أخبارشئون مصريةمنوعات

“اللواء الدكتور سمير فرج “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : حرب الفضاء Space Warfare

في يوم 14 يناير، 2022 | بتوقيت 11:30 مساءً

وكأن الأرض والسماء والبحار لم تعد ساحات كافية للصراع والحروب، بين الدول، لتلجأ القوى الكبرى؛ الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، إلى الفضاء الخارجي، ليكون ميداناً جديداً للحروب والصراعات

وفي حين أن لكل دولة حدودها البرية والبحرية والجوية، طبقاً للقوانين والقواعد الدولية، المنظمة لها، مثل قانون الأمم المتحدة الذي يحدد الحدود البحرية، في 12 ميل بحري كمياه إقليمية، وحدود المياه الاقتصادية 200 ميل للصيد و350 ميل للتنقيب عن الغاز والبترول، إلا أنه ليس الحال بالنسبة للفضاء الخارجي، الذي يسبح فيه 130 قمر صناعي، تطلقها الدول لأغراض مختلفة سواء للاستطلاع أو الحصول على المعلومات والتجسس وتنظيم الاتصالات، والتنبؤ بالأرصاد والطقس، دون أن يكون هناك حدود واضحة، في الفضاء، لعمل هذه الأقمار، أو حدود تلزم الدول التي أطلقتها.

ومن هنا ظهرت الحاجة لضرورة وجود هيئة دولية لتنظيم عمل هذه الأقمار الصناعية، في الفضاء، بوضع قواعد استخدامها، وارتفاعاتها، مع تحديد المناطق المسموح العمل فيها، ووضع القيود على غيرها، كي لا يبقى الفضاء الخارجي، كما هو الحال اليوم، بلا صاحب وبلا رقيب، خاصة بعدما أطلقت روسيا، في العام الماضي، صاروخاً باليستياً، من الأرض، لتدمير أحد أقمارها الصناعية، في الفضاء، واختبار قدرتها على ذلك، ومع تمام المهمة بنجاح، تناثرت حطام وشظايا ذلك القمر، في الفضاء، مهددة غيره باحتمالية الاصطدام به، وتدميره، فيما يطلق عليه “نفايات الفضاء”.

حرب الفضاء Space Warfare

وتعالت الأصوات تنادي بسرعة تشكيل منظمة دولية للفضاء، تتبع الأمم المتحدة، لوضع الضوابط والقيود، لتنظيم العمل في الفضاء، بعد ظهور فكرة حروب الفضاء Space Warfare، التي أظهرت إمكانية تدمير هذه الأقمار من الأرض، أو من الفضاء، أو حتى مجرد التشويش عليها، ومنعها من تنفيذ مهامها.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تتربع على عرش الفضاء الخارجي، يعقبها روسيا والصين، بإنشائها لقوة الفضاء، كأحد أفرع الجيش الأمريكي، مثل قواتها الجوية والبحرية … إلخ، بل ونفذت مناورة عسكرية، عام 2017، باسم “راية الفضاء”، تدور حول القضاء على عدو فضائي “أحمر”، وهو اللون الرامز لروسيا والصين.

وحديثاً، أعلن وزير الدفاع الأمريكي عن إنشاء منصات فضائية، ثابتة، ضد روسيا والصين، اللتان اتبعتا نفس النهج بتأسيس قوات فضائية تابعة لبلادهم، ومنافسة أمريكا في ذلك المضمار.

وهكذا نشهد عصراً جديداً، يندفع فيه العالم نحو أنماط جديدة للحروب، في عوالم مجهولة، كالفضاء الخارجي، ومن المتوقع انضمام دول جديدة لهذا السباق، ليتحول الفضاء لساحة جديدة للصراع بين دول العالم

Email: [email protected]

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم.