهو ما دفع وزارة البيئة لاتخاذ الإجراءات الصارمة لوقف هذا التحدى لقوانين الدولة. مع تمنياتى المخلصة بكل التوفيق.

كاتب المقال

محمود عبد المنعم القيسونى

الخبير الدولى فى شئون السياحة والبيئة

أول رئيس لجنة للسياحة البيئية بالاتحاد المصرى للغرف السياحية

أول رئيس لجنة للسياحة البيئية بالمجالس القومية المتخصصة، التابعة لرئاسة الجمهورية.

ممثل مصر فى كل المؤتمرات الدولية تحت علم الأمم المتحدة ومنظمة السياحة العالمية الخاصة بهذا النشاط الجديد.

 عضو منتخب باللجنة الدولية لأخلاقيات السياحة، التابعة لمنظمة السياحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة لمدة خمس سنوات

ومستشار متطوع لوزير السياحة ووزيرة البيئة لشؤون السياحة البيئية سبع سنوات

المقال نقلاً عن المصرى اليوم وتم نشره يوم الإثنين 26-11-2018