ليس فى طبيعتى اليأس والاستسلام. .خبراء الآثار والسياحة والطب لا يختلفون على ثقل وأهمية واحة سيوة من جميع الأوجه، فبها الأثر الوحيد القائم والمرتبط بتاريخ الإسكندر الأكبر وأقصد معبد آمون أو معبد التنبؤات، هذا بالإضافة لآثار جميلة من مختلف العصور، وبها ثراء مذهل الجمال من التراث الإنسانى والمنتجات الفطرية والعادات والتقاليد، والتى جذبت وتجذب سياح العالم والأسر الملكية وكبار شخصيات دول العالم وبها إمكانيات هائلة طبيعية وجيولوجية تجذب السياحة العلاجية والاستشفائية المؤكدة، كما بها كنوز من الحفريات المرتبطة بملايين السنين من قصة الأرض، هذا بالإضافة لارتباطها بقصص تاريخية وأساطير رومانسية جميلة.
باختصار هذه الواحة باعتراف كل من زارها وأقام فيها نالت عن جدارة لقب جوهرة صحارى شمال إفريقيا وأهم واحة على مستوى العالم دون أى شك. هذه مقدمه كررتها وأكررها علنا طوال الثلاثين سنة الماضية لأستغيث بأجهزة الدولة لتوجيه الاهتمام لها والذى تستحقه كأرض مصرية عزيزة ونعمة وهبها الله لمصر. استغاثة قائمة على حقائق موثقة بجميع الصحف القومية طوال سبعين عاما دون مبالغه.
https://www.facebook.com/watch/?v=1598823120251236
فقد جمعت مئات من قصاصات الصحف والتى تعلن عن مخططات وعن ميزانيات بالملايين وعن مشروعات وزيارات من مسؤولى الدولة للوقوف على واقع متطلبات الواحة ثم دون مبالغة لا شىء. كما تأكد لى أن أجهزة الدولة كانت تتعامل مع الواحة فى مشروعاتها المعلنه- والتى لم تنفذ بفضل الله- على أنها مدينة تحتاج لطرق أسفلتية وعمارات أسمنتيه مرتفعه وتحتاج لتهجير ملايين المواطنين لها واستزراع آلاف الأفدنه، وهى كلها أفكار وضعت فى مكاتب العاصمة تؤكد عدم دراسة بيئة هذه الواحة الهشة بالغة الحساسية والمحدودة المساحة.
واحة بمنخفض حوالى ثلاثين مترا بحوض حجرى مصمط.
وللأسف منظومة الرى بالغة التعقيد والمشاكل وتحتاج لسرعة الدراسة والعلاج.. مع إشارتى إلى التحرك الحميد والشخصى الجارى الآن من وزير الرى والذى قام بزيارة للواحة هذا الشهر (أكتوبر).
سبب هذه المقالة هو أننى كتبت مقالة بعنوان (طريق الموت إلى جنة الصحراء) نشرت نهاية شهر نوفمبر من عام 2018 بعد الإعلان عن حادث مروع على هذا الطريق بين أوتوبيس ولورى تسبب فى مقتل أربعة أشخاص وإصابة تسعة عشرة.
للأسف حتى الآن الطريق المؤدى لواحة سيوة من مرسى مطروح (300 كيلومتر) يعتبر دون شك أخطر وأسوأ طريق فى مصر يعبره المواطنون والسياح يوميا فى أعداد تتضاعف سنويا. مطلوب دراسة علمية بيئية جادة تنفذ للنهوض بهذا الكنز الهش الرائع- وأكرر- الذى وهبه الله لمصر.